العدد 382 -

السنة الثالثة والثلاثون، ذو القعدة 1439هـ ، الموافق تموز 2018م

عريضة فرنسية بتجميد آيات من القرآن الكريم

عريضة فرنسية بتجميد آيات من القرآن الكريم

وقَّع الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي و300 شخصية فرنسية عامة على عريضة نشرتها صحيفة (لوباريزيان) الفرنسية ضمن مقال تحت عنوان «ضد معاداة السامية الجديدة» تبرز هذه العريضة ما تصفه بـ«تطهير عرقي صامت» تتعرض له الطائفة اليهودية من قِبل «متطرفين إسلاميين» وتطالب بحذف وتجميد آيات من القرآن الكريم، وتحث  سلطات المسلمين على تعطيل آيات من القرآن، بدعوى أنها «تحث على قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين». ومن بين أبرز الموقعين: رئيس تحرير صحيفة «شارلي إيبدو» السابق فيليب فال الذي قام بتحرير البيان، وإيمانويل فالس وجان بيار رافاران وهما رئيسا وزراء سابقان، والمغني شارلي إزنافور والأكاديمي والإعلامي بيرنار هنريب ليفي وهما يهوديان فرنسيان، والممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو… كذلك وقَّع على العريضة شخصيات عربية وإسلامية، منها الروائي الجزائري بوعلام صلصال، ومحمد علي قاسم، وهو مفتي جالية جزر القمر في فرنسا، والمدون الفلسطيني وليد الحسيني، بالإضافة إلى مغنين وممثلين وكتاب ومسؤولين دينيين يهود ومسلمين وكاثوليك…

وفي المقابل أعلن الأزهر رفضه التام لما ورد في هذه العريضة معتبرًا هذه المطالب «غير مبررة وغير مقبولة، وهي والعدم سواء». وقال عباس شومان، وكيل الأزهر، على صفحته على فيسبوك: «لا لتجميد حرف من القرآن، فليفهم هؤلاء كتاب الله فهمًا صحيحًا، أما إذا اعتمدوا على فهمهم المغلوط، فليذهبوا بفهمهم ومطالبتهم إلى الجحيم». واعتبر البعض أن هذه الدعوة تعد «تطرفًا فكريًا ضد الدين الإسلامي» وأنها تعارض دعوة الغرب إلى حرية العقيدة، وتفضح ما تخفي صدورهم من غل وبغضاء وحقد دفين للإسلام، وجهل مطبق للقرآن وتفسيره، وتكشف عن تعصب وازدراء للأديان، وأنها دعوة فى غاية الخطورة وتتطلب التحرك الفوري…

أما ما ورد في كيفية الرد على هذه الدعوة المغرضة، فهو أنه ينبغى على المراكز الإسلامية فى الخارج أن تعمل على إبراز سماحة الدين الإسلامى الوسطي، وهو ليس دينًا دمويًا ويرفض العنف، وأنه لا يوجد بالقرآن الكريم نص يبيح الاعتداء على غير المسلمين، وأن ما ما ورد فيه هو رد العدوان فقط والدفاع عن النفس، وأن «ما ظنه الداعون أن آيات تنادي بقتلهم، هي آيات سلام في حقيقتها».

الوعي: هذه الدعوة الخطيرة تكشف أن الغرب ينظر إلى الإسلام على أنه دين إرهابي، وهذه الدعوة لا يجوز الاقتصار في مواجهتها على علماء يفهمون دينهم فهمًا ضعيفًا، ويدافعون عنه بشكل خاطئ، بل يجب على حكام المسلمين أن يكونوا هم أول من يتصدى لهذه الدعوة. فالسلطان عبد الحميد الثاني، رحمه الله، والذي كان متوقد الإيمان شديد الغيرة على دينه، وجَّه تحذيرًا شديد اللهجة لفرنسا واستطاع بالتهديد بقطع العلاقات معها من منع عرض مسرحية تحتوي على إساءة للنبي محمد ﷺ… أما حكام اليوم فهم أبعد ما يكونون عن الغيرة على الإسلام، إن لم يكن عن الإسلام نفسه؛ لذلك لم يحركوا ساكنًا… نسأل الله سبحانه أن يعز الإسلام والمسلمين بخلافة راشدة، ويذل بها الكفر والكفار المعاندين للإسلام. اللهم عاجلًا غير آجل حبًا بك، وشوقًا لنشر دينك وإعلاء كلمتك، وبغضًا للكفر وأهله والشيطان وأعوانه. اللهم آمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *