أيها الأنصار: حزب التحرير داعي الله لكم لإقامة الدين…فأجيبوه
2011/08/12م
المقالات
1,670 زيارة
أيها الأنصار:
حزب التحرير داعي الله لكم لإقامة الدين…فأجيبوه
إن أعظم ما ابتلي به المسلمون في هذا العصر هو إبعادهم عن دينهم بحكمهم بغير ما أنزل الله، وتنصيب حكام جورة وفسقة وسفهة عليهم، يعملون بغير طاعة الله ويهتدون بغير هدي رسوله الكريم، حكام ينكرون المعروف ويأمرون بالمنكر… حكام يعملون فيسيئون ولا يرضون من المسلمين حتى يحسنوا قبيحهم ويصدقوا كذبهم… حكام نطق بأوصافهم رسول الله فقال: «إنهم شر من المجوس» و «إن استرحموا لم يرحموا، وإن سئلوا الحق لم يعطوا، وإن أمروا بالمعروف أنكروا» ولعنهم رسول الله بقوله: «سبعة لعنتهم وكل نبي مجاب… والمتجبر بسلطانه ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله…» هؤلاء ابتلي بأمثالهم المسلمون اليوم، وهؤلاء أحاطوا أنفسهم ببطانة سوء تزين لهم منكرهم، وحموا أنفسهم بأهل قوة على شاكلتهم… فأصبحوا متمكنين في الأرض على الباطل، وعلى رقاب الناس بالظلم… أمثال هؤلاء جعل الله للمسلمين طريقة لتغييرهم والأخذ على أيديهم وأخذ الأمر منهم لله، بل وجعل الأمر كله لله… إنها طريقة الرسول في عقد بيعة العقبة الثانية بينه وبين الأنصار من أهل القوة والمنعة ليمنعوا دينه، ليمنعوا أهل الدعوة بنصرة دينهم وتسليمهم الحكم… الأنصار الذين قالوا: «حتى متى نذر رسول الله يطرد في جبال مكة ويخاف» الأنصار الذين قالوا للرسول: «خذ لنفسك ولربك ما أحببت» … الأنصار الذين بايعوا رسول الله على مصيبة الأموال وقتل الأشراف وسبي النساء والزراري… من غير أن يخذلوه… الأنصار الذين رضوا بالجنة إن هم وفوا ما وعدوا رسول الله به من نصرته.
إن نصرة الرسول كانت نصرة لدينه، مات الرسول فمن ينصر دينه اليوم؟ من يتقدم ويقول لحملة أمانة رسول الله في إقامة الدين: خذوا لأنفسكم ولربكم ما أحببتم؟ من يتقدم منهم ويقول: حتى متى نذر هذه الدعوة ملاحقة، مطرودة وأهلها خائفون؟…
أيها الأنصار في هذا الزمان، إنه فرض الله عليكم، فلا تحسبوه تكرمًا منكم، ومنة… إنه حق الله عليكم أن تنصروا دينه والمسلمين… إنه حق الله عليكم أن تنصروا أهل الدعوة حملة الأمانة الذين أعدوا أنفسهم لإقامة الدين، نعم إنه فرض عليكم ولستم مخيرين فيه. وواقعكم اليوم أنكم إما أهل نصرة لحكام آخر الزمان، هؤلاء الذين لا يخفى شرهم ومكرهم وإجرامهم على أحد فينطبق عليكم عندها قوله تعالى: ]إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ[. وإما أن تعزموا على أن تكونوا أهل نصرة لإقامة هذا الدين فينطبق عليكم قوله تعالى: ]وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ[.
وعليه فإنكم في موقع خطير وموقف :إما أن يعتقكم فيه الله من النار أو يوبقكم في جهنم مع حكام السوء الذين يعادون الله ورسوله ودينه والمسلمين…
أيها الأنصار من أهل القوة الأخيار
إنها فرصتكم لتكونوا أنصار الله في هذا الزمان فلا تضيعوها… لا تدعوا أهلكم في سوريا مكشوفين أمام حاكم طاغية لا يخاف الله في قتل شعبه، وعلى مرأى من الجميع يتهمهم وهو المتهم المجرم، لا تتخلوا عنهم وقد تخلى عنهم الجميع، فيتخلى الله عنكم، قال رسول الله: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ» (الطبراني)
إن هؤلاء الذين يقتلهم النظام هم أهلكم: إخوانكم وأولادكم وآباؤكم وأمهاتكم ونساؤكم… وليس لهم من ناصر إلا الله بكم. فكونوا مع الله وكونوا أنصاره، واحموا وامنعوا وانصروا دينكم وأمتكم، ولا تسكتوا صاغرين، إن سكوتكم يشجع الطاغية فيلجأ للمزيد… قوموا قومة رجل واحد في وجهه واقلعوه من جذوره، واقطعوا دابره، وائتوا بنيانه من القواعد…
أيها الضباط من أهل القوة والمنعة من المسلمين
إنها أشرف مهمة تلك هي نصرة هذا الدين، وإنه أشرف نعت لكم تنالونه في هذه الدنيا أن تكونوا أنصار الله،و إنها أكبر هدية لكم من الله كي تقوموا بما يقيم دينه …اسمعوا إلى قول الصحابي كعب بن مالك فيما رواه النبي: «وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ تَوَاثَقْنَا عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ، وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْهَا» (الطبراني) إن التواثق على نصرة الإسلام أحب إلى هذا الصحابي الفقيه من كل شيء. لماذا؟ لأن النصرة كانت سببًا للهجرة وإقامة الدين، ووضعت حدًا لاستضعاف المسلمين… لأن النصرة يكون فيها إقامة الخلافة الراشدة التي تتسلم مهمة النبي r في تطبيق الشرع وسياسة الأمة… لأن النصرة يكون على أثرها قيام الجهاد وفتح البلاد وإدخال العباد في دين الله أفواجًا حتى يعم الأرض مشرقها ومغربها …لأن النصرة يكون بعدها ظهور الإسلام على الدين كله بحيث تصير الدولة التي تقوم بها هي الدولة الأولى في العالم… لأن النصرة هي التي تقضي على أماني إبليس في إضلال البشر.
أيها الضباط المؤمنون
كونوا مؤمنين بأن الإسلام هو رسالتكم، وأن الفرض العظيم عليكم الآن، وأنتم أهل القوة، أن تنصروه بأن تقفوا في وجه الحاكم الظالم الفاسق الذي يمنع من الحكم بما أنزل الله؛ فتنظموا قوتكم وتجمعوا أمركم وتقضوا على قوة الحاكم لتقضوا على حكمه وتسلموه إلى الفئة المؤمنة إلى الثلة الصادقة من حزب التحرير ليقيم حكم الله؛ فتكونوا بذلك المفتاح الذي فتح الله به باب تطبيق الإسلام ونشر دعوته، عن طريق الجهاد الذي سيقوم على كواهلكم، وعندها يتحقق فينا وفيكم تحقق في المهاجرين والأنصار بقوله تعالى: ]بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ[ فأنتم مفتاح تطبيق الإسلام أولًا ونشر دعوته عن طريق الجهاد ثانيًا.
أيها الضباط المؤمنون
اجعلوا قوتكم لنصرة هذا الدين ولنصرة أمتكم، ولا تقبلوا أن يستعملكم حكامكم ضد دينكم وضد أمتكم كما ترون أنه يفعل. ألم تروا أن مبارك وعائلته وزبانيته كيف كان سارقًا المليارات، وكان عرابًا يسلم قضايا أمته لربيبته أمريكا التي سرعان ما تخلت عنه، وكان صديق (إسرائيل) الوفي، وكان يفعل ذلك مستقويًا بكم مهددًا كل من يهدد عرشه بكم…؟ ألم تروا كيف كان بن علي يظلم الناس ولم يضع حدًا له إلا وقوف الجيش ضده ،ولكن للأسف لم يضم الجيش قوته إلى دينه وشعبه فاستمرت الأوضاع على ما كانت عليه من قبل ولكن من غير بن علي…؟ ألم تروا كيف أن القذافي خوفًا من ضباط مؤمنين ،ومن جيش مؤمن، تخلى عن إنشائه لمصلحة إنشاء قوى عسكرية خاصة يستلمها أحد أبنائه؛ لأنه يعلم أنكم قد تكونون معقد الآمال للأمة وخراب الديار له…؟ ألم تروا كيف أن علي صالح مازال يستقوي بالجيش ضد شعبه مانعًا التقدم خطوة نحو الأمام…؟ ألم تروا بشار الأسد كيف أنه حاصركم بشبيحته وقواته الأمنية وأخذ يقتل منكم تمامًا كما يقتل شعبه من أهاليكم، ويجبركم على الاشتراك بجريمته؛ فأصبحت أياديكم تبطش لمصلحته وعيونكم تذرف على ما تفعلونه، إنها فتنة لا مخرج منها إلّا بالله؛ إلّا بأن تكونوا أقوى منه بإيمانكم ودقة تخطيطكم وإصراركم على وضع حد له وللأيام السوداء التي مازلتم تعيشون فيها أنتم وأهلكم منذ عهد والده المشؤوم. إن هذا الحاكم هو عدو مبين لله ولرسوله ولدينه وللمؤمنين فكونوا أعداء له، وضعوا حدًا لمآسيه فيكم وفي أهلكم. إن وجود بشار في الحكم ومعه أخوه ماهر السيئ الذكر من خلفه، ومعه ضباط أجهزته الأمنية الذين اجتمع الشر كله في كل واحد منهم، ومعه شبيحته الأمنيين الذين يتغذون بسرقة الناس وإذلالهم، ومعه شبيحته الاقتصاديين الذين أكلوا لقمتكم ولقمة أهاليكم، ومعه شبيحته الإعلاميين الذين يزينون باطله ويدافعون عن جرائمه ويقلبون الحقائق، هؤلاء الكذبة على رؤوس الأشهاد القتلة باللسان الذين لا حياء عندهم، أولئك هم شر البشر الذين يدافعون عن قتل النظام لشعبه وللنساء وللأطفال… هذا هو حاكمكم وهؤلاء هم زبانيته فإنه لا يزيل نجاستهم إلّا قرار وفعل وإصرار منكم على وضع حد لهم… هؤلاء الحكام الذين فتحت سجلاتهم السوداء، ولا يختلف الواحد منهم عن غيره إلا بكثرة السوء أو قلته.
أيها الضباط المؤمنون.
لقد استعملكم الحكام لغير ما أعلنوا عنه، لقد حرسوا بكم حدود (إسرائيل) ومنعوا بكم قيام أي عمل جهادي لاستئصال شأفتها، ووضعوكم إلى جانب جيوش أمريكا ودول الناتو لتحاربوا أمتكم في أفغانستان والعراق، لقد جعلوكم تقسمون الولاء للوطن بينما الحاكم نفسه والوطن من صنيعة الغرب الكافر، أقسموا عليكم أن تحموا بلدكم من أعدائه فإذا بهم يعتبرون أن أعداءهم هم أعداء دول الغرب التي يتبعون لها، لا أعداء دينكم.
أيها الضباط الأوفياء
إن الأمة تنتظر على أحر من الجمر من ينصرها على هؤلاء الحكام ويضع حدًا لمآسيهم عليها… تنتظر على نار من ينصر دينها؛ لأن القرآن لا يقوم إلا بسلطان وأنتم بكم يكون السلطان الذي قال سبحانه وتعالى فيه لرسوله ]وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا[ وما أجمل قول القائل: «ألَا إِنَّ القُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ تَوْأَمَان، فَالقرآن أس وَالسُّلْطَانُ حارسٌ، فَمَا لَا أُسُّ لَهُ فَمَهدُوم، فَمَا لا حَارِسَ لَهُ فَضَائِعٌ» وإن الحق لا يقوم إلّا بالحديد، فأنتم الحديد الذي ذكره الله سبحانه في كتابه الكريم: ]لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ[
أيها الضباط والجنود من أهل هذا الدين الحنيف
إن الله سبحانه أنزل في محكم تنزيله واصفًا الأنصار مع المهاجرين وصفًا ماضيًا إلى قيام الساعة يناله من وقف موقفهم بقوله سبحانه: ]أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا[
وإننا في حزب التحرير نسعى أن نكون على خطى المهاجرين وينطبق علينا حديث الرسول فيما رواه أحمد بحديث حسن عن أبي مالك الأشعري عن رسول الله قال: »يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ. فَجاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النَّاسِ وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ r فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ، انْعَتْهُمْ لَنَا – يَعْنِي صِفْهُمْ لَنَا – فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولُ اللَّهِ r لِسُؤَالِ الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ تَحَابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا, يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا, فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا وَثِيَابَهُمْ نُورًا، يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَفْزَعُونَ وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ» (مسند أحمد)
أما الأنصار الأوائل فقد قال ابن إسحاق فيهم: «فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إظْهَارَ دِينِهِ، وَإِعْزَازَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْجَازَ مَوْعِدِهِ لَهُ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ r، فِي الْمَوْسِمِ الَّذِي لَقِيَهُ فِيهِ النَّفَرُ مِنْ الْأَنْصَارِ» (الطبراني) هم أخذوا الرسول على مصيبة الأموال وقتل الأشراف ونصروه وحموه وحموا الدعوة. وقاموا معه بأمرها حتى قال سيدهم: «وَاللهِ لَو خُضْتَ بِنَا الْبَحْرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَخُضْنَاهُ مَعَك، مَا تَخَلّفَ مِنّا أَحَدٌ»، وهكذا فعلًا كانوا، أتدرون بم وصف الله سبحانه وتعالى المهاجرين وأمثالهم والأنصار وأمثالهم؟ اقرؤوا قوله تعالى وتمعنوا كيف جعل المهاجرين والأنصار بعضهم أولياء بعض: ]إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ[ اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، اللهم انصر المهاجرين والأنصار، ومن كان على سيرة المهاجرين والأنصار، اللهم آمين.
أيها الضباط الأنصار
لقد صدقكم حزب التحرير القول حين قال أن النصرة حكم شرعي لإقامة الدين بواسطته، وصدقكم الفعل حين قام يطلب النصرة منذ أوائل دعوته… فلو صدقتموه قوله وفعله لكنتم وفرتم عليكم وعلى أمتكم كل هذه المآسي التي تمر بها ولا تزال. فعوِّضوا ما فاتكم بحسن الاستجابة اليوم لدعوته نفسها، فعسى أن تعوض استجابتكم ما فات.
لقد حوربت فكرة النصرة في عمل التغيير بالرغم من أنها حكم شرعي. حوربت من الدول الغربية ودول الضرار وحتى من الحركات الإسلامية التابعة للغرب في نظرته وللحكام في سكوتهم عنهم. واليوم تأتي الأحداث لتجبر الجميع على إعادة تصويب نظرتها ولسانها. قلنا من قبل وكنا صادقين: إن عملية التغيير يجب فيها كف اليد لقوله تعالى: ]إِكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ[ وها هي الآن تعلن الجموع أن ثورتهم التغييرية هي سلمية. قلنا إن التغيير يحتاج إلى ثلة كالمهاجرين مع الرسول تهيئ نفسها لقيادة الأمة بالإسلام، وها هو حزب التحرير قد أعد نفسه لهذه الغاية. قلنا لكم إن التغيير يحتاج إلى ثلة كثلة الأنصار تحمي بقوتها الدعوة وتساعد في إقامة دولة الإسلام، وها هي الأحداث تضغط بهذا الاتجاه… عودوا لما قاله حزب التحرير وكونوا معه، فالأمر بات أجلى وضوحًا حين أيد الواقع صدق الخبر والعقل صحة النظر… وبالرغم من كل ما فات فإن الأمر ما زال ينتظر تقدمكم حتى تمسِّكوا أهل الدعوة بالحكم…
أيها الضباط الشجعان
إن عمل النصرة قدوتنا وقدوتكم فيه هو الرسول حين قام به بنفسه وبمصعب، وحين استجاب له بعد شدة هؤلاء النفر الأنصار (كانوا ستة ولم يكونوا على بال أحد) ففتحوا الطريق لـ 13 في بيعة العقبة الأولى، ثم فتح هؤلاء لـــ 73 رجلاً وامرأتين ليقوم هناك في طيبة ما وعد الله به رسوله من تأييده بالنصر… فأين أنصار هذا الزمان وفي أي مكان؟ أين من هم ليسوا على البال الآن، والذين سيهتز لهم عرش الرحمن إذا ما قاموا بما قام به سيد الأنصار الأوائل سعد بن معاذ؟
أيها الضباط يا معقد الآمال…
اعلموا أن النصرة هي من صميم هذا الدين ولا يقوم الأمر إلّا بها، وتقصير أهلها أمثالكم بها تقصير بالدين، والقيام بها منكم إقامة للدين. ولا يقوم بها سواكم. فإنها معلقة في رقبتكم، فلم ولن يتحقق النصر إلا بها، وقد داوم الرسول على طلبها من أهلها بالرغم من كثرة الصد وشدته حتى أذن الله سبحانه بالفرج بها. ولئن أذن الله بالفرج بكم فاعلموا أنه توفيق من الله سبحانه وتعالى لكم ورضى منه عليكم، ومرتبة لكم في الدنيا عند المسلمين، وفي الآخرة عند الله، ويا فوز الدارين لكم…
أيها الضباط يا فاتحي أبواب الخير…
إن الواحد من حملة الدعوة في حزب التحرير، كم يتمنى لو كان من أهل القوة لينصر الله به دينه لما يرى من فضل الأنصار في الأمة وعند الرسول وعند الله، اسمعوا لقول الرسول r وكم فيه من الخير لكم: «اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» (البخاري) و«وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرًَا مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا ، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ وَشِعْبَهُمْ» (مسلم). إن الأمة تنظر إليكم أنكم مغلقو باب شر الحكام وفاتحو باب خير الرحمن، وأنكم مخلصوهم من كل هذه الأوضاع الشاذة؟!
أيها الضباط المخلصون
بعملكم تستقيم مسيرة الإسلام وتتقدم من جديد، ويفتح باب الخير المغلق منذ 90 عامًا ويخرج الإسلام من محبسه، وتعود الأمة إلى قيادة العالم من جديد… بعملكم في نصرة إقامة الخلافة الراشدة ستعودون بالمسلمين إلى زمن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي… إلى ما يشبه عصر النبوة لأنها ستكون خلافة على منهاج النبوة. وكم يحتاج المسلمون خاصة والعالم عامةً لمثل هذا الحكم الرشيد…
أيها الضباط الغيارى
إن حزب التحرير يعرض عليكم أن تنصروا دعوته ليقيم دولة الإسلام بكم، يعرض عليكم أن تنصروه كما عرض رسول الله على زعماء القبائل القوية طالبًا النصرة منكم قائلًا لكم ” أنا منكم وأنتم مني”.
أيها الأخوة الضباط
كل شيء يدعوكم لما ندعوكم إليه:
ربكم سبحانه وتعالى يدعوكم بقوله: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ[ والرسول يدعوكم بقوله للأنصار الأوائل: «أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ» (مسند أحمد)… وأمتكم تدعوكم وتستصرخكم لتضعوا حدًا لمآسيها بإقامة حكم الله سبحانه وإيجاد المجتمع الإسلامي الذي يعبد فيه الله وحده ويؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر بقوله تعالى: ]الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[… وإيمانكم يدعوكم لإجابة داعي الله لتخليص أنفسكم مما وضعكم فيه هؤلاء الحكام الظلمة شهداء زور على أفعاله وحماة لجرائمه.
وفي الختام لا يقف في وجه إقامة حكم الله تعالى إلا حاجز الحكام. ولا يجعل الأمة تجتازه إلا قوتكم، فخذوها بقوة وسلموها لأهل الدعوة بأمانة، وخذوا دوركم الشرعي الذي يريده الله لكم وتنتظره الأمة منكم … قال رسول الله: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ, من قَبْلَ أَنْ تَدْعُونِي فَلا أُجِيبَكُمْ، وَتَسْأَلُونِي فَلا أُعْطِيَكُمْ، وَتَسْتَنْصِرُونِي فَلا أَنْصُرَكُمْ« (مسند أحمد)
وهل أعظم من أمر الحكام بالمعروف ونهيهم عن المنكر أمرًا ونهيًا. قال تعالى: ]إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ[.
2011-08-12