العدد 341 -

السنة التاسعة والعشرون جمادى الآخرة 1436هـ – نيسان 2015م

أوروبا في صف واحد مع التكتل المالي الآسيوي ضد أميركا

أوروبا في صف واحد مع التكتل المالي الآسيوي ضد أميركا

أكدت فرنسا وألمانيا وإيطاليا رسمياً رغبتها في دخولها كأعضاء مؤسِّس ن في البنك الآسيوي للاستثمار في البُني التحتية، وهذا بعد إعلان وزارة المالية البريطانية عن تقديمها طلباً للصين كي تكون هي أحد الأعضاء المؤسِّس ن لهذا البنك. وقالت الخارجية الفرنسية إن فرنسا وألمانيا وإيطاليا تودُّ الانضمام إلى قائمة الأعضاء المؤسِّس ن للبنك الآسيوي، ك ا تود التعاون مع شركاء دولي ن بشكل وثيق والسعي إلى تأسيس جهاز يلتزم بأعلى المعايير في مجالات الإدارة والديون والمشاريع العامة وغيرها من المجالات الأخرى. ولفتت رغبة الدول الأوروبية الأساسية في الانضمام إلى البنك الآسيوي نظرة المراقب ن، لا سيما بعد الانتقادات الأميركية لانضمام بريطانيا لهذا التكتل المالي، حيث يُعد ضمنياً محاولة للخروج من مظلة البنك الدولي الذي يقوم بوظائف مشابهة وتموله وتتحكم به الولايات المتحدة الأميركية بشكل أساسي وتفرض من خلاله هيمنتها ع ى دول كثيرة في العالم؛ لذلك ترى الولايات المتحدة بحسب ما أورده مراقبون أن الجهود الصينية في هذا الشأن لا تتجاوز كونها خدعة تستهدف النيل من تحكم الولايات المتحدة في النظام المصرفي العالمي؛ لذلك حاولت الولايات المتحدة إقناع حلفائها الإقليميين بالابتعاد عن هذا المشروع من بينهم أس راليا وكوريا الجنوبية واليابان. بل وأعربت الإدارة الأميركية عن قلقها حيال عرض بريطانيا لأن تكون أحد الأعضاء المؤسِّس ن لبنك التنمية الجديد المدعوم من الصين.

وأكدت صحيفة فاينانشال تايمز في تقرير نشرته بهذا الصدد إلى أن هناك حالة من الاستياء في أروقة البيت الأبيض تجاه التحرك البريطاني. ونسب التقرير إلى مصدر مسؤول بالإدارة الأميركية أن «القرار البريطاني اتخذ دون استشارة الولايات المتحدة ». كما أضاف المسؤول الأميركي: «نحن قلقون إزاء الاتجاه إلى التوافق الكامل مع الصين من قبل بعض الدول. وأوضحت بيبا مالمغرين، المستشارة الاقتصادية للرئيس الأميركي السابق جورج بوش، ل بي بي سي إن «الانتقادات الأميركية للخطة البريطانية كانت غير متوقعة» وأضافت أنه «من الغريب أن تنتقد الولايات المتحدة بريطانيا علناً». إلا أن المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون رد على بالانتقادات الأميركية قائلاً: «إن هناك أوقاتاً سوف تختلف فيها طرق تعاملنا مع الأمور». كما أكد وزير المالية البريطاني جورج أوسبورن في بيان صادر عن وزارة المالية أن «انضمام بريطانيا إلى البنك الآسيوي لاستثمارات البُّني التحتية في مرحلة التأسيس سوف يوفر فرصة نادرة لكل من بريطانيا وآسيا للاستثمار وتحقيق النمو معاً»

الوعي: إن ما تفعله أوروبا وتتخذه من إجراءات تجاه كثير من قضايا العالم يوضح ضيقها ذرعاً بسياسات الولايات المتحدة الأميركية التي لا تأبه إلا بتحقيق مصالحها الخاصة. وإذا كان هذا هو حال أوروبا الشريك الاستراتيجي لأميركا في العالم، فما بال المسلمين الذين تتعامل معهم أميركا كالعبيد، فتسومهم سوء العذاب، وتنهب خيراتهم وتشتت شملهم… ألا ينبغي لهؤلاء أن يتمردوا عليها ويزيلوا عملاءها ويقطعوا دابرها من بلادهم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *