العدد 11 -

العـدد الحادي عشر – السـنـة الأولى – شعبان 1408هـ – نيسان 1988م

قضية فلسطين

القارئة: إشراقة أحمد ـ السودان

إنّ ما يسمّى بقضية فلسطين موضوع قد شغل العالم الإسلامي عامة والكافر خاصة، تلك القضية التي لا تخلوا صحيفة أو إذاعة منها منذ العام 1948م وإلى اليوم. لم يتعد الحديث عنها وعقد المؤتمرات لها حدّ الغوغائية والدوران في الحلقة الفارغة، وذلك في نظري يرجع لأسباب أهمها:

أولاً: عدم فهم واقع القضية وبالتالي معرفة معالجتها، لأن الواقع إذا لم يسبق بحكم صحيح لم تصحّ معالجته، لأنها تكون خلافاً له.

فأقول لأمة الإسلام، إن واقع القضية هو أن المشكلة مشكلة مسلمين وليست مشكلة فلسطين، ولعل هذا أهم ما في الأمر، لأن المسلمين إذا نظروا إليها غير هذه النظر لا يستشعرهم واجب الذود عنها وإرجاعها إلى ديار الإسلام (إذا كان هناك دار إسلام).

ثانياً: إن أرض فلسطين تعتبر أرضاً مغتصبة من بلاد المسلمين على يد الكافر، ولذا فواجب المسلمين إرجاعها إلى ديار الإسلام.

ثالثاً: إن قضية فلسطين أو كما تسمى، لا يمكن حلها حلاً جذرياً صحيحاً إلا بالإسلام، والإسلام يقول بضرورة أن تكون هناك دولةٌ إسلامية تجمع المسلمين وتحمي بيضة الإسلام بجيشها الواحد وإمامها الواحد المطاع من قبل المسلمين، والذي يكون من أُولى مهامه إرجاع ما انقطع من بلاد الإسلام. وهنا تظهر أهمية قيام الدولة حيث الطاعة من قبل الجيش والمسلمين جميعاً، وأن الله يقول: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)، ولأنّ استرجاع فلسطين واجب لأنها أرض إسلامية مغتصبة على يد الكافر، فيجب إرجاعها للإسلام، لأن الدين كله لا بد أن يكون أخيراً لله: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ). فكيف بفلسطين وهي أرض إسلامية مغتصبة؟ وثانياً، لأن احتلال فلسطين من قبل الكافر يجعل على أرض المسلمين سبيلاً، وهذا ما نهى الله عنه حيث قال: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً). لذلك، فإن إرجاع فلسطين إلى سلطان الإسلام أمر واجب، وهذا يقتضي أولاً قيام دولة الإسلام لأن هذا واجبها، والقاعدة الشرعية تقول: «ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب» وقيام الدولة الإسلامية يقتضي إزالة الأتربة عن جذور العقيدة الإسلامية وعن المفاهيم الإسلامية وتوضحيها للناس، وعندها تقام دولة الإسلام إن شاء الله، وتقوم بدورها تجاه قضية فلسطين وكل القضايا.

ولذلك، أقول لحكام المسلمين أن ما تقومون به لمعالجة قضية فلسطين، سواء كان هذا باجتماعاتكم المحلية أو الدولية، بمشاورة الكافر ومساندته ما هو إلا تعميق لجذور الاحتلال وتسكين وتخدير القلوب المسلمة، ولقد آن الأوان للمسلم أن يفهم قضيته، فاتقوا الله وارجعوا إلى صوابكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *