العدد 152 -

السنة الرابعة عشرة _رمضان1420هــ _ كانون الثاني 2000م

الجنرال مشرَّف بعيون أميركية

ألقى ميلتون بيردن، رئيس جهاز الاستخبارات الأميركية الأسبق في باكستان والسودان، والمختص في شؤون الإرهاب والحركات «الأصولية» كلمة أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ الأميركي، مختصة في شؤون جنوب آسيا، حضرها عدد من السفراء الأميركان المتجولين، ومدير مكافحة الإرهاب في الإدارة الأميركية، مايك شيهان، وكان عنوان الكلمة: «التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة من قبل الحركات الأصولية.» وقد وصف ميلتون الجنرال مشرّف بأنه «من الجيل الآخر في الجيش الباكستاني الذي تدرب في الولايات المتحدة … وإن مشرّف يتذكر ذلك حينما تدرب في «فورت براغ»، حينما كان ضمن الفوج البلوشي رقم (19)، وكان آخر فوج تدرب مع القوات الأميركية قبل أن تقطع الولايات المتحدة علاقاتها العسكرية مع باكستان في الثمانينيات». وأضاف ميلتون «قد يكون مشرّف هو الفرصة المناسبة من أجل فرض القيم الأميركية في باكستان، مع استعدادها لدخول القرن القادم»، وأضاف «إذا تمت مساعدة باكستان، فإنه بمقدور مشرف إبعاد باكستان عن مخاطر الأصولية.» وانتقد ميلتون وقف التعاون العسكري مع باكستان بسبب برنامجها النووي والصاروخي، وقال إن الجيش الباكستاني الذي ولد أيام الجيش البريطاني، واقترب كثيراً من الجيش الأميركي، «بدأنا نفقده منذ قطع العلاقات، فالضباط وقادة الألوية والفرق العسكرية الذين تدربوا في الولايات المتحدة في «فورت بينينغ» في الولايات المتحدة، وفي مدارس الضباط في «فورت ليفينوورث» تم استبدالهم بآخرين ممن درسوا وتخرجوا من مدارس دينية أصولية.» وحول الانقلاب الذي قاده مشرف قال: «إنه من المنطقي المناداة بعودة الديموقراطية إلى باكستان، لكن تغييرات مثل هذه (الانقلاب) لن تكون دون نتائج إيجابية للولايات المتحدة» واصفاً الوضع بأنه «فرصة في ظل الجنرال مشرف»، ولاحظ أن حركة طالبان بدت مستجيبة للتغييرات في باكستان، إذ عكست التعديلات الوزارية الأخيرة في حكومة طالبان تعيين وزراء يتصفون بالانفتاح حلوا محل عدد من (الملالي) التقليديين.

          أما الإسرائيليون فيعتقدون أن مشرف، والذي يطلقون عليه اسم «الجنرال قاسي النظرات» على علاقة خاصة بالتيار الإسلامي في باكستان، ويزيد من قلق الإسرائيليين ازدياد الميول الإسلامية في الجيش الباكستاني، فقد قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «ممكن ملاحظة ذلك حتى من خلال صور التخرج في دورات الضباط التي امتلأت بشكل متزايد بالملتحين». وهذا التوجه الإسلامي لدى الجيش أكده أمير الجماعة الإسلامية قاضي حسين أحمد، في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية، حين أشار إلى أن عقيدة الجيش الباكستاني منذ تأسيسه هي: الإيمان والتقوى والجهاد في سبيل الله. ولكن مشرّف قال أمام صحفيين أتراك إن مصطفى كمال، مؤسس الجمهورية التركية العلمانية، هو «مصدر وحي كبير له» q

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *