العدد 136 -

السنة الثانية عشرة – جمادى الأولى 1419هـ – أيلول 1998م

صرخة مخلصة من اليمن السعيد

صرخة مخلصة من اليمن السعيد

عندما بلغ عدد جيش المسلمين في غزوة حنين اثني عشر ألفاً قال أحد المسلمين: “لن نغلب من قلة” فما بال المسلمين اليوم وقد ربا عددهم على المليار أصبحوا يغلبون في كل موقع ينهزمون ولا ينصرون يُـكرون ويُـكر عليهم، خيراتهم منتهبة وثرواتهم مضاعة وحرماتهم منتهكة وأعراضهم مستباحة، وأوطانهم مستعمرة، وبلادهم ممزقة، حكامهم عملاء خونة لا يرقبون فيهم إلاًّ ولا ذمة، إن أطاعوهم أذلوهم وإن عصوهم قتلوهم. هل أصابهم ما أصاب بني إسرائيل؟ يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهما سيدا أعمال أهل البر؟ قال: «إذا أصابكم ما أصاب بني إسرائيل» قلت وما أصاب بني إسرائيل؟ قال: «إذا داهن خياركم فُجاركم، وصار الفقه في شراركم، وصار الملك في صغاركم، فعند ذلك تلبسكم فتنة تُكرون ويُكر عليكم». ألم تسمعوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «سيولى عليكم أمراء إن أطعتموهم أذلوكم وإن عصيتموهم قتلوكم». قالوا فما تأمرنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: «كونوا كأصحاب عيسى نشروا بالمناشير وحمّلوا على الخشب ما صدهم ذلك عن دينهم، لموتة في طاعة الله خير من حياة في معصية».

هل غاب عن الساحة الرجال؟! أم أنه لم يبق من يثأر لأمة لا إله إلا الله؟! هل هناك من رجل ينصر دين محمد صلى الله عليه وسلم فيعيدها خلافة راشدة على منهاج النبوة فيكون أجره كأجر سعد بن معاذ يهتز لموته عرش الرحمن وتفتح له أبواب السماء وتحمل نعشه الملائكة ويتسع عليه قبره بدل أن يضم!!

أيها المسلمون: لقد حرم عليكم المبيت ثلاثة أيام دون خليفة. فماذا أنتم صانعون؟ هل تبقون منتظرين؟! ولجرائم الحكام تتعرضون؟! فإن تخاذَلَ الحكام فأين مواقف الرجال؟! أم أنه قد أعجبكم (تحدي) حكامكم لأميركا أن تبعث لجنة تحقيق، و(تهديدهم) بضربها إن أعادت الكرة عليهم؟! أم أعجبكم تمسكهم بخطة أميركا وعدم استعدادهم للحيد عنها! أم أعجبكم كثرة رفعهم الشكاوى لمجلس الأمن؟! أيظن أولئك أن النسور تنصف بغاث الطيور؟! ألم يقرأوا سير الأولين؟ فيعلموا أن إمرة الناس لا تؤخذ إلا اغتصاباً؟ وأنه لا حق لضعيف ولا متخاذل. ألم تتيقنوا أيها المسلمون أن حياتكم بالإسلام: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ[ q

أبو الحارث ـ صنعاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *