العدد 234-235 -

العددان 234-235 – السنة العشرون، رجب وشعبان 1427هـ، الموافق آب وأيلول 2006م

فتى «التحـرير»

فتى «التحـرير»

 

د. أيمن أحمد رؤوف القادري

يا أيّها السّاري بكلِّ رواقِ
يا أيّها المتبصّرُ، الماضي، على
بالحَقِّ: يَصْفَعُ خَدَّ كفرٍ جائرٍ،
يا عاشقَ «التّحريرِ» أنتَ شرارةٌ
في كتلةٍ ضَجَّتْ بِصَرْخَةِ عِزّةٍ
من ساحةِ الأقْصى استطال نداؤها
ومضت تَمُدُّ جذورها تحت الثّرى
في وجه أمريكا، وما جَمَعَتْ له
هذي رُبى الإسلامِ تحضنُ دَعْوَتي

قلِّدْ سجونَ الظّالمين تحيّتي
سخرُوا من الأصفادِ، بل هم أخجلوا
يا ساحةَ الأبطالِ فيكِ هُوِيَّتي
في كلِّ مُعْتَقَلٍ هديرٌ صارخٌ:
أكرِمْ بها، من غضبةٍ عمريّة
يا واحةَ القرآنِ كوني وثبةً
يا نفسُ عارٌ صمتُنا فتمرَّدِي
قد فارقَ الفتْيانُ عشّاقُ الهُدى
فصقورُ هذا الحزبِ هَامُوا بالأذى

أنا مِنْكُمُ يا فِتْيةَ الحَقِّ الأُلى
لا يُدْرِكُ الأبرارَ -مهما سُووِمُوا-
فسنَقْصفُ الطاغوتَ حتّى يرتميْ
بالصّوتِ من ثَغْري، وبالكلماتِِ من
أنا إنْ سكتُّ فَمَنْ سِواي يقولُ: لا؟
سأظَلُّ أُزْعِجُهُمْ بقُوَّةِ مبدئي
إنّي فتى «التّحريرِ»، هل أدركتُمُ
أقسمتُ بالجبَّارِ لستُ بهانئٍ
وأرى علوجَ الغَرْبِ في عُمْقِ الثرى

يا دولةَ القرآنِ يا أنشودةً
يـــــا دولـــــــةَ الإســــــلامِ هــــــــا أنا قــــــــــادمٌ

 

أَنِفاً من الأصفادِ والأطواقِ
لُجَجِ المخاطرِ، صادقَ الأشواقِ
بالهدْي: في كُتُبٍ، وفي ميثاقِ
ضاءتْ، فكانتْ جذْوةَ الإشراقِ
أصداؤُها بلغَتْ مدى الآفاقِ
ومضت تَمُدُّ شواهِقَ الأعناقِ
حتّى تكون عصيّةَ الإزهاقِ
من أرخصِ الأُمراءِ، في الأسواقِ
وتَسِيرُ نَحْوَ النَّصْرِ والإعْتَاقِ

حيثُ الأشاوِسُ: إخوتي ورفاقي
قَلَمَ المحقّقِ، حامِلِ الأَوْراقِ
أولستِ نصْلَ الصّارمِ البرّاقِ؟
«لن تَمْلكوا رَدْعي ولا إقلاقي»
تعلو على كفر طغى، وشقاق
ليْ، إنْ ضَعِفْتُ، وأوقِدي أعماقي
إن هدَّدُوا الأفواهَ بالإغلاق
خوفَ الرّدى، فليَهْوَ كلُّ وثاقِ!
شربُوا العذابَ نِكايَةً بالسَّاقي

خَلَعُوا من الأعماقِ كُلَّ نفاق
بالظالمين مشاعرُ الإشفاق
بَيْنَ النُّفايةِ في أحطِّ زقاقِ
قَلَمي، أُبَدِّدُ كُلَّ بغْيٍ باقي
من يَسْلُبُ الحُكَّامَ نَوْمَ مآقي؟
وأدوسُ ما كتبوا، بفكري الرّاقي
ما في انتمائي من هَوًى وعناق؟
حتّى أَجُولَ ببيرقي الخَفّاق
معَ أَقْذَرِ الديدانِ دونَ فِراق

قطعوا اللّسان فباركتْ إنطاقي!
فإلــــــيَّ… نـَخْـــــتِمُ صَــــبْرَنَا بتَــــــلاقِـــــي
q

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *