العدد 378-379-380 -

السنة الثالثة والثلاثين، رجب-شعبان-رمضان 1439هـ، نيسان-أيار-حزيران 2018م

أوَّاهُ يا شوقي أثرتَ جراحي

أوَّاهُ يا شوقي أثرتَ جراحي

للشاعر / عبدالمؤمن الزيلعي – اليمن

تمرُّ على الأمة الإسلامية ذكرى مؤلمة، هي الذكرى السابعة والتسعين لإلغاء الخلافة الإسلامية حيث رثاها أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة تسمى (رثاء الخلافة): [عادت ليالي العرس رجع نواح… ] وقد حاولت مجاراة الشاعر أحمد شوقي، رحمه الله، في هذه القصيدة بعنوان: [أوَّاهُ يا شوقي أثرتَ جراحي] وبالله التوفيق.

أواهُ يا شوقي أثرتَ جِراحي

لما رثيتَ خلافةً قد عشتَها

لما كتبتَ قصيدةً عنوانها

فقرأتُها بل عشتُ في أجوائها

ويلَ الذين تآمروا كي يُسقطوا

لُعنوا كما لُعنت يهودُ بفعلِها

وهمُ الفسادُ بقضَّهِ وقضيضِه

ها قد شهدنا ما ذكرتَ حقيقةً

أو مثل بحرٍ موجهُ متلاطمٌ

وتمزّقت أشلاؤنا وتعدَّدت

كلبٌ له ذَنَبُ العمالةِ للعِدى

ويكافحُ الإرهابَ كي يُلقوا لهُ

ولقد رأينا الكفرَ يحكمُ أرضنَا

والقدسُ مغتصبٌ بقيدِ عدوِّهِ

من منكمُ عشقَ الجهادَ بساحتي

هل فيكمُ من قائدٍ فيجيبني

لكنْ ويا أسفاهُ كم منِ حاكمٍ

أوَّاهُ يا شوقي فقد أبكيتني

لكن بإذن الله ترجع دولتي

قد قام فينا المخلصون بوعيهم

حزبٌ مؤسسهُ تقيٌ نابهٌ

نادى بأمتهِ ورامَ خلاصَها

لم يخشَ طاغوتاً وظلمةَ سجنِهِ

وإذا بأمتِنا تحاولُ صحوةً

بالأمس تبكي أمتي لسقوطها

من بعد ما طمسوا معالم دينها

واليوم قد ضجت عليها أمتي

لم تبكها أو تكتفي ببكائها

واللهُ منجزُ وعدِهِ بخلافةٍ

يا أمتي هيا انهضي في وثبةٍ

دوسي على العملاء بل دوسي على

والختم صلوا على النبي المصطفى

بقصيدِ شعرِكَ لا بطعنِ سلاحِ

ووصفتَ حالَ القومِ بالإفصاح

عادت ليالي العرس رجع نواحِ

حزنٌ على حزنٍ بكلِ السّاحِ

صرحَ الخلافةِ في لبوسِ صلاحِ

قد حرَّفوا الأديانَ بالإصلاحِ

والكفرُ عندهمُ كفعلِ مباحِ

فتنٌ كليلٍ مظلمٍ برياحِ

مُسْتَصْعَبٌ حتى على السَبَّاحِ

دولُ الفجورِ بكلبِها النَّبَّاحِ

يصطادُ للغربِ بلا أرباحِ

عظماً فيحمى شِلّةَ السُيّاحِ

علناً بلبسِ العالمِ الجرَّاحِ

قد صاحَ في الحكامِ كلَّ صياحِ

فيفكَ قيدي مطلِقاً لِسراحي

ويوحِّد الأجنادَ مثلَ صلاحِ

أَلِفَ الخنا والسُكرَ بالأقداحِ

والدمع صار كوابلٍ سحاحِ

والليل منبلجٌ مع الإصباح

حتى نعيشَ بعزةٍ وفلاحِ

يرجو الخلافةَ، خيرةُ النصّاح

بالحق صداحاً كإبنِ رباح

فشبابهُ قد أُدميتْ بِقراحِ

لتطيحَ بالأصنامِ والأشباحِ

واليوم يا شوقي عليها تُلاحي

بل زوَّروا تأريخها بِقِباحِ

لتعيدها خفاقةً بِجَناحِ

بل جاهدت لتجودَ بالأرواحِ

نهجَ النبوةِ، غايةَ الإيضاحِ

لا تيأسي، فالنصرُ بعدَ كفاحِ

كفرٍ طغى ومنافقٍ قدَّاحِ

في كل ساعةِ غدوةٍ ورواحِ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *