العدد 321 -322 -

السنة الثامنة والعشرون شوال – ذو القعدة 1434هـ – آب – أيلول 2013م

تونس: ديمقراطية الفوضى والدماء

تونس: ديمقراطية الفوضى والدماء

                                                                                                                       

  توالت في تونس اغتيالات لرموز سياسية في الفترة الأخيرة، اتّخذت منها الطّبقة السياسيّة من حكّام ومعارضة ذريعة لتأجيج الصراع على السلطة، كما تبادلت الاتهامات بشأن استغلالها.

  ثمة تواطؤ ملحوظ من القوى السياسية في السلطة والمعارضة على توجيه الاتّهامات في تلك الاغتيالات إلى عدوّ وهميّ هو الإرهاب. مع أنّ كلّ القرائن تفضح حقيقة العدوّ الذي ساءه أن يرى المسلمين في هذا الجزء العزيز من بلاد الإسلام يثورون على النّظام العلمانيّ التابع للغرب.

إن «الإرهاب» وَهْم يُضخّمُه الإعلامُ وتضغطُ بِه المعارضة وتتذرع به الحكومة للتغطية على فشلها ولتبرير فرض سيطرتها.

أعلنت الحكومة بأنّها مستهدفة بانقلاب وأنّ الجيش قد أحبط العمليّة الانقلابيّة؟ فمن هم الانقلابيّون؟ أهم إرهابيّو الشعانبي الأشباح؟ أم من نادى بحلّ المجلس التّأسيسيّ وبحلّ الحكومة؟ ولماذا لا تحاسبهم الحكومة؟ وممّن تخشى؟ ولماذا تصر على التوافق في خطواتها بدل الحسم؟

  إنّ التوافق فكرة أوروبيّة خبيثة فُرضت على الحياة السّياسيّة في تونس، يُراد من خلالها إعادة العلمانيين ورجال العهد السابق إلى الحياة السياسية بعد أن نَبذهم النّاس وأعرضوا عنهم.

  غاب عن حكّام تونس الجدد أنّ الغرب يستعملهم مؤقّتاً لحسن ظنّ النّاس بهم لصفتهم الإسلاميّة ليمتصّ ثورة الشارع على العلمانيّين والنّظام العلمانيّ، وبالتالي يحرف المسلمين عن التّوجّه الصحيح نحو إقامة دولة الإسلام.

 لقد بان الفشل وظهر العجز من قبل الحكومة ذات المسحة الإسلامية في رعاية شؤون النّاس الرّعاية الكريمة، وراح الغرب المستعمر يدفع أبواقه وعملاءه يدّعون بفرح خبيث أنّ الإسلام السّياسيّ فشل وانهار وأن لا مناص من اعتماد العلمانيّة الصرفة في الحكم.

  إن الحكام الجدد أساؤوا لأنفسهم بالتّنصّل من تحكيم شرع الله خوفاً من استعمار هزيل بدا ضعفه واشتدّت أزماته. وأساؤوا إلى المسلمين بتضليلهم بأنّ لديهم بديلاً إسلاميّاً، فاستدروا عواطف الجماهير المتعطّشة إلى الإسلام وعدله وحسن رعايته، واستدرجوهم إلى مهادنة نظام علماني متهاو.

  لقد بان مكر الغرب الاستعماريّ وحقده على الإسلام في كل عصر، ولقد رأى الجميع ما فعله مؤخراً في مصر، فالمستعمر منذ أن أسقط دولة الخلافة ومزّق الأمّة، وهو لا يطيق سماع اسم الإسلام ولا يطيق أثراً من آثاره، فلماذا يصر البعض على السير في ركابه رغم كل هذا، غباء أم عمالة!؟

 على الحكام الجدد أن يرعووا عن غيهم، وأن يسارعوا إلى محاسبة الفاسدين، وأن يقطعوا يد المستعمر العابثة بتونس وأمنها، وأن يفككوا خلايا الاستخبارات الأجنبية ويسترجعوا ثروات البلاد التي تنهبها الشركات الاستعماريّة، بخاصّة الشركات البريطانية (“بريتش غاز” و”بتروفاك”) الّتي تستأثر بأهمّ ثروات البلد من دون أبنائه الذين ينهشهم الفقر والبطالةq

إضاءات مختصرة من بيان حزب التحرير ولاية تونس حول الاغتيالات الأخيرة  ٦/٨/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *