العدد 26 -

السنة الثالثة – العدد 26 – ذو القعدة 1409هـ، الموافق حزيران 1989م

من مذكّرات الجنرال ديغول

 ننقل من كتاب (مذكّرات الجنرال ديغول) المطبوع في بيروت عام 1968 – الشركة اللبنانيّة للكتاب-  برقيتين، في الأولى يذكر ديغول كفالة فرنسا لنصارى لبنان. وفي الثانية يبيّن أن انجلترا وفرسنا تتعاونان لمواجهة الاسلام. ويحضّ نائبه ( كاترو) في لبنان على إثارة التفرقة الدينيّة لتحقيق مآربه: [كان ديغول مقيما في لندن على رأس حكومة فرنسا الحرّة في المنفى ويسير مع الحلفاء. وكان في فرنسا حكومة فيشي التي تسير مع ألمانيا والمحور].

 

 البرقية الأولى:

 

عزيزي الجنرال كاترو المفوض السامي في الشرق.

 

أقول لكم إن اللجنة القوميّة الفرنسيّة تؤيد مبدئيا استقلال لبنان وإعطاءه السيادة التامة. وترى اللجنة أنّ اختيارك للسيد ألفرد نقاش رئيسا للدولة اللبنانيّة، كان حسنا وهي موافقة. وتوافق اللجنة أيضا على تشكيل الحكومة كما أوضحت لنا. إن الحياة البرلمانيّة أمر غير مناسب الآن، والمناسب هو إقامة مجلس استشاري. كما عليكم أن توحّدوا طريقة الحكم في لبنان حتّى تصبح كسوريا. ثم لاتنس أن تحتفظ لفرنسا بجميع الوسائل التي تكفل لها حماية مسيحي لبنان.

 

   ترجو اللجنة أن تطلعها على مسودة الإعلان قبل إصداره لمناقشته.

 

   مع تحيّاتي واحترامي.

 

   القائد الأعلى للقوّات الفرنسيّة.

الجنرال ديغول

 

لندن في 28 تشرين الأول 1941

 

البرقيّة الثانية:

 

عزيزي الجنرال كاترو.

 

   أرى بعدما قمنا بالمحادثات حول موضوع إعلان استقلال لبنان، أرى أنّ بريطاني تتورّط بمشاكل عدّة في الشرق، وعلينا أن نحافظ على مركز فرنسا في تلك البلاد. ولكن علينا أيضا أن لا نوقع ببريطانيا المشاكل والعداء، بل علينا أن نسير معها بكل إخلاص وصدق، مع الدولة التّي أخذت على نفسها العمل لإعادة المجد لفرنسا، وتعمل بلهفة كبيرة لترى أن أخصامنا قد انطوت صفحتهم لتحل مكانهم أكبر دولتين يتحكّمان ويستبدّان في العالم الإسلامي لمواجهة الإسلام.

 

   ونرجو، مع ثقتنا بك وقدرتك، نرجو أن تعمل على بثّ هذه الروح بين صفوف الشعب وبين الأجهزة المدنيّة والعسكرية والإدارية والذّين يعملون في مفوضيّتنا العامة أو التابعين لها.

 

   وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.

 

الجنرال ديغول

 

لندن في 14 تشرين الثاني 1942                                                                                                            

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *