العدد 318 - 319 - 320 -

السنة الثامنة والعشرون رجب – شعبان – رمضان 1343هـ / أيار – حزيران – تموز 2013م

مساندة أميركا لثورة الشام مجرد وهم وخداع!

مساندة أميركا  لثورة الشام مجرد وهم وخداع!

نشر الكاتب البريطاني في جريدة الدايلي ميل البريطانية «فيل ساندز» تقريراً حول الأزمة السورية، ذكر فيه مجموعة من الوقائع التي تؤكد أن محاولات الاستنصار بالولايات المتحدة لإزالة نظام بشار، أشبه ما تكون بلهاث الظمآن وراء السراب، إذ ينقل التقرير مفاجأة الضباط المنشقين عن الجيش السوري بأن المسؤولين الأميركيين لم يعيروا اهتماماً كبيراً لمعركة المصير التي جرى الحديث عنها طويلا للسيطرة على دمشق، بل كان جل اهتمام ضباط الاستخبارات الأميركية منصباً على جمع معلومات عن الكتائب الإسلامية التي صنفت على أنها «متشددة»، وعن أعداد مقاتليها وأماكن تواجدها، ولم يلتفتوا إلى ما أتى السوريون لمناقشته.

كما أكد الضباط السوريون الذين التقاهم «فيل ساندز» له أنهم فقدوا الأمل من الحصول على دعم الدول الغربية التي لا تقدم سوى التصريحات والوعود، مضيفاً أحدهم: «بات واضحاً لدينا أن حكومات الغرب لا تخوض المعركة التي نخوضها نحن؛ السوريون يقاتلون من أجل نيل حريتهم، بينما تريد الدول الغربية منا أن نقاتل بعضنا، ولا تكترث بسفك المزيد من دماء السوريين».

وقد دفعت حالة ضعف التعاون بين الإدارة الأميركية وعموم القوى الثورية في سوريا بحسب التقرير إلى محاولة واشنطن تحقيق إستراتيجيتها من خلال البحث عن نقاط الالتقاء مع موسكو؛ ففي اللقاء الذي جمع كيري ولافروف بموسكو (7 مايو 2013م) كانت مشكلة القضاء على «الجماعات المتطرفة» في سوريا أحد أهم النقاط التي توافق عليها الجانبان، وأقر كيري بأنه يتفق مع رؤى موسكو في مواجهة هذه الجماعات.

في هذه الأثناء يسلط التقرير الضوء على وضوح الامتعاض التركي- الخليجي من السياسة الأميركية؛ ففي زيارته الأخيرة لواشنطن (16 مايو 2013م) اصطحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تقريراً أعده فريق من الأطباء الأتراك الذين عالجوا ضحايا القصف بالأسلحة الكيميائية في سوريا، وأورد التقرير معلومات أكدها السفير الأميركي لسوريا روبيرت فورد في رحلته الخاطفة داخل الأراضي السورية والذي تحدث فيه عن استخدام النظام أسلحة كيميائية ضد معارضيه، وهي النتيجة التي توصل إليها جهاز الاستخبارات البريطانية (MI6) والموساد. إلا أن وزير الخارجية الأميركي كيري اختار التعامي عن هذه المعلومات مؤكداً للمرة الثانية أنه لا يمتلك أدلة دامغة حول استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية، مما دفع بأردوغان للإدلاء بتصريح لقناة (NBC) الأميركية قال فيه متهكماً: إن خطوط أوباما الحمراء قد تم تخطيها بالكامل من قبل النظام السوري، لكن الإدارة الأميركية لا تزال مترددة في مواقفها!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *