العدد 49 -

السنة الخامسة – شوال 1411هـ، أيار 1991م

الانتخابات في الجزائر

في السنة الماضية جرت في الجزائر انتخابات البلديات والولايات. وأظهرت النتائج أن الشعب في الجزائر يؤيد دعاة الإسلام بشكل كاسح، وأن الشعب يريد إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق النظام الإسلامي. وكانت هذه النتائج صدمة للغرب ولعملائه المضبوعين بثقافته. إذ كيف يحصل هذا في الجزائر التي رزحت 130 عاماً تحت الاستعمار الفرنسيين ذلك الاستعمار الذي يتحجج أنه يملك ثقافة مؤثرة تنفذ إلى أعماق الشعوب التي يستعمرونها.

لقد برهن شعب الجزائر أن الأصالة الإسلامية فيه هي أرسخ من آثار التغريب التي حاولتها فرنسا، وأن الحضارة الغربية سرعان ما تنهزم أمام الحضارة الإسلامية.

وجاء الآن دور الانتخابات التشريعية في الجزائر (في آخر حزيران 91). وهذه الانتخابات هي أبعد أثراً من التي جرت في العام الماضي؛ لأنها تؤثر في دستور البلاد وقوانينها، وتؤثر في إيصال فئات معينة إلى سدة الحكم.

الدول الغربية تخاف من نتائج الانتخابات القادمة في الجزائر، والتيارات العلمانية المتأثرة بحضارة الغرب تخاف منها أيضاً، إذ أن الشعب الذي سينتخب هذه السنة هو الشعب نفسه الذي انتخب السنة الماضية، إذاً فالنتيجة المتوقعة شبيهة بالنتيجة السابقة.

تأييد كاسح للإسلام ولدعاة الإسلام من أجل طرد فلول الكفر وإقامة نظام الإسلام.

لذلك فإن الغرب وعملاءه يحاولون بشتى الأساليب تغيير النتائج الآن عن سابقتها: حاولوا تأجيل الانتخابات (وما زالوا يحاولون) على أمل أن يغيّروا الاندفاعة الإسلامية الموجودة عند شعب الجزائر.

ويحاولون الآن تعديل نظام الانتخابات ليضعوه بشكل يخدم التيارات العلمانية ضد الإسلام.

ومهما حاولوا فلن يستطيعوا أن يغيروا عقيدة هذا الشعب وأصالته الإسلامية. وقد حاولت فرنسا (أمّ الاستعمار الثقافي) ذلك طيلة قرن وثلث وباءت بالفشل.

ونود أن ونقول لإخواننا شعب الجزائر الكريم:

1- الشرعية قسمان: شرعية من الله (من أحكام الدين)، وشرعية من الشعب. الأولى هي الأصل والثانية فرع تابع. الأنظمة التي تطبق على الناس لا تستمد شرعيتها من الناس بل من الدين (من الله). أما الأشخاص الذين يصلون إلى (البرلمان) لتمثيل الناس، أي أهل الحل والعقد فهؤلاء يستمدون شرعية تمثيلهم من الشعب. ورئيس الدولة الذي يصل إلى رأس السلطة يستمد شرعيته من الشعب الذي يبايعه، شرط أن تتوفر فيه الصفات التي يطلبها الدين.

2- النظام الذي يقوم على غير الشريعة الإسلامية ويطبق أنظمة كفر لا يملك صفة الشرعية في نظر أي مسلم، ولو كان الشعب كله يؤيده، وطاعته غير واجبه بل هي مباحة فيما أباحه الشرع. وهذا في كل مكان وليس في الجزائر وحدها.

3- إذا استطاعت فئة أن تأخذ السلطة (عن غير طريق الانتخابات) من أجل إقامة الدولة الإسلامية والحكم بما أنزل الله فيجب عليها أن تفعل ذلك، وعملها يستمد شرعيته من أحكام الدين الإسلامي.

4- المسلم حين يشترك في الانتخابات التشريعية لا تكون نيته أنه ينتخب مجلساً لسنّ التشريعات (لأن التشريعات يستنبطها المجتهدون من نصوص الشريعة ويتبناها الخليفة)، بل تكون نيته وأقواله إيصال أشخاص يعملون لهدم نظام الكفر، وإقامة نظام الإسلام.

5- اعلموا أن دول الغرب الحاقدة على الإسلامي لن تسمح (ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً) بقيام دولة إسلامية تعيد الخلافة وتعيد توحيد بلاد المسلمين، وتنقذ بلاد المسلمين من استعمار الغرب.

فإذا سمحت دول الغرب بانتخابات في الجزائر فهذا يشير إلى أنهم ضمنوا أنها لن تقيم دولة إسلامية حقيقة¨

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *