العدد 34 -

العدد 34 – السنة الثالثة – رجب 1410هـ الموافق شباط 1990م

مجلس كنائس الشرق الأوسط

اجتمعت في نيقوسيا في قبرص الجمعية العالمة لمجلس كنائس الشرق الأوسط في الفترة (10 ـ 27) من كانون الثاني 1990. وكان هذا المجلس قد تأسس سنة 1974. وكان قد تأسس قبل ذلك مجلس الكنائس العالمي سنة 1948. والجديد هذه المرة في اجتماعات مجلس كنائس الشرق الأوسط هو انضمام الكاثوليك إليه. وقد مثل الكاثوليك. البطريرك حكيم عن الروم الكاثوليك، والبطريك حايك عن السريان الكاثوليك، والبطريرك كسباريان عن الأرمن الكاثوليك.

وقالوا إنها المرة الأولى منذ 15 قرناً تجتمع جميع كنائس الشرق في مؤتمر واحد، محاولة تقريب تصوراتها العقائدية. وقد كانت الأرثوذكسية الشرقية (غير الخلقيدونية) قد انفصلت عن كنيسة روما عام 415 بعد مؤتمر خلقيدونيا الذي بحثوا فيه في طبيعة المسيح عليه السلام: هل هو إله أو إنسان أو لَهُ طبيعة إلهية وطبيعة بشرية، واختلفوا فحصل الانفصال. والكنائس غير الخلقيدونية تضم الكنائس والأرثوذكسية للأقباط والأرمن والسريان والآشوريين.

كانت الاجتماعات في السابق تقتصر على الروم الأرثوذكس ويمثلهم البطريرك هزيم (وهم طائفة خلقيدونية)، والبروتستانت ويمثلهم رئيس أساقفة القدس قفعيتي، والأرثوذكس الشرقيين (قبط، أرمن، سران، آشوريين) ويمثلهم الآن بطريرك السريان عيواظ. أما هذه المرة فقد حضر الكاثوليك أيضاً بمختلف كنائسهم بما فيهم الموارنة، ويمثلهم المطران يوسف الخوري مطران صور الماروني. وبذلك حصل اجتماع جميع كنائس الشرق الأوسط.

والسؤال هو: هل هو اجتماع ديني محض لبحث الخلافات المذهبية ومحاولة التقارب؟ أو هو اجتماع ظاهره روحي وباطنه سياسي؟

يبدو أن انضمام الكاثوليك للمؤتمر الآن هو عمل سياسي يتعلق بمصير لبنان بشكل خاص. ذلك أن مصير لبنان هو قيد الصياغة فوجدوا أن يعضدوه بالطوائف النصرانية الأخرى الموجودة في الشرق الأوسط، فدخلوا المؤتمر بتوجيه من الفاتيكان الذي أرسل موفدين مراقبين إلى الاجتماع.

ومن الأمور التي أُعلنت: وصف الاجتماع بأنه “منعطف مهم وحدث تاريخي لمسيحي الشرق وللكنيسة العالمية” وقالوا أنه: “غير موجه ضد أحد”. وأدوا “أن التقاء الأسر المسيحية التي لم يلتق بعضها منذ القرن الخامس لا تعني الاتحاد الكامل في العقيدة والنظام لأن كنيسة حافظت على خصائصها وتقاليدها”. وقد تناولوا خطورة هجرة نصارى الشرق التي يحاول مجلس كنائس الشرق الأوسط أن يكافحها بشتى الوسائل، فقد جاء في بيانهم: “إننا نتمسك بالإبقاء على وجود مسيحي عريق كي يشهد للمسيح على ارض أجدادنا وليس في بلدان الهجرة”.

وتناول البيان مسألة لبنان فدعا إلى احترام حرية الشعب اللبناني وهويته وسيادة البلاد. ودعا إلى احترام حقوق الإنسان في جنوب السودان. ووجهوا رسالة إلى كاثوليكوس أرمينيا يتعاطفون مع الأرمن في أذربيجان.

وفي ختام الاجتماعات أقاموا قداساً في الكاتدرائية المارونية في قبرص. وكان مطران قبرص للموارنة بطرس الجميل أقام حفلة استقبال للوفود في دار المطرانية المارونية.

الموارنة يعملون هذه الأيام بكل جد من أجل إعادة بناء الكيان الماروني (لبنان الصغير) مدعومين بالفاتيكان. ولذلك اشتركوا في اجتماعات مجلس كنائس الشرق الأوسط من أجل مكاسب سياسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *