العدد 32 -

العدد 32 – السنة الثالثة – جمادى الأولى 1410 هـ الموافق كانون الأول 1989م

كتاب الشهر

الكتاب: مفاهيم إسلامية

المؤلف: محمد حسين عبد الله

يتناول المؤلف في كتابه الموضوعات التالية: الرُّوح، الفكر (العقل)، الغرائز، الحاجات العضوية، العمل، القِيَم التي يحققها العمل، الشخصية (العقلية والنفسية)، المجتمع، كيفية تغيير المجتمعات.

يبدأ المؤلف بتحديد كلمة (مفاهيم) التي عنوان كتابه، فيقول بأن المفاهيم هي المعاني المحددة المبلورة للأفكار. فالفكر إذا كان له مدلول خارجي، وأدرك الشخص هذا المدلول بشكل واضح واقتنع به، فإنه يصبح مفهوماً من مفاهيمه التي تؤثر في سلوكه.

وبما أن الإسلام جاء به الوحي من عند الله فإن المفاهيم الإسلامية هي أرقى المفاهيم قاطبة. ولهذا السبب قدّم لنا المؤلف مجموعة من المفاهيم الإسلامية مساهمةً منه في نشر رسالة الإسلام، فقال في الإهداء: (إلى الذين أضاءوا بفكرهم المستنير ظلام ليل دامس خيّم على أمتهم منذ عقود. إلى الشباب الذين يتطلعون بشوق نحو النهضة الصحيحة ليتفيؤوا ظلال راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

في بحث الروح فرّق المؤلف بين الروح التي هي سر الحياة والروح بمعنى إدراك الصلة بالله. والروح بمعنى سر الحياة عبّرت عنها الآية الكريمة: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) وعبرت عنه الآية الكريمة: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً). وأما الروح بمعنى إدراك الصلة بالله، والتي يتولد منها شعور عند الإنسان بعظمة الخالق وقدرته (وهذا الشعور هو الروحانية)، الروح بهذا المعنى هي شيء آخر غير سر الحياة، مع أن علماء اليونان الأقدمين واتباع الحضارة الغربية هذه الأيام يخلطون بين الأمرين.

وفي بحث الفكر يقول المؤلف بأن الفكر والإدراك والعقل مترادفات، أي أسماء لمسمى واحد. وهذا المسمّى له مكوّنات أربع هي: الدماغ الصالح، والواقع المحسوس، والإحساس، والمعلومات السابقة عن هذا الواقع. الحيوان لا يحصل عند فكر بل يحصل عند تمييز غريزي، ودماغه غير مهيأ للعمليات الفكرية. هكذا فطره الله. أما الإنسان فقد كرّمه الله وفضله على الحيوانات بالقدرة على التفكير. ولكن الإنسان يبقى بحاجة إلى من يزوده بالمعلومات الأولى. وقد زوّد الله آدم بالمعلومات الأولى (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا).

وفي بحث الغرائز يذكر المؤلف ثلاث غرائز هي: حب البقاء، والنوع، والتدّين. وكل واحدة يندرج تحتها فروع كثيرة لها أو هي مظاهر وأشكال للغريزة.

وفي بحث الحاجات العضوية يتحدث عن أعضاء الجسد وحاجات هذه الأعضاء.

ويعقد مقارنة بين الغرائز والحاجات العضوية خلاصتها أنها كلها فطريقة في الإنسان وتولد فيه طاقة حيوية تحركه وتدفعه لتلبية رغباتها. ولكنهما يختلفان من وجهين الأول أن الحاجات العضوية كالحاجة للطعام والتنفس والنوع إشباعها حتمي، والحرمان يؤدي إلى الهلاك، أما الغرائز فإن حرمانها يؤدي إلى القلق فقط وليس إلى الموت. والثاني إن الحاجة العضوية تثار من الداخل بينما الغرائز تثار من الخارج.

وفي بحث العمل يقرر المؤلف أن العمل مادة، وأن هذا العمل يجب أن يقام به بعد معرفة حكمه من كونه حلالاً أو حراماً. فالعمل مادة وإدراك الصلة بالله عند القيام بالعمل هو الروح، فيتم تسيير العمل بالروح. ويذكر المؤلف القاعدة للقيام بالأعمال فيقول: (وأما العمل عند المسلم فيجب أن يمر في المراحل التالية مرتبةً: الغريزة، فالمظهر أو الحاجة العضوية، فالإحساس، فالتفكير قبل العمل، فالعمل في جوّ إيماني لتحقيق القيمة التي حددها الشرع من ذلك العمل). ويعدد المؤلف القَيِم للأعمال جميعاً وأنها أربع قيم: القيمة المادية (أي الربح)، والقيمة الروحية، والقيمة الإنسانية،والقيمة الخلقية. ثم يذكر سلّم القيم، أي أن هذه القيم تتدرج فيسبق بعضها بعضاً مثل درجات السلّم. ولكن هذا التدريج ليس ثابتاً بل قد يتقدم تحقيق قيمةً على أخرى مرةً ويتأخر عنها مرة أخرى. والذي يقرر التقديم والتأخير في سلم القيم هو الشرع وليس الهوى. وفي إطار الالتزام بالسلّم الشرعي لتحقيق القيم الرفيعة يتحدث المؤلف عن اتخاذ القرار الحاسم.

وفي بحث الشخصية يذكر المؤلف أنها تتكون من العقلية والنفسية. والعقلية هي الكيفية التي يجري على أساسها عقل الشيء أي إدراكه. فالمسلم ينظر للأشياء والأفعال من خلال العقيدة الإسلامية والمفاهيم الإسلامية، فتصبح لديه العقلية الإسلامية. والنفسية هي الكيفية التي يربط بها الإنسان دوافع الإشباع بالمفاهيم. فالمسلم حين تتحرك عنده الغرائز أو الحاجات العضوية تتطلب الإشباع فإنه لا يتبع الهوى في هذا الإشباع بل يتقيد بالأحكام الشرعية الإسلامية، فتصبح لديه النفسية الإسلامية. فإذا تمت صياغة النفسية والعقلية على وجهة نظر واحدة كانت الشخصية منسجمة ومتميزة.

وفي بحث المجتمع يقول: (فمكونات المجتمع، أي مجتمع، هي الأفراد والأفكار والمشاعر والأنظمة). ويقول: (فالمجتمع المتميز هو المجتمع الذي يكون فه الأفراد والأفكار والمشاعر والأنظمة من جنس واحد). ويقول: (فالمجتمع الإسلامي أفراده (في معظمهم) مسلمون وأفكارهم إسلامية ومشاعرهم إسلامية والنظام المطبق عليهم هو النظام الإسلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *