المؤتمر الإسلامي في السنغال
1991/12/06م
المقالات
1,478 زيارة
يجتمع في داكار عاصمة السنغال مؤتمر قمة (إسلامي!) في 09/12/91.
من التضليل أن نسميه إسلامياً. نعم إن البلاد التي يمثلها المؤتمرون هي بلاد إسلامية والشعوب هي شعوب إسلامية، ولكن الحكام الذين يجتمعون يصعب علينا معرفة كونهم مسلمين أو غير مسلمين. ذلك لأن الأنظمة والقوانين التي يحكم بها هؤلاء الحكام هي غير إسلامية، أي أنهم لا يحكمون بما أنزل الله، والله سبحانه يقول: ]وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ[[المائدة:44]. وهؤلاء الحكام يحكمون بغير الشريعة السمحاء المنـزلة من الله رحمة للعالمين! فكيف يمكن القول إنهم مسلمون؟ هذه واحدة.
واحدة أخرى: هذا المؤتمر هل توجهه مصلحة المسلمين أو مصلحة الدول الاستعمارية الكافرة وعلى رأسها أميركا؟
أثناء اجتماع وزراء الخارجية للإعداد للمؤتمر حصلت مشادات وحصلت تعديلات على الجدول وعلى العبارات من ذلك: وضع عبارة (الضغط) على إسرائيل مكان (العمل على حمل) إسرائيل على تنفيذ القرارات الدولية. كما استبدل تضامن المؤتمر الإسلامي مع النضال (ضد) الاحتلال الإسرائيلي وحل محلة النضال (لإنهاء) الاحتلال الإسرائيلي. وحذفت تعابير الإدانة لإسرائيل نفسها من القرارات وبقيت إدانة ممارساتها. كما حذفت الفقرة المتعلقة بإدانة الصهيونية. وقد اعترضت مصر (وزير خارجيتها عمرو موسى) على كل ما يتعارض مع مسيرة مدريد.
ومن هذا نفهم أن المؤتمر معقود لا من أجل مصالح المسلمين بل من أجل تسهيل الصلح مع إسرائيل، والحكام محكومون في قراراتهم بما تطلبه منهم الدول الكبرى وعلى رأسها أميركا. فمن أين نسوغ تسميته مؤتمراً إسلامياً؟
لا يهمنا من غاب ومن حضر من رؤساء المسلمين ما دام حضورهم وغيابهم سيّان، الذي يهمنا هو أن العالم الإسلامي تحكمه دول الكفر وتنصب عليه حكاماً عملاء لها.
هذا الوضع لن يطول بإذن الله. الأمة الإسلامية بدأت تتحرك لتنفض حضارة الغرب وأخلاق الغرب وأنظمة الغرب عن بلادها. الأمة الإسلامية تتوضح عندها الأمور شيئاً فشيئاً لتدرك أن الكفر عدو للإسلام وأن حضارة الغرب عدوة لحضارة الإسلام، وأن خلاصها لا يكون إلا بإسقاط أنظمة الكفر وعملاء الكفار وإقامة دولة الخلافة الإسلامية التي توحد بلاد المسلمين وشعوبهم.
الله سبحانه جعل المسلمين أمة واحدة وأمرهم أن يوحدوا أنفسهم في دولة واحدة: ]وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا[ [آل عمران:103] أما الآن فإنهم متفرقون وممزقون إلى 46 دويلة، وكلهم أمام دولة إسرائيل كالعبيد! .
1991-12-06