العدد 24 -

السنة الثانية – العدد الثاني عشر – رمضان 1409هـ، الموافق نيسان 1989م

أخبار المسلمين في العالم

إنجلترا العجوز تحكمها العجائز

بالرغم من أن الشعب الإنجليزي وصحافة الإنجليز وباقي وسائل إعلامهم الصّدِئَة ليس لديهم ما يشغلهم سوى ملاحقة أخبار (تشارلز وديانا) في حلّهم وترحالهم، وطريقة عيشهم، مما يكشف مدى الانحطاط الذي وصل غليه المجتمع الإنجليزي وصحافته المهترئة، إلا أن الشعب الصحافة وجدت هذه الأيام لعبة مسلّية أخرى هي قصة الكاتب المرتد سيئ الذكر، ذلك الذي استغلّت إنجلترا عُقده العديدة وفشله المتوصل لكي تدفعه للقيام بفعلته النكراء، ونجحت إنجلترا في جعل قصة ذلك المعقّد تطغى على ما عداها، لأنها أرادت استغلال ذلك العمل لتحقيق أهداف سياسية وتوظيفها في الصراع الدائر في بلاد المسلمين.

إنجلترا العجوز هذه تجاهلت مشاعر المسلمين التي أثارتها قصة الكاتب المرتد، فأرسلت أميرها وزوجته ليطوفا على دول الخليج في محاولة لتثبيت النفوذ وطمأنه الأتباع، وهي تسعى أيضاً لاستعادة مجدها القديم في كامل الشرق الأوسط، وقد قام حكام الجزيرة العربية باستقبال ابن ملكة إنجلترا بحفاوة بالغة وشددوا إجراءات الحماية له ولزوجته وأغدقوا عليه الهدايا ولم ينقصهم سوى أن يمنحوه الأوسمة مكافأة لدولته التي طعنت المسلمين في مقدساتهم، ولم يلتفت أولئك الحكام لمشاعر المسلمين لأنهم لا يملكون إلغاء الزيارة أو تأجيلها، ولأن القرار ليس بأيديهم بل بأيدي أسيادهم الذين يأمرونهم فيلبّون، وهذا شأن العبيد دائماً.

وإنجلترا اليوم هي بريطانيا الأمس التي كادت للإسلام كثيراً وتوّجت كيدها بهدم دولتهم وإزالتها، وهي التي غرست دولة اليهود في بلاد المسلمين وتولت رعايتها، وهي التي استعمرت معظم بلاد المسلمين ولا زالت تمارس نفوذها عليهم، وليست قضية الكاتب المرتد سوى قطرة في بحرها الأسود وتاريخها المليء بالحقد والعداء ضد الإسلام والمسلمين. وعلى إنجلترا أن تنتظر الحصاد لما زرعته، ولا شك أن الحصاد سيكون عكس ما تشتهي وتتمنى، فالمسلمون يسجّلون كل ما جرى ويجري في ذاكرتهم حتى يحين الوقت الذي سوف يمحون فيه كل أثر لهم في بلاد المسلمين وكل أثر لأميركا أو فرنسا أو أية دولة كافرة أخرى، وحينها تعرف إنجلترا العجوز أن حكم العجائز هو نذير اندثارها بإذن الله.

لبنان في أتون أميركا من جديد

لبنان لا تنطفئ ناره على مدى أربعة عشر عاماً، فكلما خمد حريق اشتغلت حرائق أخرى، والصراع العنيف الذي تجدد في الرابع عشر من آذار الماضي حمل معه المزيد من الضحايا والدمار والخسائر المادية والبشرية، كل ذلك من أجل مصالح أميركا في منطقة الشرع الأوسط، وتساقطت القذائف على طلبة المدارس والجامعات في غرب بيروت وهم في طريقهم للدراسة فذهب البعض حرقاً بين أنقاض السيارات، وذكرت بعض المصادر أن معدل ما سقط من قذائف خلال الليلة الواحدة هو أربعة آلاف قذيفة، ومن الضروري في هذه المناسبة أن نذكر ما قاله المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط (ريتشارد مورفي) قبل بضعة أشهر حين هدد بقوله الصريح: «إذا لم تحصل انتخابات رئاسة الجمهورية فإن لبنان مقبل على الفوضى». وهذا يؤكد أيضاً أن أميركا نفذت تهديداتها ويؤكد أيضاً أن أميركا وراء الحرب كلها ووراء تجددها حالياً وقد بدا ذلك واضحاً من ارتباك السفير الأميركي وارتباك تصريحات المسؤولين الأميركيين خلال تعليقاتهم على ما جرى ويجري.

أميركا أيضاً وراء أحداث كوسوفو الدامية

أوردت مجلة (دوغا) اليوغسلافية نقلاً عن مصادر في أجهزة الاستخبارات اليوغسلافية أن ألبانيا والولايات المتحدة مشتركتان في مخطط سري كان من المفترض أن يؤدي إلى عصيان مدني لسكان كوسوفو الذين يعارضون وضع إقليمهم تحت سيطرة جمهورية الصرب، ويتوقع المراقبون هناك أن يصبح وضع يوغسلافيا قريب الشبه بوضع لبنان خصوصاً وأن الألبان (المنتفضين) هناك في غالبيتهم من المسلمين.

خبير إسرائيلي:

حرب البقاء المقبلة…

مع التيار الإسلامي…

قاب يهوشع بالمون أول مستشار للشؤون العربية في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي من 1949 إلى 1955: أن «حرب البقاء» المقبلة التي ستخوضها إسرائيل لن تكون وظنية أو قومية أو اقتصادية ولكنها ستجري ضد الأصولية الإسلامية التي تحظى بزخم هائل.

جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة جيروزاليم بوست بقلم بيني مويس.. وأضاف أن بالمون يرجع عداء الإسلام الأصولي «لإسرائيل» والغرب إلى أيام حروب النبي محمد ﷺ، ضد القبائل اليهودية في المدينة في القرن السابع ويخشى بالمون من أن ينجرف «عرب إسرائيل» في التيار ويقول أن الحكومة الإسرائيلية لا تقوم بأي شيء إزاء ذلك بل إنها غير واعية لما يحدث.

وأشار كاتب المقال إلى دعوة بالمون لاستغلال الدين وقال: بشكل عام يرى بالمون أن علاقاتنا مع العرب يجب أن تستند إلى علاقات الجوار التي لها أساس جيد في القرآن الكريم وليس على أساس قومي عنصري ويجب على المستشارين أن يدركوا هذه المشكلة بلد محاولة طيها تحت السجادة.

وعلى الحكومة أن تدع للمؤسسات والتنظيم الإسلامي التقليدي مثل الوقف والمحاكم الشرعية فرصة النمو على أسس ديمقراطية بدل نسف هذه المؤسسات وإعطائها صورة المتعاون مع إسرائيل نتيجة تعيين رجال: نعم يا إسرائيل؟ فالتعيين من قبل إسرائيل يعتبر (قبلة الموت) لمسؤولي هذه المؤسسات بين مواطنيهم العرب ويقول بالمون أن الأصوليين قد اخترقوا الوقف فعلاً.

عبد الفتاح مورو ينكر عقوبة المرتد سلمان رشدي

في مقابلة مع صحيفة (لوبوان) الفرنسية أنكر (مورو) النائب العام (لحركة الاتجاه الإسلامي) سابقاً، (حركة النهضة) حالياً الحكم بقتل سلمان رشدي المرتد حيث قال في تصريحه: «لا معنى لهذه الفتوى؛ أن يحكم بالإعدام على شخص بهذه الطريقة أمر لا علاقة له بالإسلام». معتبراً أن تلك الفتوى متعلقة بالسياسة الداخلية لإيران.

أُلهية جديدة اسمها الانتخابات

في تونس  بدأت الحملة الانتخابية النيابية على أساس النظام الديمقراطي الرأسمالي العفن، والتي ستعقد في الثاني من نيسان وعلق زين العابدين على تلك الانتخابات بقوله: «إن هناك إجماعاً واضحاً حول المكتسبات الاجتماعية لتونس المستقلة مثل حقوق المرأة، وقانون الأحوال الشخصية، وعدم استعمال الدين لأغراض سياسية، وهذا الإجماع يعتبر عاملاً جوهرياً في متابعة المسيرة الديمقراطية»، أُلهية جديدة يمارسها النظام لإخماد التحرك باتجاه إعادة الإسلام إلى الحياة من خلال تصوير مطالب الناس بأنها قيام بعض أنصار النظام بالمشاركة في الحكم والبرلمان.

في السودان وزارة جديدة!

رفض زعيم «الجبهة القومية الإسلامية» الدكتور حسن الترابي المشاركة في الوزارة الجديدة، وقال إن قرار الجبهة ينطلق من عدم الالتزام بالتوجه الإسلامي، وهو قوام الجبهة الذي تكونت على أساسه «الاستقلال الوطني» وفكرة الدفاع عن «الأمن الوطني» وأن الجبهة سوف تلتزم خط المعارضة من الآن فصاعداً.

الغنوشي صدَّق الحكومة فخيَّبت أمله

في بيان لزعيم حركة النهضة (الاتجاه الإسلامي سابقاً) قال راشد الغنوشي: «إن الحكومة التونسية تعمل على الحط المتواصل من أقدار (المرشحين الإسلاميين) وأنها تحرم الناخبين من بطاقاتهم الانتخابية، وتفسر القانون بصورة معينة للحزب الحاكم وبصورة أخرى للمعارضين». وأضاف قائلاً: «إن تصرفات الحكومة تجعل نغمة الحملة الانتخابية هابطة وتعطي أسباباً للاعتقاد بأنها تمثل مقدمة لخطوة تراجع». ونقول: كان الأولى والأصح للغنوشي وحركته أن يبقوا بعيداً عن مستنقع النظام بكل تفاصيل تركيبته العفنة، وأن يعملوا على تغييره جذرياً مع بقية العاملين على التغيير الجذري، لا أن يمدوا أيديهم للنظام ويتحولوا إلى حركة علمانية تمشياً مع النظام وشروطه، ليكتشفوا أخيراً أن النظام يخدعهم، وليكتشفوا أن تجربة المجرّب هي مضيعة للوقت والجهد.

بدأ نتائج التقيد بتعليمات صندوق النقد تظهر

في صعيد مصر بدأت اضطرابات بسبب رفع أسعار الخبز والدقيق وعدم توفرها في السوق وقام النظام باعتقال العديد من الناس بحجة التحريض على التظاهرة في كل من محافظة أسيوط والمنيا وسوهاج، وهذه الزيادات في الأسعار جاءت نتيجة الشروط التي فرضها صندوق النقد الدولي الذي تهيمن عليه أميركا، ومن شروط ذلك الصندوق أن يقوم حكام مصر برفع الدعم عن السلع الضرورية، وقد قامت أميركا بالضغط على نظام مبارك للرضوخ لشروط صندوق النقد، فاستجاب النظام وبدأت بوادر المواجهة بينه وبين الناس.

على هامش العملية الفدائية عبر جنوبي الأردن

علق مسؤول في منظمة التحير الفلسطينية على العملية بقوله: «لا علاقة لنا بهذه الأشياء»وقال مسؤول آخر: «أنا ضد هذه الأشياء خاصة عندما يكون الجميع يتحدثون عن السلام» ولم يذكر الإعلامي اسمي المسؤولين.

أما في الأردن فقد ارتعد النظام خوفاً من اجتياح إسرائيل للمملكة من أجل إيجاد (الوطن البديل) فقام بحملة تبرير واستنكار وشجب، وقام باعتقال منفذي العملية، فقد صرح مسؤول أردني قائلاً: إن أمن الحدود الأردنية ما زال «المسألة الأساسية» بالنسبة إلى عمان، وأشار إلى «اليقظة الشديدة» للجيش الأردني على طول خطوط الهدنة مع إسرائيل، واعتبر أن عمليات «التسلل تشكل استثناء» وأكد تمسك الأردن باتفاقيات الهدنة.

أما في إسرائيل فقد أكد وزير المالية شمعون بيريز أن الأردن ما زال عند حسن ظن إسرائيل به حيث قال: «إن الأردن سيواصل منع عمليات التسلل من أراضيه إلى إسرائيل وسيعاقب المتسليين» وأشار الوزير الإسرائيلي إلى وجود مصلحة مشتركة بين إسرائيل ودول عربية في منع عمليات «التسلل».

حكام الخليج يكرمون أعداء الله

بحفاوة بالغة استقبلوا أمير الإنجليز وزوجته، وعززوا لهما الإجراءات الأمنية حفاظاً عليهما، لأنهم يعرفون مدى الإساءة التي ارتكبتها دولتهما تجاه المسلمين، وسيطر الخوف على مخططي جولة الأمير مما اضطرهم إلى إلغاء اشتراك الأمير في لعبة (بولو) في الإمارات، واضطرهم أيضاً إلى ترحيل زوجته إلى لندن على جناح السرعة وعلى متن طائرة محلية خاصة، فأكمل الأمير رحلته للسعودية منفرداً وبقي الحذر سيد الموقف في السعودية خوفاً على الأمير الشاب.

مواصلة الحملة ضد الجماعات الإسلامية

في قرية صغيرة اسمها (كوم الأحمر) وأمام الصحافيين الأجانب طلب (زكي بدر) وزير داخلية النظام المصري من السكان «ألاّ يتأثروا بعقائد الناشطين الإسلاميين أن ينضموا إليهم» وقد أشار الوزير إلى أن الجماعات الإسلامية بجميع اتجاهاتها تسعى إلى قلب النظام بالقوة، وقد قام الوزير بأداء صلاة الجمعة في مسجد القرية وألقى خطاباً من على منبر المسجد عقب الصلاة، وانتقد فتوى الخميني بإعدام سلمان رشدي ووصف الخميني بألفاظ بذيئة، أما سلمان رشدي فرأى أن مواجهته «تتم بوسائل أخرى وبالوقائع والآراء وغيرها»، وجدير بالذكر أن قرية (كوم الأحمر) هي القرية التي شهدت مواجهة بين سكانها وبين شرطة النظام في أيار من العام الماضي وقُتل فيها ضابط لشرطة النظام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *