العدد 316 -

السنة السابعة والعشرون جمادى الأولى 1434هـ – آذار 2013م

حدائق ذات بهجة

بسم الله الرحمن الرحيم

حدائق ذات بهجة

 

1- قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ: انْتَهَى الزُّهْدُ إِلَى ثَمَانِيَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْهُمُ : الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ ، كَانَ مُجْتَهِدًا فِي الْعِبَادَةِ ، يَصُومُ حَتَّى يَخْضَرَّ جَسَدُهُ وَيَصْفَرَّ .وَكَانَ عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ يَقُولُ لَهُ: لِمَ تُعَذِّبُ هَذَا الْجَسَدَ هَذَا الْعَذَابَ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ الْأَمْرَ جِدٌّ، وَكَرَامَةَ هَذَا الْجَسَدِ أُرِيدُ، فَلَمَّا احْتُضِرَ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا الْجَزَعُ؟ فَقَالَ: وَمَالِي لَا أَجْزَعُ، وَمَنْ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنِّي؟ وَاللَّهِ لَوْ أُتِيتُ بِالْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ لَهَمَّنِي الْحَيَاءُ مِنْهُ مِمَّا صَنَعْتُ، إِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّجُلِ الذَّنْبُ الْعَظِيمُ، فَيَعْفُو، فَلَا يَزَالُ مُسْتَحْيِيًا مِنْهُ حَتَّى يَمُوتَ.

2- قال ابن الصلاح في مقدمته :يحكى أن الزهري دخل على عبد الملك بن مروان، فسأله: من أين قدمت يا زهري؟

قلت: من مكة. قال: فمن خلفتَ يسود أهلها؟ قلت: عطاء بن أبي رباح. قال: فَمِنَ العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي. قال: فبمَ سادهم؟   قال: بالديانة والرواية. قال: إن أهل الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا.

قال: فمن يسود أهل اليمن؟ قلت : طاووس بن كيسان. قال: فمن العرب أم من الموالي؟قلت: من الموالي.قال :وبمَ سادهم، قلت: بما سادهم به عطاء، قال إنه لينبغي،

قال: فمن يسود أهل مصر؟ قلت: يزيد بن أبي حبيب. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي.

قال: فمن يسود أهل الشام؟ قلت: مكحول. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي ، أعتقته امرأة من هُذيل.

قال: فمن يسود أهل الجزيرة؟ قال: ميمون بن مهران. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي.

قال: فمن يسود أهل خراسان؟ قلت: الضحاك بن مُزاحم. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي.

 قال: فمن يسود أهل البصرة؟ قال: الحسن البصري. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي.

قال: ويلك فمن يسود أهل الكوفة؟ قال: إبراهيم النَّخَعي.  قال: فمن العرب أم من الموالي؟. قلت: من العرب.

 قال: ويلك يا زهري فرّجت عني .والله ليسودن الموالي على العرب في هذا البلد حتى يُخطب لها على المنابر والعرب تحتها.

 قلت: يا أمير المؤمنين إنما هو دين من حفظه ساد ومن ضيعه سقط.

3- يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: من الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبراً ‏‏ولا يذكر الله إلا هجرا‏ًًً.‏ وأعظمُ الخطايا الكذب. ومن يعفُ يعفُ اللهُ عنه. ومن يكظمِ الغيظَ يأجرْه الله. ومن يغفرْ يغفرِ اللهُ له. ومن يصبرْ على الرزية يعقبْه الله. وشرُّ المكاسب كسبُ الربا، وشرُّ المآكل مالُ اليتيم، وإنما يكفي أحدُكم ما قنعت به نفسُه، وإنما يصير إلى أربعة أذرع والأمر إلى آخره. وملاكُ العملِ خواتمُه، وأشرفُ الموت قتلُ الشهداء. ومن يستكبرْ يضعْه الله، ومن يعصِ اللهَ يُطعِ الشيطان‏.‏

4- قيل للحسن البصري : ما سر زهدك في الدنيا ؟ فقال : علمت بأن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي له ، وعلمت بأن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به ، وعلمت أن الله مطلع علي فاستحيت أن أقابله على معصية ، وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله.

5- وقال: حملة القرآن ثلاثة :رجل اتخذه بضاعة ينقله من مصر إلى مصر يطلب ما عند الناس، ورجل حفظ حروفه وضيع حدوده واستدر به عطف الولاة واستطال به على الناس، ورجل علم ما فيه وحفظه وعمل به داعياً وعابداً وهو خير الحملة .

 6- يقول الحسن بن أبي الحسن البصري (تفقدوا الحلاوة في ثلاث، الصلاة والقرآن والدعاء، فإن وجدتموها فاحفظوا واحمدوا الله على ذلك ، وإن لم تجدوها فاعلموا أن أبواب الخير عليكم مغلقة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *