العدد 17 -

العدد الخامس – السنة الثانية – صفر 1409هـ، الموافق أيلول 1988م

عتاب

ماذا أقول من القوافي الباكيات على الطلول على القبورِ
.

ماذا أقول ولَحْنُها الوسنانُ ينبُضُ في فتورِ
.

حيناً مع الأحزان تشجيها وحيناً وحيناً في سرورِ
.

ماذا أصوغ من الحروف على خُطَا العمر القصير
.

إني عشقت جمالها في الأمسيات كَبَسْمَةِ الصبح المنيرِ
.

ماذا أقول وفي فمي ظمأ إلى النَّبْعِ النَّمير
.

والشعرُ مُخْتَنِق النشيد بغُصة الشجنِ الحَسير
.

إني لَيُخْجلني العتابُ وأمتي شمسُ الحَضارة في العصور
.

وأمينةُ الأرض التي شقيت بآلهةٍ تصاغ من الصخور
.

ماذا أقول وقد ترامت من سماء العِزَّ كالطير الكسيرِ
.

مشلولةَ التفكير هامدةَ الإرادة والشعورِ
.

تلهو مع الأحلام قاصرةَ المنى عن بسمةَ الأمل النَّضيرِ
.

وتهيم باللهو المُخَدَّر لا تحس بقسوة الألم المرير
.

وتعيش في سَفْحِ الحياة تظن أن مجالها قِمَمُ النُّسورِ
.

وتنام فوق الشوك تحسَبُ أنها تغفو على فرش الحريرِ
.

رضيت بعيش ساذج الرغبات كالطفل الصغيرِ
.

وتنكّبت عن موكب الأمجاد في درب المسيرِ
.

وعَنَتْ لسَوْط الظالم الجبار جَلاَّدِ الجماجم والظهورِ
.

يلهو بها حراً كما يهوى فتخضع كالأجيرِ
.

ويُنيلها من فضلة الأسياد أَيْسَرَها فتقنع باليسير
.

ويذيقها سوء العذاب فتَلتَقي التعذيب بالجسد الصبورِ
.

ويقودها ذُلاَ إلى سوء المصير فتَرضي سوء المصير
.

ويبيعها كالبُهْم في الأسواق للجزار بالثمن الحقيرِ
.

وتوزع الأرباح نقداً أو مناصب للرئيس وللوزير
.

يا أمة تُمْسي على ذلٍ وتُضْحى تحت لافحة الهجير
.

تشقى لتنعمَ حفنةُ العُمَلاء بالخير الوفير
.

هل سامك الحرمانَ غيرُ مطامع الغرب الصَليبيّ المغير
.

هل مَزَّقَ الأوطان والأمجاد غيرُ نظامه العَفِنِ الكفورِ
.

فمرابع الأمجاد مهدُ الرُسْلِ غارقةٌ بشر مستطير
.

والناس عبدٌ يستدل وسادةٌ فوق الأرائك والسريرِ
.

من قَسَّم البترول ميراثاً حلالاً للأميرة والأمير
.

يجري نُضاراً في بنوك الغرب في حُزُنِ القصورِ
.

يَلْهو به وَغْدٌ صغيرُ النفس مسلوبُ الكرامة والضمير
.

متغطرسُ الخيلاء جافي الطبع كالتمثال منتفخُ الغرورِ
.

كم بَعْثَرَ الأموال في اللذات في سوق الخلاعة والفجورِ
.

ورمى بأحضان العواهر نَخْوَةَ الشرف الغيور
.

وترنحت أعطافه في ليلةٍ حمراء تغرق في الخمور
.

يا أمتي يا شعلةَ الأمل الذي يبقى ضياءً في الصدور
.

كيف استكان المجد واختال الغزاةُ ولم تثوري
.

وتطاول الطغيان في مسرى الهدى والنور في القدس الطهور
.

لا تحسبي الأمجادَ أسفاراً من التاريخ تقرأ في السطورِ
.

المجد في الميدان يوم الزحف في حربٍ مؤججة السعيرِ
.

بالصف كالبنيان بالإيمان بالفكر النقي المستنير
.

بخلافةٍ خَفَّاقةِ الرايات فوق مواكب النصر الفخور
.

بالدولة الكبرى التي تبقى منارَ السائرين على الدهورِ.
.

من ديوان «الفجر الجديد» للشاعر يوسف إبراهيم

اللهم إنا نسألك الجنة

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم  دعا ربه فقال: «اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم. اللهم إني أسألك من خير ما سألك به عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبدك ونبيك. اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما أقرب إليها من قول أو عمل وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً».

[حديث صحيح رواه ابن ماجه]

سيد الاستغفار

عن شدا بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «سيد الاستغفار أن تقول: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت). من قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة».

 [حديث صحيح رواه أحمد في مسنده والنسائي والبخاري في صحيحه]

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *