العدد 13 -

العـدد الثالث عشر – السـنـة الثانية – شوال 1408هـ – حزيران 1988م

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا)

أخي القارئ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).

وقال عليه الصلاة السلام: «سِبَابُ المسلم فسوقٌ وقتالهُ كفر».

لقد أضحى قتل المسلم عملٌ عاديٌ عند المسلمين، فلا يمرّ يوم إلا وعشرات المسلمين يقتلون ويذبّحون على أيدي بعضهم البعض تحقيقاً لرغبة الغرب الكافر. فبينما ثورة إخواننا في الأرض المحتلة تهزّ كيان اليهود الغاصبين وتزلزل الأرض تحت أقدامهم. إذ بالمسلمين يبدؤون حروباً لا تراعي لله حرمة دماء بعضهم ولا حرمة شهر رمضان المبارك، فهاهم في مخيمات بيروت يضربون بعضهم البعض بمئات القذائف منتهكين أعراض بعضهم وسافكين دماء بعضهم دون رحمة مبتدئين قتالاً ضارياً ليس لله ولا لفلسطين، بل تبعيَّة لقادة مأجورين أعداء لله ولرسوله. وقبله كان القتال في الضاحية الجنوبية من بيروت حيث ذهب مئات الضحايا الأبرياء وحوالي الألف جريح من المسلمين ولم يحقق أياً من الفريقين ما أراد من الحرب.

ألم يسمع هؤلاء المقاتلين قول ربّ العزّة: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، وقول رسول الله rصلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضربُ بعضكم رقاب بعض» و«إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتولُ في النار».

أننا ندعو حَمَلَة السلاح أن يتقوا الله وأن يوجّهوا بنادقهم وأسلحتهم لقتال اليهود أعداء الله ولقتال الأنظمة المأجورة التي تطبّق عليهم أنظمة الكفر وقوانينه. بدل من أن يكونوا أداة لهذه الأنظمة يحققون رغبتها. فدماء المسلمين عزيزة غالية عند الله وهي أعزّ عند الله من البيت الحرام، فلا نريدها أن تذهب هدراً في سبيل دول الكفر بل نريدها أن تبذل سخية في سبيل هدم دول الكفر وأنظمته.

إن ما ينقص هؤلاء المتقاتلين، الذين انزلقوا في حروب كثيرة لا تخدم الإسلام، بل تخدم دول الكفر الحاقدة، هو الوعي السياسي. فليعوا ما يخطط لهم وليفكّروا مليّاً.

رئيس التحرير

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *