العدد 373 -

السنة الثانية والثلاثين – محرم 1439هـ – تشرين الثاني 2017م

هيرست: محمد بن سلمان يقوض دعائم الدولة السعودية!

هيرست: محمد بن سلمان يقوض دعائم الدولة السعودية!

أكد الصحفي البريطاني، ديفيد هيرست، أن حملة القمع التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان داخل المملكة العربية السعودية، أكبر بكثير مما تعترف به سلطات المملكة، مشيرًا إلى أن “عدد المعتقلين تجاوز خمسمائة شخص وبلغ عدد الذين حقق معهم ضعف ذلك العدد”. وقال هيرست في تقرير نشره موقع “ميدل إيست آي”، إن بعض كبار الشخصيات الكبيرة المعتقلة في السعودية، تعرضوا للضرب والتعذيب بشكل سيئ خلال اعتقالهم أو استجوابهم لاحقًا، حيث نقل بعضهم للعلاج في المستشفى.

وأوضح هيرست أن “السعودية تستخدم  الفوضى كسياسة في جوارها القريب، سواء في العراق أو في سوريا أو في اليمن، لكنها الآن تطبق نظرية الفوضى في الداخل، ولا أحد يدري على وجه التأكيد، ولا حتى الأمير نفسه، إلى أين ستؤول الأمور بعد ذلك”. وأشار هيرست إلى أن الأعمدة الأساسية التي قامت عليها المملكة، المتمثلة في “وحدة عائلة آل سعود، والشخصية الإسلامية للدولة، وطبقة رجال الأعمال المزدهرة والموالية للحكم، تعرضت للتقويض بشكل آني ومتزامن”.

وأكد هيرست أن تقويض تلك الأعمدة الأساسية أدى إلى “تعاظم الخطر المحدق بالمملكة، وبات احتمال انهيارها وغرقها في الرمال كبيرًا جدًا. ‎ويذكر أن أفرادًا من العائلة الملكية الحاكمة وعددًا من وزراء الحكومة وكبار رجال الأعمال، وقعوا في شباك الموجة المفاجئة من الاعتقالات التي أمر بها ولي العهد محمد بن سلمان باسم مكافحة الفساد. ‎إلا أن بعض، وليس جميع، الشخصيات الكبيرة التي أوقفت عوملت دون غيرها بوحشية شديدة وتكبدت جراحًا في مختلف أنحاء البدن تحت وطأة ألوان من التعذيب التقليدي. و‎يخشى كثيرون أن يكون وراء هذه الإجراءات القمعية تحرك لمحمد بن سلمان بهدف سحق جميع منافسيه ومعارضيه داخل وخارج العائلة السعودية، قبل أن يحل محل والده البالغ من العمر واحدًا وثمانين عامًا”.

‎أما محمد بن نايف، ابن عم ولي العهد، الذي مازال تحت الإقامة الجبرية، فقد جمدت أرصدته كما تم إيقاف أبناء سلطان بن عبد العزيز وجمدت أرصدتهم وممتلكاتهم. ‎ومن أشهر أبناء سلطان الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق في واشنطن ونديم الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الذي تقول السلطات السعودية إن إحدى قضايا الفساد التي يجري التحقيق فيها هي صفقة أسلحة اليمامة التي كان الأمير بندر ضالعًا فيها. ‎وكان الأمير بندر قد اشترى قرية بأكملها في كوتسوولدز، ذات الجمال الطبيعي الفاتن في وسط إنجلترا، كما اشترى عقارًا مساحته ألفا فدان يشتمل على مضمار لسباق الخيل، وذلك بجزء من المال الذي تلقاه كرشاوى وعمولات في صفقة أسلحة اليمامة، التي جنت منها مؤسسة بي إيه إي البريطانية لصناعة الأسلحة، ما يقدر بثلاثة وأربعين مليار جنيه استرليني، أي ما يعادل ستة وخمسين مليار ونصف المليار دولار على شكل عقود لتزويد المملكة بطائرات مقاتلة.

ويلحظ موقع “ميدل إيست آي” أن أبناء جميع الرجال الأساسيين الأربعة في بيت آل سعود، الذين شكلوا العمود الفقري للعائلة خلال العقود الأربعة الماضية، قد استهدفوا بحملة التطهير، وهؤلاء هم أبناء الملك فهد بن عبد العزيز والملك عبد الله والأمير سلطان والأمير نايف. إلا أن الأهم حسبما جاء في التقرير هو نيله من الأعمدة التقليدية للدولة السعودية المتمثلة بوحدة العائلة، وكبار رجال الأعمال إضافة إلى علماء الإسلام المستقلين وكبار الشخصيات العامة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *