العدد 371 -

السنة الثانية والثلاثون، ذو الحجة 1438هـ،، الموافق آب/أيلول 2017م

هل فيكم معتصم يسمع نداء مسلمي الروهينغا؟

هل فيكم معتصم يسمع نداء مسلمي الروهينغا؟

 

مع كل مأساة جديدة يدرك المسلمون أكثر مدى حاجتهم لخليفة يطعم جائعهم ويكفل يتيمهم ويؤوي شريدهم ويدفع الأذى عنهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به) رواه مسلم. نتذكر هذا ونعيد التذكير به مجددًا بعد أن ضجت الدنيا بجرائم السلطات البورمية التي تمارس التطهير العرقي بحق مسلمي الروهينغا بشكل حرفي بحسب مصادر أممية. بل لقد ذهبت الأمم المتحدة إلى أن مسلمي الروهينغا هم الأكثر اضطهادًا في العالم، كما تقول تقارير دولية إنهم أكثر الأقليات عرضة للانقراض في هذا العالم.

هكذا نجد أنفسنا عالقين بين نحيب أهلنا في أراكان النازفين دمًا والمشردين على أيدي السلطات البورمية الحاقدة، وبين اغتصاب مقدسات المسلمين في فلسطين، وبين تدمير سوريا والعراق وأفغانستان وليبيا واليمن، وبين كبت المسلمين في الغرب وشد الخناق عليهم ليستسلموا لمشاريع دمجهم وصهرهم والتخلي عن دينهم وأمتهم. الأمر الذي يفرض أسئلة ملحة ومصيرية في آن معًا.

من المسؤول عن حماية المسلمين في العالم؟

لماذا يصم العالم آذانه عن سماع صرخات المسلمين فضلًا عن إغاثتهم؟

لماذا هم الفئة الأكثر اضطهادًا في هذا العالم الذي يدَّعي التحضر والإنسانية!؟

لماذا يعقد مجلس الأمن اجتماعاته الطارئة ويتخذ أجراءاته العاجلة عندما تصاب أي من الدول ذات الشأن بأقل أذى، فيما يلوذ بالصمت المطبق إزاء مآسي المسلمين؟

وقبل هذا وهو الأهم، لماذا لا تستطيع سبع وخمسون “دولة إسلامية” في منظمة التعاون الإسلامي التصدي لحالات الاضطهاد التي يتعرض لها المسلمون في العالم؟ ولماذا لا تقوم الجيوش العرمرم في باكستان وإندونيسيا وتركيا وماليزيا ومصر وإيران وبنغلاديش وغيرها بواجباتها تجاه قضايا المسلمين ومواجهة أعداء الأمة الذين يحيطون بها ويطبقون عليها؟ من ثم لماذا تنفق ممالك الخليج وإماراتها مئات المليارات من الدولارات يمنة ويسرة لإرضاء أميركا وأوروبا فيما تبخل على قضايا المسلمين بل وتتآمر عليهم؟ بل إن أحدًا من هؤلاء لا يجرؤ على مجرد إعلان قطع علاقاته الدبلوماسية والاقتصادية مع بورما. ولكن هل من المنطق أن نتوقع ذلك من حاكم باع دينه واعتقل دعاته وحارب العاملين لإقامته بلا هوادة! نعم، كيف يفعلون ذلك “وقلوبهم شتى ومآربهم مختلفة وأهواؤهم تتجه دائمًا ناحية الغرب الذي يملك عروشهم قبل قلوبهم”. 

لذلك كله لا بد من الوقوف أمام الحقيقة العارية التي تكشف أننا نعيش في عالم لا يعترف بالضعيف ولا يحترمه، وأن النظام العالمي الذي نشأ في القرون الأخيرة وُلد ليستعبد الضعفاء ويحمي الأقوياء، وأن الدول التي أنجبها النظام الدولي على أنقاض الخلافة العثمانية هي دول مصطنعة لاستغلال المسلمين واستباحتهم. لذلك فإن على المسلمين أن لا ينتظروا إغاثتهم من قبل كل هؤلاء، فهذه أمم متحدة ضدهم، وذاك مجلس أمن لينتهك أمنهم ويسلب سيادتهم وسلطانهم وأولئك حكام رويبضات مجرد أذناب لأسيادهم…

إن طريق خلاص الأمة هو باستعادة الخلافة التي تستعيد وحدة المسلمين، وتستجمع قواهم، وتفرض نفسها بالقوة والحق حامية لهم وللمستضعفين في هذا العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *