العدد 371 -

السنة الثانية والثلاثون، ذو الحجة 1438هـ،، الموافق آب/أيلول 2017م

يَومُ الخِـلافَةِ… يَومُ القـُدسِ؛ فَانتظِرُوا

يَومُ الخِـلافَةِ… يَومُ القـُدسِ؛ فَانتظِرُوا

 

عبد الستار حسن (أبو خليل)

ما أَطبَـقَ اللَّيـلُ إلا أذَّنَ السَّـحَرُ     وَالصُّـبحُ أَقسَمَ بَعدَ الليلِ يَنفَجِرُ

ما طـالَ لَيـلٌ وَفي أَنفاسِـهِ أَلَـمٌ     إِلا بِـهِ أَمَــلٌ بـِالصَّــبرِ يُنـتَـظَـرُ

يا عاشِقَ القُدسِ كَم في القُدسِ من عَبـَثٍ     مَسـرَى الرَّسُـولِ بِـنارِ الحِقدِ يَسـتَعِرُ

وَالمسلِمونَ نِيـامٌ في مَضـاجِعِهِم     لا الشَّـعبُ قامَ ولا الحُكَّام تَـعـتَـبِرُ

سَـدِّد نِـداءَكَ وَاحـذَر أَنْ تُنـَبِّهَـهَم     مَن ليسَ ينهضُ مِن صَفعٍ هُوَ الحَجَـرُ

حتَّى الحِجارَةُ قد قامَت وقد نَطَقَـتْ      وَاللهُ سَخَّرَها يا قَـومُ فَادَّكِـرُوا

وَدِّعْ هَوانَـكَ وَاستَبشِر بِما عَظُمَـت     يا رائِـدَ القَـومِ فيـكَ القَـومُ قد كَـبُروا

فَـاحمِلْ جِراحَكَ وَاسـتَقـبِلْ جَحـافِلَها     كُـلُّ الجيوشِ عَـراها النَّـومُ وَالضَّـجَرُ

حتى المدافِـعُ مِنْ هُجرانِها صَـدِئَتْ     وَالصَّـمتُ أَنهَـكَها والخَـذلُ والخَـوَرُ

هذي الجُيوشُ إِذا ما زَمجـَرَتْ غَـلَبَـتْ     قَبـلَ الـنِّزالِ إِذا مـا قـادَها عُـمَـرُ

يَمِّـمْ شِـراعَكَ شَـطرَ الحَـق ِّ في ثِقَـةٍ     نَحوَ الخِــلافَةِ ثَـمَّ العـِزُّ والظَّفَـرُ

جَيـشُ الخِــلافَةِ مَوصُـولٌ بِخالِقِـهِ     جَيـشُ الخِـلافَةِ مَرهُـوبٌ وَمُنتصِـرُ

قـُلْ لِلخَليــفَةِ مـا كـَلَّـتْ عَزائمُـنا     يَوماً وما خَدَعَـت أَبطـالـَنا الصُّـوَرُ

نَحـنُ الـذينَ إذا مـا رُمـتـَنا أُسُــدٌ     شُــمُّ العـَرانـينِ أَنجــادٌ لَـنـا أَثَــرُ

لَـبَّـيـْكَ أَقصـى وَللتـاريـخِ نُعـلِنُها     وَلَّـى زَمـانٌ عـَلاهُ الـظـُّلمُ وَالكِـبَرُ

لَـبَّـيكَ صـَوتُ أَمـيرِ المؤمِنـينَ عَــلا     لَبَّـيـكَ رَبَّـاهُ لَـبَّى السَّـمعُ وَالبَصـَرُ

لَبَّيكَ ما صَرَخـَتْ في القُـدسِ جـارِيةٌ     أَو سِـيقَ شـَيخٌ وَذاكَ العِـلجُ يَـفـتَـخِرُ

يا عاشِـقَ القُدسِ قُل للقُدسِ إِنْ بـُذِلـَت     مِـنَّا الدِّمـاءُ فـذاكَ المهـرُ يـا قـَمَـرُ

قُل لليهودِ وَمَـنْ يَسـعَى لِنُصـرَتِهِم     للزَّاحِفـينَ وَقد ماتـُوا وَمـا قُـبِروا

للـقُـدسِ جَيـشٌ وَآســادٌ مُرابِطَـةٌ     يَومُ الخِـلافَةِ يَومُ القـُدسِ فَانتظِرُوا

إِنَّ الـجِهـادَ لَـمـاضٍ فـي مَرابِعِـنا     إِنْ قــادَهُ فـاجِـرٌ أَو قــادَهُ عُـمَــرُ

أَرضُ الـرِّبـاطِ وحَــقٌ أَنْ نـُلازِمَهـا     قَد فـازَ من ثَبـتوا صـِدقاً وما هَجَرُوا

شـامَ الرِّبـاط ِإِليـكِ القلـبُ مُنجَـذِبٌ     عُـقْـرَ الخِـلافَةِ لا نَـنْـسَـى وَلا نَــذَرُ

فيـكِ اللـواءُ لأَهـل الحَـقِّ مُنعَـقِدٌ     فـِيـكِ الـجـِهـادُ فَـلا ذلٌّ وَلا خَــوَرُ

قُل للذَّليـلِ على الكُرسِيِّ مُلتَصـِقاً     وَاللَّهـوُ يَشـغَلُهُ وَالعُـهـرُ وَالبَطَـرُ

(إِنْ لَم تَكُـنْ لِبُـلوغِ النَّصـرِ مُقـتَدِراً     فَفـارِقِ العَـرشَ إِنـَّا نَحـنُ نَقـتَدِرُ)

أَخـزاكَ رَبِّي على طُـولِ المدى أَبـَداً     ما طـارَ طَـيرٌ وما غـاثَ الـوَرى مَطـَرُ

ما مـاجَ بَحـرٌ وما سـارَتْ بِـهِ سُـفُنٌ     ما فـاضَ نهرٌ وَما قد أَورَقَ الشَّـجَرُ

ما أَسـفَرَ الصُّـبحُ أَو ما عـادَنا غَسَـقٌ     مـا أَظلَـمَ الليـلُ إِذ يُرجى بِهِ السَّـمَرُ

مِنـكَ الحَقـارةُ قد كانـَتْ مَـنابِعـُها     ما عـادَ يَـنـفـَعـُكُم وَعـظٌ وَلا نُـذُرُ

يـا أَهـلَ مَقدِسـِنا صَـبراً فقد أَزِفَـتْ     شَمسُ الخـلافَةِ وَالتَّحـريرِ فَاصطبِروا

هـذا عَطــاءُ وهـذا حِــزبـُهُ مَعَـهُ     وَعيٌ وَنُـورٌ وَمَنطُـوقٌ هـُوَ الـدُّرَرُ

يا قُـدسُ طيـبي وَإنْ أَلقـَتْ كـَلاكِـلَها     بَـنـاتُ دَهـرِكِ إِذْ أَلـقَى بهـا القَـدَرُ

هذي الجُيوشُ جُيوشُ الفَتـحِ قد زَأَرَت    تـَبغِي الخـَلاصَ مِنَ الحـُكَّامِ لا وَزَرُ

تـَحـرِيرُ أقَصـاكِ قَبـلَ الفَتـحِ نَطلـُبُـهُ     مَسـرَى الرَّسـُولِ وإِنْ خانوا وَإِن غَـدَرُوا

بـابُ السَّـماءِ وَمهدُ العـِزِّ يَـنـدُبـُنا     لـَبـُّوا النـِّداءَ جُيوشَ العِـزِّ وَانتَصِرُوا

دُكُّـوا العُـرُوشَ عُروشَ الظُّلمِ وَانطلِقُوا     فالقَطـفُ أَيـنـَعَ إِذ قد لَـوَّحَ الـثـَّمَـرُ

آنَ الأَوانُ لـِقـَولِ الحَــقِّ قَـولَـتَـهُ     وَالبَغـيُ في ضَـنَـكٍ والكُفـرُ مُندَحـِرُ

آنَ الأَوانُ فـَلا تـُغـْريــكَ كَـبـوَتـُنا     يا خـادِمَ الغـَربِ إِنَّ الغـَربَ مُـنـدَثـِرُ

هذي النَّـواطـيرُ لا سـادَتْ وَلا غَنِمَـتْ     هُم كَالكِـلابِ فإِنْ لَم يَغـدُروا عَقَـرُوا

يـا قُـدسُ لا تَجزَعِي قد عـادَنا أَمَــلٌ     عُـرسُ الخِـلافَـةِ مَـوعُـودٌ وَمُنـتَـظَـرُ

اللهُ أَكـــبَرُ هــذا يَـومُـهـا وَبَــدَتْ     في الأُفـْقِ بـازِغـَةً يَرنُو لَها البَشَـرُ

قـُومُـوا لِعِـزَّتِهـا هُـبُّـوا لِنُصـرَتِها     ذاكَ الرِّبــاطُ وَذاكَ النَّصــرُ وَالخَـبَرُ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *