العدد 366-367 -

السنة الواحدة والثلاثون – رجب / شعبان 1438 هـ – نيسان / أيار 2017 م

عُقابٌ تُعانقُ ذروَتَها

عُقابٌ تُعانقُ ذروَتَها

أبو حنيفة – الأرض المباركة فلسطين

تَجَلَّت وَأَرخَت على قِمَّةٍ

تَميدُ تميلُ كما تَشتَهي

تُحاكي الصُّقورَ وتُرشِدُها

فَزادت نَضارَتُها بَهجةً

وَيَأخُذُها ساعِدٌ أَبيضٌ

فيَهوي بِسَيفٍ على هامَةٍ

يُجاهِدُ حَملاً لِدَعوتِهِ

عَزيزٌ أَبِيٌّ وَلا يَرتَضي

كذا كانَ قومي بِأَمسٍ قريب

ولَكِنَّ قومي هوى قَدرُهُم

هُمُ اليومَ ضُعفٌ بِقومِيَّةٍ

لَئيمٌ حَقودٌ قَضى مكرَهُ

( كمالٌ ) أَتى تُركَها بَغتَةً

( حُسينٌ ) قُبَيحٌ رَمى سَهمَهُ

وَمن حينِها ضَلَّتِ الأُمَّةُ

فِلَسطينُ دَنَّسَها خِنزَرٌ

يُنادي صلاحاً أَيا يوسُفُ

وَدِجلةُ صاحت فَرَدَّ الفُرات

وَمُعتَصِمٌ جَرَّ جيشاً لها

دِمَشقُ تَحَصَّنَ فيها طَغاة

لِتِلكَ السِّنينَ رَمَقْنا المُنى

وَيَنثُرُ حَبَّاً على قَمَّةٍ

فيا إِخوتي مَن لها غَيرُكُم

وَينصُبُها بعدَ فتحٍ على

مَنارَةَ عِزٍّ بِها تَهتدي

إِلى الشرقِ والغَربِ نَمضي بِها

مِنَ البَحرِ يهدِرُ صوتٌ لهُ

مِنَ الجَوِّ نَقصِفُ بيتَ السواد

حضارةَ عَدلٍ ومِن بعدِ أن

فَشُدُّوا ومُدُّوا أَيادٍ مَعي

عُقابٌ تُعانقُ ذُروتَها

وَتهدي النُّسورَ إِلى مَهدِها

وَتغسِلُ من غَيمَةٍ وَجهَها

وراحت تَلوحُ وحُقَّ لَها

يَشُقُّ الصفوفَ بِها نَحوها

يُجندِلُها عِزَّةً تَحتها

فَيُنجِ العبادَ بِأَحكامِها

سِوى جَنَّةً لم يَرُمْ غَيرَها

جنوداً أُباةً قَضوا نَحبَها

بِأعلامِ ذُلٍّ جَنوا نَتْنَها

تُمَزِّقُهُم فُرقةٌ صاغَها

بِهدمِ الخلافَةِ في عُقرِها

وَأَقصى عن الحُكمِ إسلامَها

بِثَورَةِ عُربٍ وَشَقَّ بِها

فَتاهت وهامَت على وَجهِها

وَأَقصى أَسيرٌ قَضى خلفَها

لقد عُدتُ أَنعى فَمن لي بِها؟

أَنيناً حَنيناً لِهارونَها

وَلَبَّى بِحَربَتِهِ غَوثَها

وَبِابنِ العزيزِ انتَخى شامُها

حَثا المالَ حَثياً فَأَشبَعَها

فَيَشبَعُ طَيرٌ بِرَبوَتِها

يُعيدُ العُقابَ لِذُروَتِها

ثُلوجِ المُحيطِ وَأَعلامِها

شُعوبُ الضلالةِ تَسموا بِها

شَمالاً جَنوباً فَنَنقُصُها

دَوِيٌّ ضَجيجٌ يُزَلزِلُها

نصوغُ الحضارةَ في عُقرِها

تَجَبَّرتِ الرأسُمالٍ بِها

نُقيمُ الخلافَةَ مِنهاجَها

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *