العدد الثاني -

السنة الأولى، العدد الثاني، ذو القعدة 1307 هـ، الموافق تموز 1987م

موضوع للنقاش – ما معنى وجودك في الحياة؟

زميلي القارئ؛ في هذا الباب نطرح موضوعاً للنقاش قد يكون متعلقاً بالعقيدة أو بحكم شرعي أو بفكر أو بخط سياسي معين، ويكون القراء فيه أطراف النقاش ولن تتدخل (الوعي) إلا إذا اضطرت لذلك ووجدت بأنّ الموضوع لم يُشبع أو أنّه انحرف عن جادة الصواب، ففي هذه الحالة ستعمد (الوعي) إلى تقويم ما ظهر اعوجاجه وتصويب الخطأ حتى يدرك الموضوع المطروح إدراكاً مستنيراً.

هذا وأملنا كبير أيها القراء الأعزاء، في وعيكم ومستواكم الفكري الذي تتمتعون به، وفي هذا العدد من (الوعي) نطرح الموضوع الآتي:

ما معنى وجودك في الحياة؟

يشترك الإنسان والكائنات الحية الأُخرى في الحاجات العضوية وفي غريزتي النوع والبقاء. فالإنسان يأكل ويشرب وينام ويقضي حاجته، كما أنه يحرص على بقاء حياته. فهو دائم الخوف على حياته ويأخذ جميع الاحتياطات في الدفاع عنها وكذلك فهو شديد الحرص على بقاء نوعه واستمرار سلالته.

وباختصار هو يأكل ويشرب وينام ويتكاثر.

وكذلك الحيوان، من أعلى فصائله إلى أدناها يأكل ويشرب وينام ويتكاثر، وذلك بدافع الطاقة الحيوية الموجودة فيه، الدافعة لغرائزه وحاجاته العضوية كذلك.

إلا أن الإنسان قد إمتاز عن الحيوان أي عن أي كائن حي بما أوتي من نعمة العقل، وفضيلة الإدراك. فماذا يترتب على هذه النعمة؟ وهل أخرجته عن دائرة الحيوان؟ وما نفع هذا العقل وذلك الإدراك؟.

الملاحظة بداهة أن هذه النعمة أدت إلى تسخير ما في الوجود من مادة وما في الحياة من كائنات.

الأولى به أن يسأل نفسه عن معنى وجوده في الحياة. كطالب الجامعة، فالسؤال الأول الذي يواجهه. ما هي المادة التي يريد أن يدرسها ليجتاز فيها تلك المرحلة الدراسية، ثم ما هي الكتب المطلوبة. وبما أن الملاحظ بداهة أن الحياة  الجامعية مرحلة تنتهي بنوال الشهادة، إما الفوز وإما الفشل.

فما هو الفوز في مرحلة الحياة الدنيا الذي كان على الإنسان أن ينشده! .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *