العدد 363 -

السنة الواحدة والثلاثون – ربيع الثاني 1438هـ – كانون الثاني 2017م

دور إيران في مخطط أميركا للشرق الأوسط الجديد

بسم الله الرحمن الرحيم

دور إيران في مخطط أميركا للشرق الأوسط الجديد

 

إن الثورة في سوريا تمر في أصعب أوقاتها، وقد اشتد الحصار عليها، وأطبق الأعداء عليها من كل جانب، وعلى رأسهم أميركا التي تسعى بكل مكر وإجرام لإبقاء نظام الحكم في سوريا تحت نفوذها. وأميركا لما وجدت أن عامة المسلمين في سوريا يرفضون عملاءها في الحكم، ويريدون الحكم بالإسلام، استخدمت سياسة قهر إرادتهم العامة هذه، وأعطت الضوء الأخضر للنظام السوري للبطش بالناس وبثورتهم ضده، بل ضدها، ولكن البطش زادها اشتعالًا. كذلك لما لم ينفع التدخل الإيراني المكشوف في وأد الثورة السورية إلى جانب النظام، وأن النظام صار آيلًا إلى السقوط، اتفقت مع روسيا على إكمال هذه المهمة القذرة. وهذه الأخيرة، وتحت شعار “الحرب على الإرهاب” راحت تتباهى تباهي القتلة الفجرة أنها جربت 160 سلاحًا جديدًا في قتل الشعب السوري، فقتلت وشردت ودمرت بطريقة لم يصل إليه إجرام من سبقها، ومارست عليه الإرهاب بأبشع صوره تحت شعار “الحرب على الإرهاب”. ولو كانت روسيا تملك أدنى مقومات التفكير السياسي الدولي لما ورطت نفسها في استعداء أكثر من مليار ونصف مليار مسلم بهذا الشكل العدواني السافر من أجل نظام هو في حالة منازعة، أو حتى من أجل إيجاد موطئ قدم لها في المياه الدافئة، ولكن حكامها الذين اشتهروا بقصر النظر في السياسة الدولية لم يتعظوا من هزيمتهم في أفغانستان… على كل وصل الإجرام والمكر بحق الشعب السوري المسلم الأعزل إلى حالة غير مسبوقة من قبل.

أما دور إيران، ومهما حاول البعض التخفيف من خطورته، يبقى هو الأكثر خطورة في لعبة الأمم الأميركية القذرة؛ إذ إنه يتعدى خدمة أميركا في سوريا إلى خدمتها في فرض مشروعها للشرق الأوسط الجديد في المنطقة ككل. وخطورة الدور الإيراني  آتية من جهتين: الأولى أن إيران قبلت أن تكون رأس حربة في السياسية الاستعمارية الأميركية للمنطقة. والثانية أنها راحت تستخدم التحريش والتجييش المذهبي وإدخال المسلمين في حالة من الاقتتال البغيض االمرسوم له أن لا يلتئم له جرح، من أجل تفتيت وحدة المسلمين وتفتيت بلادهم؛ وذلك من أجل إنجاح المخطط الأميركي حيث لا تقوم للمسلمين بعدها قائمة تهدد هذا المخطط الاستعماري…

وهذا الدور الذي تقوم به إيران الآن يعتمد على النفث الطائفي البغيض الذي وبَّشت أوباشها من الميليشيات عليه، وأمدتهم وحرَّشتهم بمذهبية مقيتة منتنة، وجعلتهم يهجمون كقطعان من الذئاب على من يفترض أنهم إخوتهم في الدين، نابشة لفتنة ماتت يريدون إحياءها من جديد، متسترة ظلمًا وزورًا بحماية أضرحة أهل البيت، الذين هم أهل بيت المسلمين جميعًا، ممعنة بقتل الدم المسلم الحرام، ضاربة بعرض الحائط قول النبي الأكرم “لهدم الكعبة أهون على الله من قتل مسلم” ومن العجيب أن الذين يقومون بهذا الإجرام اللئيم يدعون أنهم جنود المهدي، أما الأعجب فهو عندما سيأتي المهدي على ظنهم ويجد أن الأميركيين يستخدمونهم في منع الانبعاث الإسلامي من جديد، والذي من المفروض على اعتقادهم أنه أتى من أجل يملأ العالم عدلًا ونورًا بعد أن ملئت ظلمًا وجورًا… سيأتي ويجدهم جزءًا من هذا الظلم، متحالفين مع أعدى أعداء الإسلام من الروس والصينيين، فضلًا عن الأميركيين في حربهم على الإسلام باسم “الحرب على الإرهاب”، ويُقَتِّلون معهم المسلمين تقتيلًا، ويرتكبون بحقهم أعمالًا يأبى الإسلام كل الإباء أن يرتكبها المسلمون بحق أعدائهم؛ ومن أجل ماذا كل ذلك؟ من أجل أن يدعموا أبشع نظام إجرامي عرفه التاريخ الحديث، ليدعموا نظامًا علمانيًا كافرًا. فأي فهم للدين هذا الذي يعتنقه حكام إيران وملاليهم هؤلاء؟! وأي إسلام هذا الذي يفهمونه ويبيح لهم ذلك؟! وبأي وجه سيقابلون ربهم؟! إنه حقد تاريخي أعمى بصرهم وبصيرتهم عن الحق فكانوا أسوأ أعوان للباطل.

إن الجريمة التي يرتكبها حكام إيران اليوم هي جريمة مضاعفة أضعافًا كثيرة: هي جريمة الدفاع عن نظام بعثي علماني كافر، صرح حاكمه عنه متباهيًا إنه “المعقل الأخير للعلمانية”، وهي جريمة قتل المسلمين بطريقة لا يقوم بها إلا عدو حاقد، وجريمة تهجيرهم من بيوتهم ومدنهم والحلول محلهم، وجريمة مناصرة أعداء الإسلام عليهم، وجريمة منع المسلمين من العودة إلى الحكم بالإسلام، وجريمة إشعال فتنة الاقتتال بين المسلمين وجعل بأسهم بينهم وإضعافهم…وجريمة تسخير كل إمكانات الدولة في إيران على حساب معيشة مواطنيهم المتدنية والتي جعلت أكثر من ثلث الشعب الإيراني المسلم يعيش تحت خط الفقر،  هذه الجرائم، كل جريمة منها لا تقل عن أختها…. وهذا الدور القذر والخطر أخذت إيران على عاتقها تنفيذه في كل المنطقة لمصلحة أميركا، من سوريا إلى العراق إلى اليمن إلى لبنان إلى الخليج، وهو موجَّه ضد دينهم بالمقام الأول، وضد من يفترض أنهم إخوتهم في الدين. ونحن عندما نتناول أنها تتدخل في اليمن أو في البحرين أو في الخليج، لا يعني أننا ندافع عن سياسة هذه الدول، أو عن أنظمتها، فهذه الأنظمة خائنة لله ولرسوله ولدينه وللمسلمين وعميلة للغرب الكافر، مثلها مثل النظام الإيراني، وإنما نتناولها من زاوية مخالفتها للدين، ومن زاوية ولاء حكامها للغرب، ومن زاوية وقوفها ضد شعوبها من المسلمين.

إنه لم يعد خافيًا على أي متتبع لسياسة أميركا في المنطقة، أن هذا الدور الذي تقوم به إيران منوط بها من قبل أميركا، فأميركا هي التي رسمت لها الدور وأمدتها وحمتها وساندتها حتى تستطيع أن تقوم به، ولم تقف في وجهها بحجة أنها دولة إرهابية بالرغم من كل أنواع القتل الذي تمارسه قطعانها الطائفية المجرمة في سوريا والعراق واليمن والتي تتجاوز الأعراف الدولية التي تدعي أنها تؤمن بها، حتى ولا حاسبتها بحجة أنها دولة مساندة للإرهاب، بل رفعت عنها المقاطعة والعقوبات وأفرجت عن أرصدة لها كانت مجمدة لديها لتستخدمها في سياستها العدوانية، حتى إن أميركا لجمت (إسرائيل) عن أي تحرك قد يشكل عائقًا أمام ما تقوم به إيران وحزبها في لبنان لمصلحتها في سوريا. وبالخلاصة فإن ما تقوم به إيران لو كان عملًا مخلصًا لأقامت أميركا الدنيا عليها ولم تقعدها، ولما امتنعت (إسرائيل) عن التحرك ضد إيران وحزبها في سوريا لحظة، بل إن أميركا سكتت عن التدخل الإيراني، ولما لم يحقق هدفه أضافت إليه التدخل الروسي العسكري المباشر، وهذا التدخل الروسي يعتبر أخطر خرق في الصراع الدولي والمنافسة والمزاحمة على مركز الدولة في العالم، فلو لم يكن محسوبًا ومسيطرًا عليه من قبل أميركا لما سمحت به. وهي، أي أميركا، قامت بعمل يمكن اعتباره المقصلة التي أرادت منها قطع رأس الثورة، وهو منع أي دولة أو أي جهة من تزويد المقاتلين الذين يقاتلون النظام بأي سلاح فتاك بحجة الخوف من وقوعه بيد (الإرهابيين). وامتثل الجميع لأمرها، ولم يخرجوا عنه قيد شعرة. والناظر في هذا المنع يرى أنه من الخطورة بمكان. وفي الوقت نفسه، لم تتعامل أميركا مع الحشد الشعبي على أنه إرهابي كما تعاملت مع تنظيم الدولة، مع أنه يقوم بإجرام لا يقل فظاعة عن إجرام تنظيم الدولة.

نعم، إن هذا النظام الإيراني البائس لا يختلف عن أنظمة الحكم الأخرى في بلاد المسلمين، فهو نظام تسخره أميركا في تنفيذ سياستها في صياغة المنطقة بحسب مشروعها للشرق الأوسط الجديد… وإن هذا النظام، وهو يقوم بهذه المهمة القذرة، يركب رأسه جنون العظمة بأن تكون دولة إيران رأس حربة في هذه السياسة، ويطمع أن تكون الدولة الإقليمية الأولى المعتمدة لدى أميركا في المنطقة، وقد صدرت من بعض كبار مسؤوليها تصريحات جعلت حكامها يتهمون أنهم يعملون لاستعادة أمجاد إمبراطورية سابقة، فسلكت إيران طريق العمالة لأميركا من أجل أن تحقق هذا الهدف في الوقت نفسه  الذي تحقق فيه سياسة أميركا في المنطقة، بمعنى أن أميركا تحقق أطماعها في تحقيق صياغتها للمنطقة، وإيران تحقق حلمها الإمبراطوري بسيادتها على المنطقة. والجدير ذكره هنا أن إيران التفتت إلى الشيعة المنتشرين في بعض الدول العربية، وعملت على استخدامهم في مشروعها هذا، وكان تحريكهم مذهبيًا هو الذي جمعهم حولها، وفي مقابل ذلك قام حكام الدول التابعين لأوروبا، وعلى رأسهم بريطانيا، بفضح الدور الإيراني وكشف مخططها بالهلال الشيعي. ومنذ ذلك الوقت، اشتد التحريش المذهبي، وصارت له ميليشياته وفضائياته، وصارت له معاركه وضحاياه، وتولى كبر الدعوة إليه وتغذيته طرفان: إيران ودول الخليج، وعلى رأسهم السعودية، وهي دعوة يمقتها الإسلام أشد المقت، ووصفها رسولنا الكريم بأنها دعوة منتنة، وهي دعوة يتستر كل طرف منهما بالإسلام بينما الإسلام منها براء، وهي دعوة من طبيعتها أنها تغلق العقول وتطلق النواحي الغرائزية الحيوانية المقيتة، فيصبح الواحد منهم يقتل باسم الإسلام، ويحصر عداوته بالمسلمين. وهذا الذي يقوم به النظام الإيراني هو عين ما خططت له أميركا وظهر عليها منذ احتلالها للعراق وفرض تقاسم السلطة فيه على أسس طائفية وعرقية ومذهبية، ومن ثم تبعه تصريحات صدرت على لسان كبار مسؤوليها من أمثال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي أوباما تقول بتقسيم العراق على أسس طائفية وعرقية. وإيران قامت وتقوم في العراق وفي سوريا وفي اليمن بدورها المرسوم لها أميركيًا بشكل واضح، وهي تطمع أن ترضى عنها أميركا لتعمم لها هذا الدور في المنطقة ككل، ومن أجل أن تحقق حلمها الإمبراطوري، وربما من أجل أن تأخذ ثأرًا تاريخيًا لها ضد المسلمين عامة على طريقة “الخطيئة الموروثة” التي عند النصارى.

إن حكام إيران يرتكبون إجرامًا ما بعده إجرام بحق دينهم أولًا، ثم بحق المسلمين، ولا يغرركم أن حكامها (ملالي)، فالذنب يكون أكبر، وهو ذنب لا يمكن تبريره أمام ربهم، ولا شعوبهم الذين يحكمونهم، ولا المسلمين عامة، وما يقومون به  يضعهم في نفس المستوى من الخيانة لله ولرسوله ولدينه وللمسلمين والعمالة للغرب التي يتصف بها حكام المسلمين الآخرين إن لم يكن أكثر. وهو نظام يجب أن يفكر المسلمون، خاصة في إيران، الأخذ على يديه والعمل على تغييره. ويجب على العلماء المخلصين الواعين من أتباع المذهب الجعفري، أن يتصدوا لإجرام حكامهم، وتوريطهم في دماء المسلمين، وكشف خطأ الدعوة المذهبية وخطورتها، وفضح الدور الخياني الذي يقوم به حكام إيران لتنفيذ مخطط أميركا في المنطقة على حساب دماء المسلمين ودمار مستقبلهم في إقامة الدين، وهو عكس ما يأمر به تعالى: ) أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ (.

إن الدعوة إلى المذهبية تستهوي الدهماء والعامة من كل المذاهب، ولها أتباعها حتى من بعض العلماء الذين ينفخون في كيرها، وإذا ما تولى كبر الدعوة إليها الأنظمة، وسخروا لها إمكاناتهم المادية وفضائياتهم، فإنها ستنتشر انتشار النار في الهشيم، وهذا ما لا يجوز السكوت عنه من علماء كل من الطرفين، وهو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهؤلاء العلماء يجب أن لا تنحصر دعوتهم بالعامة وتقتصر عليهم، بل لا بد من أن تنظم لتشمل دعوة العلماء أمثالهم، ولا بد من القيام بعمل جماعي لتغيير الحكم القائم.

 نعم لا بد من قيام عمل جماعي مخلص واع لتغيير الأوضاع الشاذة التي يعيشها المسلمون، وهذا لا يكون إلا بإقامة الخلافة الراشدة التي تجمع المسلمين، كل المسلمين، على صعيد واحد من طاعة ربهم، وإقامة دينهم، وإظهاره على الدين كله ولو كرهت أميركا وروسيا والصين وكل الكفار والمشركين. وإن ذلك لكائن بإذن الله، وبعون الله، وبتوفيق وتأييد من الله…

أيها المسلمون في إيران، وخاصة علماؤهم المخلصون:

لا يغرنكم كون حكام إيران من الملالي، فإنه لا عصمة لهم، والمطلوب شرعًا أن تقوموا عليهم عندما يخالفون في الدين، وعندما يأمرونكم بقتل المسلمين، ولا تقبلوا أن تنجروا لفتنة نائمة؛ فإن الله يلعن من يوقظها. والفتنة إذا أنكرها من حضرها فكأنه غاب عنها، وإذا أقرها من غاب عنها فكأنه حضرها.

 وهؤلاء الحكام، بهذه الفتنة إنما يريدون أن يجروكم إلى جهنم جرًّا، فلا تطاوعوهم، وإنكم غير معذورين بجهلكم، فهل يعذر مسلم أن يحمل سيفًا على مسلم فيقتله؟!.

وإن موقف علمائكم لهو أشد خطورة من موقف العامة وأشد مسؤولية أمام الله، سواء منهم المخلصين أم غير المخلصين. فغير المخلصين سيكونون دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. وأما المخلصون، فأجرهم أجر سيد الشهداء حمزة، أجر من يقول كلمة الحق عند ذي سلطان جائر، وذلك مصداقًا لقول رسولنا الكريم: “سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله”.

هذا الكلام ليس موجهًا لطائفة من المسلمين دون طائفة، بل هو موجه للمسلمين جميعًا. ولعل في دعوة الخير هذه يلتقي المسلمون جميعًا، علماء وعامة، على إقامة الخلافة الراشدة التي يعز بها الإسلام وأهله، ويذل بها الكفر وأهله، قال تعالى من سورة آل عمران: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *