العدد 312 -

السنة السابعة والعشرون محرم 1434هـ – تشرين الثاني/ كانون الأول 2012م

«إغناتيوس» وحقائق عن الصراع في سوريا

«إغناتيوس» وحقائق عن الصراع في سوريا

قامت «مجموعة الدعم السورية»، وهي منظمة تقع في واشنطن حصلت منذ عدة أشهر على تصريح من وزارة الخارجية بجمع أموال وتقديم «مساعدات» أخرى لصالح «الجيش السوري الحر» بترتيب رحلة لعدد من الصحفيين للمناطق السورية، كان بينهم الكاتب والصحفي الأميركي المعروف ديفيد إغناتيوس، الذي قضى 48 ساعة في المناطق المحررة من سوريا، موضحاً من خلال زيارته إن الشيء الأساسي في هذه الحرب الآخذة في الاتساع يظل هو الجيش السوري الحر. وإن السؤال الملح هو: كيف يمكن تقويته بما يكفي لقلب الموازين ضد النظام؟

وقد أبدى العقيد العكيدي في لقاء له مع إغناتيوس أثناء الزيارة إحباطه من انتظار دام طويلاً للمساعدات الأميركية! والتي لم يحصل على أي شيء مفيد منها. إذ تتلخص السياسة الأميركية في تقديم مساعدات غير قتالية، ومن بينها أدوات للقيادة والسيطرة مثل الهواتف المتصلة بالأقمار الصناعية. ويبدو العكيدي – بحسب إغناتيوس – رجلاً عسكرياً من نوعية الضباط الذين تأمل واشنطن في أن يبنوا قوة قتالية صلبة يعتمد عليها في عملية التغيير.

وقد تعهد العكيدي -بحسب إغناتيوس- بأن الولايات المتحدة إذا أمكن أن تساعده في الحصول على أسلحة حديثة مضادة للطائرات والدبابات، «فسوف يمنع وقوعها في أيدي الجماعات المتطرفة». كما أنه يأمل في أن تقدم أميركا التدريب أيضاً، ولو حتى دورة تدريبية أساسية لمدة أسبوعين قد تساعد على تكوين جيش حقيقي، إلا أنه يضيف أن الولايات المتحدة إذا لم تزوده بأسلحة يمكنها أن تقلب الموازين، فإنه سيضطر إلى الاستعانة بالمجاهدين الذين لديهم حرص كبير على القتال والموت موضحاً: «ليست لدي أي مشكلة مع (المتطرفين) إذا كانوا يقاتلون النظام، « كل ما يهمنا هو أن يسقط النظام وأن يتوقف نزف الدماء». كما التقى إغناتيوس العقيد عفيف سليمان، قائد قوات الجيش السوري الحر في محافظة إدلب، وقد ردد سليمان النصيحة نفسها لأميركا: «أعطونا أسلحة وساعدونا على تنسيق قواتنا، وإلا فإن (المتطرفين) سيسيطرون على زمام الأمور».

ولفت إغناتيوس النظر إلى أن «الولايات المتحدة ليست وحدها في الميدان، ولذلك فإن عليها المسارعة بتنسيق عمل الثوار وإدارة عملية مساعداتهم الخارجية ، وإلا فإن كماً هائلاً من الأموال والأسلحة القادمة من السعودية وقطر والكويت وغيرها من البلدان العربية يتدفق على المقاتلين (المتطرفين) ويضعف وجود أي سلسلة نظامية من القيادة عن طريق الجيش السوري الحر.»

ويخلص إغناتيوس من رحلته تلك إلى إبراز ما قدمه على أنه حقائق أساسية عن الحرب الدائرة في سوريا. أولاً: لا يوجد ما يكفي من الأسلحة كي يتمكن الثوار من هزيمة قوات الأسد، وأن كل السوريين الذين تحدث معهم تقريباً يرون أن هذه هي خطيئة أميركا. ثانياً: إن قادة الجيش السوري الحر يحاولون تطبيق قيادة وسيطرة أفضل على المقاتلين وعلى الأرض في عملية ظلت حتى الآن مهلهلة وغير منظمة. ثالثاً: في ظل هذا القتال الفوضوي الذي يعاني نقصاً في الموارد، فإن قوة المجاهدين السلفيين، الذين لا يطلبون سوى الشهادة، تبدو في تصاعد مستمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *