العدد 112 -

السنة العاشرة – جمادى الأولى 1417هـ – تشرين الأول 1996م

جِسْــرُ المذ لـَّـة

جِسْــرُ المذ لـَّـة

 

استَقبلتُ ابنَ عمّ قادماً من عَمّانَ عن طريقِ جسرِ اللنبي ورأيتُ ما يُعانيهِ الناسُ من ذلّ في أرضِهم وديارِهم، وكان ذلك بعد صُلْحِ أوسلو بفترة، فجاشَتْ نفسي بهذه الأبيات:

وَقَفْتُ بِبابِ الجِسْر ِجِسْرِ المذَلَّةِ
وأَسْأَلُ أَشْباهَ الرِجالِ تَنَزُّلاً
وأَسْلَمْتُمُ الثَـغْرَ الـمُـقَـدَّسَ جَهْرَةً
نَسِيتُمْ عَرُوسَ الدِيـنِ ذاتَ المَـقـابِرِ
وقُلْتُمْ أَقَمْنا في فِلَسْطِين دَوْلَةً
وَأَدْتـُمْ بِـثَــغْـرِ الـشّـامِ دُرَّةَ تـاجِـهِ
ألَـمْ تـَعْـلَـمُـوا أَنَّ الـشَـآمَ مُـبـارَكٌ
ولَنْ يَـقْـبَـلَ التَـفْـرِيـقَ إلاّ مُـغَـفَّـلٌ
.

أُقَلِّبُ فِكْرِي في مَصائِبِ أُمَّـتِـي
أَحَـقّـاً عَـبِـيـدَ الكُفْـرِ خُنْتُمْ قَضِيَّتِي
ولَـمْ تَرْقُبُـوا الدَيـّانَ في حَقِّ مِـلَّـتِي
ومِن قَبْلُ فَرَّطْـتُـمْ بِلِدِّي ورَمْـلَـتِـي
وأَشْأَمُ يَوْمٍ يَومَ قالُـوا اسْـتَـقَـلَّـتِ
ومَسْرى حَبِـيبِ القَلْبِ أَوَّلَ قِبْلَـتِي
به عُقْـرُ دارِي يَـوْمَ أَصْنَـعُ دَوْلَـتِـي
بَـعِـيـدٌ عن الإِسْـلامِ بُـعْـدَ المَـجَـرّةِ
.

أَخِي تَحْت حُكْمِ الظّالِمِينَ تَصَبَّرَنْ
فَـمـا دَوْلـَةُ الأَشْـــرارِ إلاّ سَحـابَـةٌ
ومـا حُـكْـمُ أَبـْنـاءِ البُـغـاثِ بِـآبِـدٍ
ولَنْ يَعْـدَمَ الكُفّـارُ مـنـهـا مُـقـاتِـلاً
أَلَـمْ تَـعْـلَمِـي يـا أُمَّـةَ الخَـيْـرِ أَنـَّـكِ
فإنْ كنتِ تَبْغِينَ التَوَسُّطَ ثانِياً
فَـهُـبّـي إلى رَفْعِ العُـقـابِ مَكانَـهـا
.

أَلا إِنَّ شَـمْـسَ الخـائِـنِيـنَ تَـدَلـَّـتِ
من الصَيْفِ غَشّاها السَمُومُ فَوَلَّتِ
إذا أُمَّةُ الإِسْلامِ صامَتْ وصَلَّتِ
إذا هي عن أُمِّ الـكِـتـابِ تَـوَلَّـتِ
تَمَزَّقـْـتِ إِرْباً بَعد هَدْمِ الـخِـلافَـةِ
وتَنْجِينَ من هَوْلِ الجَـحِـيـمِ وتُفْلِتِي
تُرَفْرِفُ من تَـسْـمـانَ حتّى فِلَنْدَةِ
.

عبد الرحمن العجلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *