العدد 360 -

السنة الواحدة والثلاثين – محرم 1438هـ – تشرين الأول 2016م

الخداع الأميركي في خطة ضرب حلب

بسم الله الرحمن الرحيم

الخداع الأميركي في خطة ضرب حلب

 

ما تزال المؤامرة الدولية على المسلمين في سوريا تديرها أميركا، وهي بعد فشلها المتكرر في القضاء على الثورة أو حرفها، اتفقت مع روسيا على استعمال أقصى ما تستطيعه من إجرام لتضع المسلمين هناك أمام خيار واحد وهو الاستسلام، وفعلًا دخلت روسيا الحرب وراحت تمارس جرائم قصف لا تبقي بشرًا ولا حجرًا ولا بشرًا، والهدف أن تحقق هذه الجرائم ما فشل فيه كل من النظام السوري والنظام الإيراني من تحقيقه…

ولقد ظهر التنسيق الأميركي الروسي بشكل جلي، وبالرغم من كل محاولات خداع الرأي العام التي راحت أميركا تمارسها بإظهارها أنها ضد هذا التوحش الروسي، إلا أنها كانت تستغله للضغط على الطرف الآخر المعادي للنظام السوري للمطالبة بالقبول بمفاوضة الأسد، والمطالبة بانضمام المعارضة إلى النظام لمحاربة الإرهاب، والمتابع للوقف الأميركي يرى بأنه مليء بالخداع، وقبل إعطاء نموذج من هذا الخداع، لا بد من التذكير بحقيقة الموقف الأميركي في عهد أوباما مما يحدث في سوريا. وحقيقة التحول الذي طرأ على هذه السياسة من بعد فشل بوش الابن في سياسة التفرد في حكم العالم، والتي أعلن أوباما إيقافها بنفسه رسميًا. ونحن عندما نعود إلى الوراء هذه المسافة؛ فإنما لأن الأحداث السياسية لا تقرأ منفصلة عن بعضها، وللتأكيد على أن ما تشهده المنطقة من تآمر، وما يلقاه المسلمون من إجرام، إنما يحدث من ضمن الصراع الدولي على المنطقة، والصراع الحضاري بين أهل المنطقة كمسلمين ودول الغرب الرأسمالية.

 إن سياسة بوش الابن مع المحافظين الجدد قامت على التفرد في حكم العالم، فسار بحسب مخطط والده في اتخاذ الإسلام السياسي العدو الاستراتيجي الأول في العالم، ومحاربته تحت ستار «محاربة الإرهاب». وقام باحتلال كل من أفغانستان والعراق، وأراد أن يفرض مشروعه للشرق الأوسط الجديد ليكون منطقة نفوذ لأميركا وحدها دون سواها، وكبديل عن سايكس بيكو. ومن أجل تحقيق ذلك أو فرضه، استعمل بوش ما سمي بالقوة القاسية، ومارس أبشع أنواع الإجرام والإرهاب بحق المسلمين. وكان قتلهم عنده أهون مما يحدث في أفلامهم الهوليودية، وكان تعذيبهم مما تأبى وحوش الغاب عن فعله، حتى أصبح تاريخًا لا ينسى عند المسلمين.

 ولكن ومع كل الإجرام المفرط الذي مارسه الأميركيون في عهد بوش الابن، والذي لم يجعلوا له حدودًا، ، فإنهم تكبدوا خسائر بشرية ومادية هائلة، وتزعزع مركز أميركا الدولي، ووقعت أميركا في أزمة مالية خانقة كادت تعصف بالنظام الرأسمالي برمته، فانقلبت النتائج رأسًا على عقب، وحدث ما لم يكن متوقعًا؛ فقد تهدد النظام الرأسمالي وتراجع مبدؤه عالميًا؛ من هنا كان وصول أوباما إلى الحكم نتيجة طبيعية لفشل بوش في سياسة التفرد في حكم العالم.

ولما جاء أوباما إلى الحكم اضطر إلى تغيير أسلوب الصراع، من غير أي تغيير في حقيقته؛ فاستعمل أسلوب القوة الناعمة بدل القوة القاسية التي فشل بها بوش الابن، مستعملًا المكر والخديعة والمواجهة غير المباشرة، واعتمد على استخباراته في ضرب الأنظمة أو تغييرها أو تهديدها، وزرع الفتن والاقتتال بين الشعوب، وشراء الذمم، والاغتيالات… واستخدم عملاءه من حكام المنطقة كأدوات له في الصراع بعدما سحب قواته من الأرض… فكيف تعامل أوباما مع ثورات المسلمين على حكامهم، بناء على سياسة الخداع هذه، وبالذات الثورة في سوريا.

لقد اعتمد أوباما سياسة إدارة الصراع في سوريا من وراء حجاب مدعيًا أن عميله بشار أسد، والذي كان يقتل بأمر منه، ليس صالحًا لحكم شعبه، وأعلن أنه ضد ما يسفك من دماء في سوريا، وراح يقدم المساعدات الإنسانية، وترأست بلاده مجموعة دول «أصدقاء سوريا»، وراح يرعى المعارضة السياسية التي صنعها في الخارج لتكون هي الطرف المفاوض للنظام العميل له على مستقبل سوريا عبر تحقيق توازن بين طرفي الصراع الممسوكين منها للوصول إلى اتفاق حل أميركي… وفي الوقت نفسه، عمل،كذلك من وراء حجاب، على مواجهة الثورة في سوريا بإجرام لا يقل عن إجرام سلفه بوش الابن في كل من أفغانستان والعراق، ولكن ليس بيده مباشرة بل بيد الحكام العملاء له، وأولهم النظام السوري نفسه، ومعه النظام الإيراني وتوابعه من النظام العراقي والميليشيات المذهبية التابعة له في العراق وفي لبنان. ولما فشل كل ذلك اتفقت أميركا هذه مع روسيا اتفاق مصالح على القيام بهذه المهمة الإجرامية القذرة، والقضاء على هذه الثورة التي يزداد إصرار أهلها على التغيير، والتغيير الجذري، وبعد أن أصبح هذان الحليفان العميلان،النظام السوري والنظام الإيراني، في وضع ضعيف عسكريًا ويحتاج إلى تدخل أقوى… وهذا الاتفاق يقضي بتعويم موقف النظام السوري الذي كاد أن يتهاوى، والقضاء عسكريًا على الفصائل التي لا توافق على مقررات مؤتمر جنيف الأميركية تحت حجة أنها إرهابية، ثم من بعد ذلك تقوم روسيا بإيجاد حالة من التوازن العسكري الشكلي بين طرفي الصراع في سوريا، الأسد والمعارضة الخارجية، على أن تكون الفصائل المسلحة المعتدلة أي الموافقة على مشروع الحل الأميركي ممثلة في وفد المعارضة بنسبة الثلث.

وبعد هذ العرض، نأتي إلى نموذج من نماذج السياسة الأميركية المخادعة التي تنتهجها أميركا في إدارة اللعبة الاستعمارية القذرة تجاه الوضع في سوريا.

إن الخطة التي تعمل أميركا الآن على تنفيذها بالقوة وبالخداع على الأرض، تقوم على العمل العسكري للقضاء على الفصائل المسلحة التي تعارض المشروع الأميركي للحل تحت عنوان محاربة الإرهاب (بالمنظور الأميركي)، وهذا العمل يتستر بهدف القضاء على (داعش والنصرة)، أما في الحقيقة فإنه يهدف إلى محاربة أصحاب مشروع الخلافة، فالمسألة هي أكبر مما يدعون، فأميركا تصنف الفصائل التي ترفض مشروعها للحل عبر مؤتمر جنيف بأنها إرهابية،  كما صرح بذلك كيري أثناء انعقاد مؤتمر فيينا…

أما خطوات السير في هذه الخطة فهي:

العمل على تصنيف الفصائل المسلحة بين معتدلة وإرهابية متطرفة،. وفي هذا المجال دعت السعودية بأمر من أميركا إلى مؤتمر الرياض الذي انعقد في الشهر الأخير من عام 2015م، وحضرته الفصائل المسلحة التي تتلقى الدعم من السعودية وتركيا وقطر.  وقد تم فيه الاتفاق على تشكيل هيئة عليا للمفاوضات من 32 عضوًا، بينهم عشرة للفصائل وتسعة للائتلاف وخمسة لهيئة التنسيق وثمانية مستقلين،  وأبدى بيان الرياض استعداد المشاركين للتفاوض مع ممثلين عن النظام السوري استنادًا لبيان جنيف1 وبرعاية الأمم المتحدة وضمانتها.

العمل على حصر وجود الفصائل التي تعتبر إرهابية في نظرهم في مناطق معينة؛ ومن ثم استعمال أقسى أنواع القصف الجوي الروسي على مناطق تواجدهم للضغط على المسلمين هناك لإخلاء هذه المناطق، أو ضغط المسلمين فيها على تلك الفصائل للخروج من مناطقهم إلى مناطق أخرى وحصرهم فيها كإدلب وذلك لتتم إبادتهم هناك عن طريق القصف الجوي ذي الدمار الشامل. ومثل هذا يحدث الآن في حلب. وهناك هدف غير معلن تريد أميركا تحقيقه من وراء ذلك، وهي خسارة هذه الفصائل للحاضنة الشعبية، وهذا الأمر عند أميركا هو في غاية الأهمية لفرض حلها.

تحشيد قوى عسكرية مختلفة في مناطق مختلفة للهجوم البري على المناطق التي يوجد فيها  من يعتبرون إرهابيين بنظر أميركا، كقوات النظام السوري من أماكن سيطرته، والقوات الكردية من المناطق التي يسيطرون عليها، وقوات الجيش الحر من الأماكن التي يسيطرون عليها. وهذا الهدف يحقق لأميركا وجود حالة من الاقتتال بين الفصائل تدفع المسلمين في سوريا إلى الانحياز فيما بعد إلى من سيكون الجيش الوطني الجديد. وبالتالي المشروع السياسي الجديد.

أما الموقف التركي، فكله قائم على الخداع والادعاء، ومنه ماقام به أردوغان مؤخرًا من سحب الفصائل المسلحة التي يدعمها من جبهة حلب لتخوض معاركه في الشمال ضد أخصامه من الفصائل الكردية، وهذا ما أدى إلى إضعاف جبهة حلب أمام الهجوم الروسي. وبدا أن ذلك يتم من ضمن تفاهمات روسية تركية. وينسجم تمامًا مع  التنسيق الروسي الأميركي. والآن نراه يختلق أسبابًا واهية لتوتير الأجواء السياسية بينه وبين النظام في العراق ليكون ذلك ذريعة له لكي يبقى بعيدًا عما يجري في حلب. هذا ولا يخفى على أحد تبدل الموقف التركي من بقاء الأسد في الحكم، وتصريحه أن حلب خط أحمر تركي، وها هو الآن يخذلها ويسلمها إلى أعداء لمسلمين.

موقف الدول الإقليمية الداعمة التي تدعم الفصائل المسلحة إنما تدعمها لمصلحة تلك الدول لا لمصلحة تلك الفصائل، وهذه أعطت الفصائل المال والسلاح على شروطها في التزام الخطوط الحمر التي تلزمها بها؛ لذلك كانت هذه الدول الداعمة هي الأخطر في القضاء عى الثورة في سوريا؛ لأن هذه الدول هي نفسها تلتزم بأوامر أسيادها، ولا تملك حرية القرار، وهذا ما ظهر واضحًا من تصريح وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في 05/10/2016م عندما قال إن مجموعة أصدقاء سوريا «أوقفت وخفضت للحد الأدنى» تزويد المعارضة بالأسلحة منذ فبراير شباط. وطبعًا كان هذا بقرار أميركي.

التنسيق الأميركي الروسي الذي بلغ مدًى بعيدًا في التنسيق، والذي بدأ في اليوم التالي لاجتماع أوباما مع بوتين في واشنطن في 29/9/2015م ، والموقف الأميركي قائم على خداع أهل سوريا منذ أول قيام ثورتهم على السفاح بشار، وكانوا هم وراء هذا التآمر الدولي عليهم، وأدنى تفكير يوصل إلى أنه لا يمكن أن يقود هذه المؤامرة العالمية إلا دولة تملك نفوذًا دوليًا واسعًا وإمكانات ضخمة. وفي موضوع حصار حلب والقضاء عى الفصائل التي تعادي مشروع حلها، لنرصد معًا هذا الموقف الأميركي المخادع: فقد أعلنت الخارجية الأميركية أعلنت في 03/10/2016م تعليق قنوات الاتصال مع روسيا. ولكن وزارة الخارجية الروسية ذكرت في 05/10/2016م في بيان لها: «أجرى وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري مكالمة هاتفية جديدة لبحث الوضع في سوريا، وذلك رغم قرار واشنطن تعليق قنوات التعاون مع موسكو حول سوريا». وذكرت أن المحادثة جاءت بطلب من الجانب الأميركي.

ويأتي موقف الموفد الدولي الثعلب ستيفان دي ميستورا في 06/10/2016م ليكون جزءًا من هذه الخطة الجهنمية في القضاء على الفصائل المخلصة؛ فيصرح مخوفًا ومهددًا ومحرضًا أهل حلب على الفصائل التي يعتبرها إرهابية قائلًا: «خلال شهرين أو شهرين ونصف كحد أقصى قد يلحق الدمار التام بالأحياء الشرقية لحلب… نتحدث عن المدينة القديمة على وجه الخصوص»  وتابع أن وجود مقاتلين من جبهة فتح الشام في المدينة يشكل مبررًا لموسكو ودمشق لمواصلة الهجوم على المدينة. وتوجه إلى هؤلاء المقاتلين: «إذا قررتم الخروج بكرامة ومع أسلحتكم إلى إدلب أو أي مكان تريدون الذهاب إليه، فأنا شخصيًا مستعد ومستعد بدنيًا لمرافقتكم». ومثل هذا التصريح لا يقل خطورة عما ترتكبه روسيا نفسها من إجرام. ويذكر أن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قال إن موسكو تؤيد مبادرة دي ميستورا هذه، وتعتقد أن الوقت قد حان للإقدام على هذه الخطوة.

وكذلك يأتي الموقف الرسمي للأمم المتحدة، إحدى أهم أدوات أميركا الاستعمارية، ليكشف كذلك أن لها دورًا قذرًا في هذه الخطة الجهنمية، فقد جاء في تقرير عن الوضع في حلب صدر في 05/10/2016م: أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أعلن أن «تقييمًا أجري في شرق حلب توصل إلى أن 50% من السكان عبَّروا عن رغبتهم في الرحيل إذا أمكن لهم ذلك». وأشار التقرير كذلك إلى المشكلات النفسية التي يعاني منها السكان. وورد في تفاصيل هذا التقرير المشبوه: إن نصف السوريين المحاصرين في شرق حلب والمقدر عددهم بنحو 275 ألفًا يرغبون في الرحيل مع قرب نفاد الموارد الغذائية واضطرار السكان لحرق البلاستيك للحصول على وقود. وأضافت أن أسعار الأغذية ترتفع مع قلة المعروض منها. وقالت إن تقارير وردت أشارت إلى أن الأمهات بدأن في ربط بطونهن وشرب كميات كبيرة من المياه لتقليل شعورهن بالجوع وجعل الأولوية لإطعام أطفالهن…

 هذه هي سياسة أميركا في سوريا، تخلت فيها عن أي معنى من معاني الشرف بشكل صريح، وكانت عرَّاب كل الإجرام الذي يحدث لها، وهذا الواقع يذكرنا بتصريح لأوباما سيئ الذكر منذ أوائل استلامه للحكم في جامعة القاهرة في 2009م عندما قال: «إننا نملك القدرة على تشكيل العالم الذي نسعى من أجله، ولكن يتطلب ذلك منا أن نتحلى بالشجاعة اللازمة لاستحداث هذه البداية الجديدة». هذه  هي البداية الجديدة أي المختلفة في أسلوبها عما كان يقوم به سلفه بوش ولكن المشابهة لها في نظرتها للاستعمار، وفي حفاظها على مركز الدولة الأولى في العالم، وفي ارتكابها أبشع الجرائم لتحقيق مصالحها.

إن المسلمين اليوم، في سوريا وفي خارج سوريا، هم أمة واحدة من دون الناس، وهم يعادَون من هذا المنظور، ويجب عليهم أن يعادوا من المنظور نفسه. وعدوهم قسم بلادهم لكي لا يتمكنوا من مواجهته، وسلب خيراتهم ومقدرات بلادهم لكي لا يستطيعوا أن يمتلكوا القوة ولا القدرة التي تضع حدًا لاستعمارهم، ومكن من الحكم حكامًا نواطير له وجزارين بحق شعوبهم لكي يمنعوا أي تحرك مخلص من تغيير أوضاعهم… وهو الآن ينظر إلى المنطقة نظرة واحدة، ويعمل على أن يصوغها من جديد منطلقًا من منطلق تفتيتها وشرذمتها عن طريق بعث الحالة الشعوبية والطائفية والعرقية… للقضاء على فكرة الأمة الواحدة، وتخطيطًا لعدم إمكانية توحدها… ومثل هذا التخطيط الجهنمي يجب أن يملك المسلمون مخططًا على مستواه لمواجهته، وهذا لا يكون شرعًا وعقلًا إلا بتبني الأمة لمشروع الخلافة الراشدة التي وحدها يمكن أن تجمع المسلمين من جديد ليقوموا، ليس بطرد الاحتلال والنفوذ الأجنبي فحسب، بل وبحمل الإسلام إلى شعوب تلك الدول الاستعمارية التواقة إلى مبدأ الإسلام للتخلص مما هي فيه من خواء فكري، وفقدان قيمي، وتفكك أسري، وصراع لا يهدأ على المصالح.

فوعد الله بالنصر والتمكين لهذه الأمة ينتظر أن تقوم هذه الأمة بحق ربها عليها من الاجتماع على أمره، واحتضان القائمين عليه بحق وصدق. قال تعالى:

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *