العدد 121 -

السنة الحادية عشرة – صفر 1418 – حزيران 1997م

عقدة الخليج بعد عقدة فيتنام

كلمة  أخيرة

عقدة الخليج بعد عقدة فيتنام

بعد التكتم الشديد الذي فرضته أميركا وبريطانيا على المرض الذي أصاب الجنود الذين شاركوا في حرب الخليج، بدأت تظهر شيئاً فشيئاً أخبار ذلك المرض الذي يبدو أنه ناتج عن نوع من السلاح يشبه السلاح الكيماوي أو من مشتقاته وقد نشرت صحيفة الحياة في عددها الصادر في 4/6/97 مقتطفات من كتاب صدر حديثاً للدكتورة إلين شولتر وهي أميركية وعنوان كتابها «الهستيريا» وقد صدر الكتاب في لندن. والمؤلفة تعمل أستاذة في جامعة برنستن في أميركا وهي متخصصة في تاريخ الطب.

نشرت الدكتورة شولتر كلاماً عن زوجات المجندين وصعوبة عيشهن مع هؤلاء المرضى، ثم نشرت معلومات مفادها أن بعض المجندين أنجبوا أطفالاً مشوهين، وآخرين اشتكوا من انكماش أجسادهم وتقلص حجمهم. وأطلقت على هذه الظاهرة وصف «هستيريا جماعية تنتشر كالوباء في المجتمعات الغربية».

وأثار هذا الكتاب انتقادات حادة في بريطانيا وأميركا في الوقت الذي يخوض كثير من المجندين السابقين معارك قضائية للحصول على تعويضات عن الأمراض التي أصابتهم نتيجة للحرب.

وجاء في الكتاب ما يلي: «كانت تلك الحرب وسخة واجهت خلالها القواتُ العسكرية بيئةً ملوثة ومذاخير كيماويةً وغازية وأسلحةً غير مجربة وعدواً خَطِراً وحشياً منعدم الضمير، وعندما انتهت الحرب عاد 80 ألف جندي أميركي يعانون من أعراض مرضية غامضة عدة، تراوح ما بين الإحساس بالتعب، والنَّفَس القصير، وخفقان القلب، والصداع، والغثيان، ووجع المفاصل والمعدة، والأرق، والطفح الجلدي، وحتى آلام الأطراف، والشلل. وفضلاً عن ذلك استفحل معظم هذه الأعراض حتى بعد انتهاء الحرب».

ويقول جندي بريطاني إن سبب مرضه الحقن المضادة للأسلحة الكيماوية التي أعطيت له قبل الحرب.

وأجريت دراسات واستقصاءات طبية على مرضى «علة حرب الخليج» زاد عددها على المائة دراسة، وكان أوسعها الدراسة التي قامت بها الأكاديمية القومية للعلوم في أميركا وكلفت 80 مليون دولار، وخضع خلالها 19 ألف مجند لفحوص طبية. وأعلنت الأكاديمية أنها لم تعثر على «أي سبب أو مرض غامض يدعم الشكوك حول وجود علة حرب الخليج» وبذلك فهم لم يستطيعوا تفسير هذه الظاهرة – العقدة، أو أنهم يتقصدون إخفاء الأسباب لأمر ما .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *