العدد 125 -

السنة الحادية عشرة – جمادى الآخرة 1418 – تشرين الأول 1997م

كلمة أخيرة مشاكل الحدود بين البلاد الإسلامية

كلمة  أخيرة

مشاكل الحدود بين البلاد الإسلامية

تطالعنا الأخبار يومياً عن مشاكل الحدود: بين السعودية واليمن، بين مصر والسودان (بشأن حلايب)، بين العراق والكويت، بين إيران والإمارات (بشأن الجزر)، بين ليبيا وتشاد، بين المغرب وموريتانيا وبوليساريو، بين اليمن وأريتيريا (بشأن جزر حنيش)… الخ

يشكلون اللجان للبحث، ويعودون إلى الوثائق الموروثة عن الاستعمار الإنجليزي، ويستعينون بشركات أجنبية لتساعدهم على رسم الحدود ووضع العلامات البارزة لتثبيت هذه الحدود. وقد تقع الاعتداءات وتنشب الحروب بسبب هذه الحدود.

إذا عدنا إلى الأصل والحق فإن البلاد الإسلامية بلاد واحدة، وإن الشعوب الإسلامية أمّـة واحدة ]إنما المؤمنون إخوة[، ولا يجوز أن يكون بين البلاد الإسلامية حدود ولا سدود. وإذا جاز تقسيم البلاد الإسلامية إلى ولايات فإن هذا مجرد تقسيم إداري من أجل سهولة رعاية شؤون الناس، وليس من قبيل التجزئة وتوزيع الحصص.

إن تمزيق البلاد الإسلامية إلى بضع وخمسين دويلة، وتجزئة الأمة الإسلامية على أسس عرقية هو ضد طبيعة الأمة الإسلامية وضد عقيدتها. وهذا التمزيق هو من فعل الكفار المستعمرين، ليسهل عليهم إذلالها واستعمارها على قاعدة (فَرِّقْ تَسُدْ). وكي يمعنوا في تمزيقنا سَمَّوُا التجزئة والتمزيق استقلالاً وجعلوه لنا عيداً، وصدّقنا نحنُ وصرنا نحتفل ونتبادل التهاني بالاستقلال (التمزيق). وجعلوا لكل دويلة عَلَماً ونشيداً ونقداً خاصاً وعضوية في هيئة الأمم ودستوراً وجنسية وحدوداً… الخ وصرنا نحن نحافظ على هذا السمّ الخبيث، وينظر بعضنا إلى بعضٍ نظرة الأجانب، بدل نظرة الأخوة.

نقول لحكام البلاد الإسلامية الحاليين: لا تتعبوا أنفسكم بمشاكل الحدود، ولا في البحث في وثائق الدول الاستعمارية عن مكان هذه الحدود، ولا في وضع العلامات التي ترسم هذه الحدود. فكل هذا باطل وهو زائل عما قريب إن شاء الله، وستزولون معه إن شاء الله، فالذي مزّق البلاد والعباد هو الذي أوصلكم إلى الحكم لتحرسوا هذا التمزيق.

الخلافة الإسلامية عائدة قريباً بعون الله، وعندها لن يبقى حدود، ولن يبقى عملاء للكفار يحرسون هذه الحدود. وستوفر الأمة على نفسها مشاكل الحدود.

ليس هذا فقط، بل إن الخلافة ستجعل الناس ينسون أسماء التمزيق التي أَلِفَتْها آذانهم. لن تجعل من مصر ولاية ومن السودان ولاية ومن إيران ولاية…الخ بل ستوجد تقسيمات إدارية جديدة وتضع لها أسماء جديدة. لن يبقى دولة أو ولاية اسمها الأردن، فالأردن ليس أكثر من اسم نهر، ولن يبقى دولة أو ولاية اسمها لبنان، فلبنان ليس أكثر من اسم جبل، ولن يبقى هناك دولة أو ولاية اسمها تركيا بل سيكون قسم من تركيا تابعاً لولاية حلب مثلاً، وقسم أخر مع قسم من العراق مثلاً تابعاً لولاية اصطنبول مثلاً.

ونقول للأمة أن تعجّل في العمل مع العاملين لإلغاء الحدود وإسقاط حراس الحدود والنواطير الذين أقامهم الكفار المستعمرون (والله معكمْ ولن يَتِرَكُمْ أعمالكم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *