العدد 125 -

السنة الحادية عشرة – جمادى الآخرة 1418 – تشرين الأول 1997م

صَـحْـوَةُ «إِسْـلامْـبُـول»

صَـحْـوَةُ «إِسْـلامْـبُـول»

 

يا صَحْوَةً أَقْبَلَتْ فيها التَّباشِيرُ
نَثَرْتِ في الفكْرِ أَطيافاً وأَخْيِلَةً
نَثَرْتِ فوقَ جِراحِي الطِّيبَ فَالْتأَمَتْ!
نَثَرْتِ في مسمعي الأصداءَ تَهْتِفُ بي،
كلُّ الحياةِ أراها اليومَ تُولَدُ بي،
@ 

يا صَحْوَةً صَرَخَتْ في البَغْيِ: «مُتْ وَجَلاً،
يا صَحْوَةً لمريضٍ ضَلَّ مَنْ مَزَجُوا
يا صَحْوَةً في بلادِ التُرْكِ هادرةً
كفِّي الغُبارَ لِيَجْلُوْ نَصْرُ «مُعْتَصِمٍ»
أَحْيِي بكلِّ جَنانٍ سيفَ مَنْ غَبَرُوا
أَيُنْتَفَى الوَحْيُ في رفٍّ بمكتبةٍ
ويحي! أَتُحْكَمُ بالطاغوتِ أُمَّتُنا؟
تشكو المنابرُ والمحرابُ مُنْتَحِبٌ
يا مُصْحَفَ النُورِ مِلْءَ الدفتينِ هُدىً
لا نَشْتَري الكونَ والدنيا، وإنْ ثَقُلَتْ،
لسنا نبيعُ كتابَ اللهِ، بل قَسَماً
@

إِسمعْ «أتاتوركُ» ما القرآنُ يُعْلِنُهُ:
مِنْ نَسْلِهِمْ أنتَ… بل مِنْ رَحْمِ زانيةٍ.
وهل يقودُ إلى عزٍّ فتىً نزقٌ؟
بئستْ حكومةُ قومٍ لا اهتداءَ لها
يا بنَ اليهودِ الأُلى في الذِكْرِ قد لُعنوا
نَقَضْتَ كُلَّ عُرا الإسلامِ في سَفَهٍ
حربُ الصليبِ انْتَهَتْ وارتدَّ خائضُها
حتّى أعدَّكَ للثأرِ الذي حلمَتْ
«لا ثأرَ إلا بأنْ تُمحى خلافتُهمْ»
سَطَرْتَ أحلامَهمْ في الأرضِ واقعةً
قد كنتَ أخلصَ من كلبٍ لسيّدِه
ها نحن في غُصّةٍ نَرثي خلافتَنا،
أ«مصطفىً» أنتَ؟ مـمّن تُصطفى؟ ولمن؟
أم اصْطفاكَ لهمْ إبليسُ عن ثقةٍ
أينَ «الكمالُ» الذي سُمّيتَ أنتَ به؟
أم اكتمالُ فصولٍ في مؤامرةٍ
يا مصطفى الكفرِ هذي صفحةٌ طُوِيَتْ
وامتدَّتِ اليومَ أعناقُ الورى عطَشاً
فَلْتَخْتَلِجْ، حيثُ ضاقَ القبرُ، مضطرباً،
لَنَبْنِيَنَّ فُوَيْقَ القبرِ مئذنةً
@

يا صَحْوَةَ الدينِ، «إسلامبولُ» شاخصةٌ
ولْيُسْرَجِ الخيلُ مِن أبوابِ مَسْجِدِها
يا صَحْوَةَ الدينِ، شُدّي أَزْرَ مَنْ سَجَدُوا،
قُودِي الجموعَ إلى التمكينِ عاجلةً
يا صَحْوَةً أيقظَتْ في أمَّتي أملاً
سُلِّي السيوفَ ففي لألائِها قَسَمٌ
«إنّ الخلافةَ باسمِ الله قادمةٌ
@

 

 

 

 

 

  @

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  @

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  @

 

 

 

 

 

 

 

  @

وانْجابَ عن وجهِها الوضَّاءِ دَيْجورُ
فالعقلُ عانٍ(1)، وهذا القلبُ مسحورُ
أيَّ الطيوبِ حَوَتْ تلك الأزاهيرُ
كأَنَّ نفسي تُناغيها العصافيرُ
وفي الرفاتِ انتفاضاتٌ أعاصيرُ
         @

ها نحن جئناكَ، زَحْفُ الثأرِ مَبْرورُ»
دواءَهُ علقماً، والقبرُ محفورُ
كأنها لُجَجٌ، والبحرُ مسجورُ(2)
في كلِّ عينٍ بكتْ لـمّا انْطَوَى النورُ
مِنْ آلِ «عُثمانَ» حِيْنَ الغِمْدُ مكسورُ
ويُوصَدُ البابُ، فالترتيلُ محظورُ؟
أَشَرْعُ «أحمدَ» منبوذٌ ومقهورُ؟
وفي المآذنِ أنّاتٌ وتعبيرُ
ومُرْتَقىً، حيثُ دارُ الخلدِ والـحُـورُ.
بآيةٍ.. ذاكَ بيعٌ فيه تَغْريرُ
نبيعُ أنفسَنا، والسيفُ مَشْهُورُ
         @

إنَّ اليهودَ قرودٌ بلْ خنازيرُ
وهل يكونُ أبا الأتراكِ مغمورُ؟
وهل يُخَلَّدُ بالأصنامِ مخمورُ؟
إلا بمَنْ سَئِمَتْ منه المواخيرُ
ماذا تقولُ غداً، والرَقُّ(3) منشورُ؟
هَدَمْتَ دولتَهُ، فالعبدُ مأمورُ
يكيدُ سِرّاً ونومُ العينِ مَهْجورُ
به العلوجُ(4) وحاكَتْهُ الأساطيرُ
هذا القرارُ، وما تحوي التقاريرُ!
بئستْ سطورٌ، بها الإذلالُ مسطورُ
وكنتَ أحقرَ مَنْ ضَمَّتْهُمُ الدُورُ
وها هو الدينُ، مذ بُوِّئْتَ، مأسورُ!
أَمِنْ يهودٍ لغَرْبٍ دأبُهُ الزُورُ؟
أشارَ، فانبسطَتْ منهُمْ أساريرُ
أَهْوَ اكتمالُ الدجى، والبدرُ مغدورُ؟
سعى لها الكفرُ دهراً، وَهْوَ مسعورُ؟
وقامَ بين الدياجي، والضحى، سُورُ
لسُنَّةِ المصطفى، والطَرْفُ مبهورُ
هذا الأوانُ به نصرٌ وتحريرُ
توحِّدُ اللهَ حيثُ الشِرْكُ مقهورُ!
         @

فَلْيَصْدَحَنَّ مدى الآفاقِ تكبيرُ
فالفتحُ سِيْماهُ، ما في الاسْمِ تَزْويرُ
رغمَ الطغاةِ، وصاحُوا في الورى: «ثُورُوا»
فلنْ يكونَ سوى القرآنِ دستورُ
فالكفرُ في بَغْتَةٍ، والثَغْرُ مفغورُ
وفي الصليلِ لأَهْلِ البَغْيِ تَحْذِيرُ:
وجيشُ طهَ، بإذنِ اللهِ، منصُورُ.»
         @

                                                               الشاعر: أيمن القادري

(1) عـانٍ: أسـيـر  ــ   (2) مـسـجـور: مـشـتـعـل  ــ   (3) الرق: الكـتـاب أي الكـتـاب الذي فـيـه صـحـائـف الأعــمـال يـوم الحــســاب  ــ   (4) العــلـوج: الكـفّـار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *