العدد 129 -

السنة الحادية عشرة – شوال 1418 – شباط 1998م

الغلاف الأخيرة: موظفة أمريكية تهين لبنان في أرضه

الغلاف الأخيرة:

موظفة أمريكية تهين لبنان في أرضه

الموظفة الأمريكية هي دانيال بلاتكيه, وهي سكرتيرة في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي: وهي إحدى مساعدات رئيس هذه اللجنة جيسي هيلمز. هيلمز هذا من الحزب الجمهوري, ويؤيد إسرائيل تأييداً مطلقا.

هذه الموظفة زارت بيروت في 19/02/1998 وطلبت الاجتماع بالمسؤولين اللبنانيين, فرتبوا لها اللقاءات كما طلبت. فاجتمعت في 19/02/1998 بوزير الخارجية فارس بويز, وبوزير العدل بهيج طبارة, وبعدد من كبار المسؤولين القضائيين وبعدة وزراء وسياسيين وإعلاميين.

في مساء 19/02: أقامة السفارة الأميركية حفل عشاء على شرفها حضرها وزراء ونواب. في هذا العشاء تكلمت كلاما فيه إهانة وتحقير للبنان ولحكومة لبنان بشكل يثير الدهشة, ولم يرد عليها احد. قالت هذه الموظفة, كما روت جريدة السفير في 21/02/1998:

1-    في الموقف من سوريا: إن الحكومة اللبنانية هي حكومة دُمى تحركها سوريا, والمخابرات السورية. والجيش السوري في لبنان هو جيش احتلال تماما كما هو الجيش الإسرائيلي.

إن السوريين يعتقدون أنهم يضحكون علينا ولكننا نعرف تماماً أنهم يتحكّمون بلبنان, إن سوريا تملي على الحكومة اللبنانية قراراتها. إن العلاقة القائمة بين سوريا ولبنان هي أشبه بعلاقة سيد بعبده, وإنّ اللبنانيين عبيد عند سوريا. إن لبنان مهدد بالذوبان إذا لم تسارع حكومته إلى انتزاع قرارها من سوريا.

2-   في الموقف من إسرائيل: إن الطرح الإسرائيلي بخصوص تنفيذ القرار 425 هو جدّي ويجب على لبنان أن لا يفوت الفرصة, كما يجب عليه ألا يخاف من تقديم ضمانات لإسرائيل. انتم واهمون إذا كنتم تعتقدون أن المقاومة مفيدة في مواجهة الجيش الإسرائيلي, فالجنوب ألبناني ليس فيتنام. هذا الوضع لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية, ويجب قبول الطرح الإسرائيلي, وإلاّ فإن الحكومة اللبنانية ستتحمل المسؤولية. وعبثاً تنتظرون أن تنسحب إسرائيل من الجولان. إن القرار 425 ليس سوى ورقة, فلماذا تتمسكون بورقة فيما العرض الإسرائيلي قائم فعلاً, فإن لم توافقوا فستبقى إسرائيل في الجنوب اللبناني إلى الأبد…

2-    في الموقف من الحكومة اللبنانية: إن وضع الحريات في لبنان يثير الشفقة, والحكومة مسؤولة عن هذا الوضع. إن المنظمات الإرهابية لا تزال ناشطة في لبنان, وهي تكون أحيانا مدعومة من الحكومة, فيما يثير عجز حكومتكم الاستغراب إزاء بقاء الشيخ صبحي الطفيلي طليقا.

وطالبت السلطات القضائية بإعادة التحقيق في ملفات تفجير مقر المارينز والسفارة الأميركية ومقر القوات الفرنسية في العام 1983, مشيرة إلى مسؤولية الشيخ صبحي الطفيلي. وسألت عن عدد الجيش اللبناني وجهوزيته ودوره وعلاقته بالجيش السوري.

وبعد كل هذه الإهانات من هذه الموظفة قام في اليوم التالي (20/02/1998) كل من رئيس مجلس النواب بري ورئيس الوزراء الحريري باستقبالها وتكريمها. واستقبلها أيضا وزير التربية عبيد وقائد الجيش لحّود. انظروا أيها الناس: موظفة غير رسمية توجه الاهانة والتحقير إلى الدولة وجيشها وحكومتها في عقر دارهم, وأعلي المسؤولين يستقبلونها بالتكريم!

صدق الشاعر: ومن لا يكرم نفسه لا يكرم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *