العدد 141 -

السنة الثالثة عشرة – شوال 1419 هـ – شباط 1999م

رسالة من مسلمة بوسنية

نثبت فيما يلي ترجمة رسالة من مسلمة، ويمكن أن تكون مسلمة ألبانية، أو مسلمة فلسطينية أو مسلمة فيلبينية، أو أية مسلمة تتعرض للاضطهاد في أي بلد من بلاد العالم بما فيها بلاد المسلمين أنفسهم، وهي تعبر عن نفسها ولا تحتاج إلى تعليق. إنها من مسلة بوسنية وصلت مؤخراً إلى كندا كلاجئة.

عزيزي المؤمن:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

بسرعة، وقبل أن تتوقف عن قراءة أو حتى إلقاء هذه الرسالة جانباً، دعني أخبرك أن هذه الرسالة ليست كما تظن، إنها ليست طلباً آخر للمساعدة من الطلبات التي قذفت بها في الشهرين الأخيرين؟ وهو أمر يزعجك أن تراه. من أنا لأحكم؟! إسمي ليس مهماً، ولكن قصتي مهمة. لقد عشت معظم حياتي تحت حكم شيوعي، كبرت وأنا أعرف أن ديني هو الإسلام، وأن ربي هو الله. هذا كل ما أعرفه، وقد ربيت أعتقد أن كني يوغوسلافية هو ما يريده لي الله. غلطة من هذه؟ من يلام؟ هل هم والداي؟ كلاهما جعل يعتقد المفهوم نفسه. لم نعرف أكثر من ذلك. أعتقد أن كل من اعتقد «عالمية المعرفة» لم يعش أبداً تحت حكم شيوعي. بالنسبة لذاتي القديمة، لا أستطيع أن أشكر الله كثيراً على تفضله علي أن أ:ون بين الذين هداهم الله السبيل. وبشكل مفاجئ، أنا مثلي مثل الآلاف من رجال ونساء بلدي، استيقظت لأجد أن لي هوية مختارة من الله. أنا مسلمة. استرجعت كينونتي، التي انتزعت مني حتى قبل أن يكون لدي فرصة لأتحقق أن لكل فرد الحق في كينونة. هدى الله وصلني إلى باب بيتي، كيف كان ذلك ليس مهماً، أنا مسلمة وهذا كل ما يهمني الآن. لماذا أخبركم بكل هذا؟ سبق أن قلت إنني لا أطلب مساعدة. المساعدة مطلوبة، ولكن لا أنا ولا زملائي وزميلاتي من أبناء وبنات بلدي على رأس اللائحة. أنا أتقدم إليك نيابة عنك، أنا أتقدم إلى جميع الذين تعبوا من المساعدة أن يساعدوا أنفسهم. صعب فهم هذا، سيما إن صادراً من فتاة عاجزة جرى اغتصابها تكراراً. الاغتصاب عار، ومشين، ولكن أعطاني وخمسين ألفاً الحق في التماس التكريم الخالد. إنني لا أحتاج نقودكم.

أنا لا أطلب تعاطفكم، فأنا موعود من الأكرم بشكل لا يدانيه أحد. أريدكم أن تفهموا أن الصرب أعداؤكم قبل أن يكونونا أعدائي. بمشيئة الله، استرجعت هويتي على أيدي أسوأ أعدائي. أعادوا لي هويتي وهم على وشك أن ينتزعوا منكم هويتكم. أناشدككم أن تنقذوا أنفسكم. ورجاء أخير، إذا قدر لكم أن تخاطبوني، فلا تقولوا لي: أختي. لا أستطيع أن أفعل الآن شيئاً تجاه ذلك، ولكني أحذركم، أنكم إذا تجرأتم وقلتم عن أنفسكم إنكم إخوة لي يوم الحساب فإن ادعاءكم سوف يتم إنكاره بصوت عال على الأقل من خمسين ألف مسلمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *