العدد 144 -

السنة الثالثة عشرة – محرم 1420 هـ – أيار 1999م

أخبار المسلمين في العالم

إحياء الهلال الخصيب

                ويبقى موقف السلطة الفلسطينية هو الأكثر حساسية وحراجة، إذ المعلوم أن العلاقات السورية مع منظمة التحرير الفلسطينية ليست على ما يرام منذ 1976، وقبل خروج المنظمة من لبنان، ثم بعد حصار طرابلس، وأخيراً بعد اتفاق أوسلو وملحقاته، كما أن سوريا تستضيف معارضي عرفات واتفاق أوسلو، فهل قام الملك عبد الله بدور وساطة بين السلطة الوطنية ودمشق وبالتالي يصبح التعاون الرباعي حقيقة واقعة .

 

مغامرات نتنياهو العسكرية

                في مناظرة تلفزيونية بين رئيس وزراء العدو، ووزير دفاعه السابق، قال موردخاي وزير الدفاع السابق، أن نتنياهو بعث برسائل إلى السوريين متجاوزاً الولايات المتحدة، ومن دون مشاركة الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية، وافق فيها على الانسحاب من الجولان في مقابل إبقاء محطات للإنذار المبكر في جبل الشيخ ومواقع أخرى، إضافة إلى ترتيبات أمنية واسعة. ونقلت صحيفة «معاريف» أن نتنياهو حاول إجراء اتصالات مع السوريين في باريس للتوصل معهم إلى اتفاق من دون علم الأجهزة ومن وراء ظهر واشنطن. كما أنه أراد إرسال طائرات من نوع أباتشي لقصف مواقع حركة حماس في قطاع غزة، وكان يفكر في إرسال فرقة كوماندوس إسرائيلية لاقتحام سجن أريحا وقتل من بداخله من عناصر حماس والجهاد الإسلامي، كما فكر في احتلال نابلس خلال أحداث النفق عام 96 رداً على مقتل ستة جنود إسرائيليين في محيط موقع قبر يوسف، كما أراد إرسال طائرات لقصف بغداد قبيل العدوان الأميركي البريطاني على العراق أواخر العام الماضي .

العلاقات اليمنية ـ الأميركية

                اجتمع الرئيس اليمني مع الجنرال زيني قائد القوات المركزية الأميركية الذي بدأ الاثنين 26/4 زيارة لليمن لمدة يومين. وقيل إن الزيارة تستهدف الإطلاع على عمليات التدريب المشتركة بين العسكريين اليمنيين والأميركان من أجل نزع الألغام التي خلفتها حرب الانفصال صيف عام 1994، ولكن تردد في اليمن أن زيني سيعرض على المسؤولين اليمنيين إنشاء قاعدة عسكرية أميركية في جزيرة سوقطرة، وتخزين أعتدة وأسلحة أميركية في اليمن، ومعلوم أن لأميركا تسهيلات بحرية في ميناء عدن، وتعمل مع السلطات اليمنية لإزالة حطام السفن التي غرقت في شواطئ عدن. وتتزامن الزيارة مع مناقشة مشروع قانون الخصخصة الذي قدّمته الحكومة لمجلس النواب، والذي يثير نقاشاً حاداً بين الحكومة ومجلس النواب. وللتذكير فإنه تم الإعلان منذ أكثر من شهر عن تشـكـيل لجنة في اليمن مهمتها إقرار المناهج الدراسية ومراجعتها، وقد تزامن ذلك مع الإعلان عن منح البنك الدولي قرضاً لليمن قيمته مائة مليون دولار .

 

إخوان الأردن تحت الراية الهاشمية

                اجتمع ملك الأردن يوم 18/3 مع قيادة جماعة الإخوان المسلمين في الأردن برئاسة عبد المجيد الذنيبات المراقب العام للجماعة. وأعرب الملك عن تقديره للدور «الأخلاقي والاجتماعي والوطني» الذي تؤديه الحركة الإسلامية (طبعاً جماعة الإخوان) مستذكراً مواقفها «الوطنية المشرفة إلى جانب الوطن واستقراره عبر العقود الماضية». وقد خاطب الذنيبات الملك في الاجتماع الذي استغرق ساعة بقوله: «نحن معك يا جلالة الملك، ونحن معك فريقاً واحداً وجسماً واحداً، ونثق بك ملكاً وقائداً لمرحلة جديدة ودور كبير» وأكد أن الجماعة تنظر إلى الأردن «بوابة للفتح على رغم ما كان يتوقعه المتربصون والذين راهنوا على استمراره بعد جلالة الملك الحسين»، وأكد وقوف الجماعة «خلف القيادة الهاشمية، وتحت رايتها»، وقدّمت الجماعة مذكرة تفصيلية تضمنت رؤيتها للقضايا السياسية كافة، خصوصاً ما يتعلق بـ «تعميق المنهج الديموقراطي وترسيخ الحريات العامة سواء على مستوى الأداء أو التشريعات.» .

 

الاحتفال بـِ « عيد النار » في إيران

                لأول مرة منذ ثورة الخميني في إيران، تسمح وزارة الداخلية بشكل رسمي بالاحتفال بالنار، وتقدّم النصائح والإرشادات عن كيفية الاحتفال، والوقاية من مخاطر النار. ويكون الاحتفال عشية الأربعاء الأخير من السنة الإيرانية التي تنتهي في العشرين من آذار (مارس) من كل عام ميلادي؛ واختلف في أصل هذا التقليد الذي يعود إلى عشرات القرون، أي إلى ما قبل البعثة المحمدية، فمنهم من يردّه إلى العام 1725 قبل الميلاد، عندما أطلق زرادشت دعوته الإصلاحية، واتخذ من النار رمزاً له. ومنهم من يقول إن زرادشت نفسه ولد في مثل هذه الليلة. وقد ترافقت هذه الاحتفالات مع الذكرى السنوية لوفاة الإمام التاسع لدى الشيعة الإمامية محمد التقي الجوّاد. الأمر الذي دفع أوساطاً مؤمنة مخلصة إلى استنكار هذه الاحتفالات.

                كما احتفلت إيران بما يسمى «عيد النوروز» كعادتهم كل عام. وهو من أعياد الفرس. وهو الأهم بين الأعياد في إيران، حتى بعد قيام الثورة، حتى إن قائد الثورة الإمام الخميني رفض إلغاء هذا الاحـتـفـال كمـا طالـب عدد من الرجال المؤمنين. واعتبره من الأيام التي يُـندب صيامها .

 

عداء حكام تركيا للإسلام

                حظرت السلطات العلمانية في تركيا على الضباط الذين أحيلوا على التقاعد لقيامهم بنشاطات إسلامية (ومنها الصلاة أو قراءة القرآن أو حمل نسخة من المصحف الشريف)، وعلى أفراد عوائلهم، حظرت عليهم دخول دور الضباط ومنشآت الراحة والاستجمام والمعسكرات. ووصفتهم بأنهم الضباط الذين فصلوا من الجيش لقيامهم بنشاطات «أصولية وانفصالية وهدامة.».

                وفي الوقت نفسه سمحت الحكومة بالاحتفال بـ «عيد النوروز»، وهو عيد كفار، واحتفل رئيس الوزراء السابق مسعود يلماظ بهذا العيد مع زوجته، ودارا حول النار، وقفزا من فوقها، ومعهما أقطاب حزب «الوطن الأم» .

 

مسجد جديد بالناصرة

                شهدت مدينة الناصرة الفلسطينية المحتلة صدامات بين المسلمين والنصارى بشأن إقامة مسجد على وقف شهاب الدين، ويصر المسلمون على أن قطعة الأرض وقف، ويجب أن يُشاد عليها مسجد، بينما يصر رئيس البلدية النصراني على أنها من أملاك الدولة وأن الجهة الصالحة للتفاوض هي الدولة وليست البلدية. ويعمل المجلس البلدي على أن تصبح قطعة الأرض ساحة عامة تستخدم موقفاً للسيارات في الاحتفالات التي ستقام في عيد الميلاد القادم تحت شعار «الناصرة 2000»، والتي يتوقع أن يشهدها مئات الآلاف من الزوار. وقد تم الاتفاق على بناء المسجد على قطعة الأرض، ويترك أمر تقدير مساحته لمفاوضات بين ممثل عن البلدية، وممثل عن لجنة الدفاع عن الوقف، وممثل عن حكومة العدو. والمستهجن أن يتدخل بابا روما في الأمر. وينقل عن مصادر الفاتيكان، أن البابا قد لا يزور فلسطين المحتلة في هذه المناسبة احتجاجاً على موافقة دولة العدو على بناء المسجد، على أرض وقف لا يجوز تغيير جهة الوقف أبداً .

 

تجنيد فلسطينيين للمخابرات الأميركية

                نشرت مجلة روز اليوسف المصرية في العدد 3694 27/3 ـ 2/4 /1999 ما يلي:

                أقامت وكالة الاستخبارات الأميركية CIA مكاتب لها في مدن غزة ورام الله والخليل، وجهزتها بأحدث التقنيات اللازمة لعملها، وقد أبلغت الوكالة سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية بأنها تعتزم تجنيد عدد من الشباب الفلسطينيين برواتب عالية تصل إلى 60 و80 ألف دولار سنوياً ممن يتقنون اللغتين العربية والإنجليزية للعمل لديها بعد أن يحصلوا على ترشيح من أجهزة الأمن الذاتي وشهادة حسن سلوك رسمية صادرة من السلطة الفلسطينية.

                وذكر المركز الإعلامي الفلسطيني أن الوكالة تعاني من عجز واضح في عدد العاملين بصفوفها من الناطقين باللغة العربية … وأضاف المركز الفلسطيني أن  العديد من المراقبين يبدون خشيتهم من أن تحول وكالة الاستخبارات الأميركية مكاتبها في أراضي فلسطين لمراكز تجسس إقليمية تهدف لمراقبة الدول العربية، لا سيما أن من بين مقترحاتها لأزمة الكادر استخدام طلبة الجامعات الفلسطينيين سواء في الأراضي الفلسطينية أو في الدول العربية وبعض البلدان الأوروبية بعد إخضاعهم لدورات أمنية في أميركا .

 

اتقوا الله في المعتقلين

                نشرت جريدة «الشعب» المصرية في عددها الصادر في 12/3/99 تقريراً عن أوضاع المعتقلين بسجن الوادي الجديد والذي يقيم بين جدرانه أربعة آلاف معتقل دون محاكمة بتهمة الانتماء إلى الجماعات الإسلامية، جاء فيه «في هذا السجن تبدأ خطة القتل البطيء من البوابة، حيث يستقبل المعتقلون بالضرب المبرح بالكابلات والهراوات الخشبية فيسحلون سحلاً، ثم يطلب منهم خلع جميع ملابسهم عدا الشورت الداخلي. وتتم مصادرة هذه الملابس. ثم يعطى لكل واحد منهم غيار داخلي واحد وبنطلون … وبعد هذا الاستقبال الوحشي تقوم إدارة السجن بحشر المعتقلين في زنازين ضيقة بأعداد تصل إلى 25 معتقلاً في زنزانة لا تتجاوز مساحتها 20 متراً وسيئة التهوية. ولا تستر أجسادهم في ذروة برد الشتاء سوى الفانيلة الداخلية والبنطلون. أما الطعام فلا يصرف إلا بكميات لا تسد جوعاً ولا تقيم جسداً وبنوعيات لا تفي إلا بنسبة ضئيلة من احتياجات الجسم … وأخذت الأمراض الخطيرة طريقها إلى الانتشار بين المعتقلين، كالالتهاب الكبدي (60 حالة)، والدرن الرئوي (حوالي 200 حالة)، ولا يتم الكشف على المرضى إلا على من أشرف منهم على الهلاك ولا تسمح إدارة السجن بدخول أطعمة إلا بكميات ضئيلة جداً، ويمنع دخول الأسماك والفواكه والحلويات.» .

 

معدات إسرائيلية لإيران

                ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية في 21/3 أن شركة إسرائيلية وقعت في معرض كولونيا الدولي في ألمانيا، عقوداً مع ثلاث شركات إيرانية لبيعها معدّات صناعية، عبر شركة وهمية في اليونان. وقد تم توقيع العقود في الجناح الإسرائيلي من المعرض، ويرى ممثلو الشركات الإيرانية الثلاث أن طهران يمكن أن تسمح قريباً بمبادلات تجارية مباشرة بين إسرائيل وإيران. هذا في الوقت الذي تواصل إسرائيل حملتها لوقف بيع تكنولوجيا متطورة من الصين وروسيا إلى إيران .

 

رؤية ليبيد للعلاقات الأميركية الروسية

                أجرت صحيفة «دير شبيغل» الألمانية مقابلة مع الجنرال الروسي الكسندر ليبيد قال فيها: «منذ زمن وعلاقتنا بالولايات المتحدة لم تعد علاقة شراكة، إنها علاقة السيد بكلبه يغذيه ويداعبه أو يضربه أحياناً» وأضاف أن مثل هذه العلاقة لا تسمح بالتحول إلى «شريكين في المفاوضات»، وندّد بما سماه عدوان الحلف الأطلسي ضد يوغوسلافيا مشيراً إلى ضرورة «توضيح أن يوغوسلافيا من ضمن دائرة المصالح الروسية» ولدى سؤاله حول منح ألبان كوسوفا حكماً ذاتياً، أجاب: «لمَ لا» على الأقل كالذي أقامه تيتو في المنطقة .

 

ديموقراطية مصطفى مشهور

 

                أجرت جريدة «الحقيقة» الأسبوعية المصرية حواراً مع مصطفى مشهور المرشد العام للإخوان. نشرت نصه «رسالة الإخوان» الأسبوعية الدورية في العدد رقم 132 تاريخ 19/3/99. جاء فيه رداً على سؤال عن «تقييمكم للأوضاع في مصر» : «لقد أعلنا أننا مع الديموقراطية التي تعني حق الإنسان في الحرية والأمن وحقه في اختيار مسؤوليه وممثليه من خلال انتخابات حرة ونزيهة. والأمر يقتضي إطلاق الحريات وإلغاء قانون الطوارئ وجميع القوانين الاستثنائية»؛ وفي تعليقه على ما ورد في أحد تصريحات مأمون الهضيبي «إن الإصلاح السياسي مقدّم على تطبيق الشريعة الإسلامية» قال مشهور: «ومن المهم أن أذكر أن تطبيق شرع الله يعني فيما يعني العمل بالشورى، والعمل بالشورى يعني كفالة حق الاختيار، وحق المشاركة والحريات والحقوق في إطار الشورى، ومن ثم فإن تطبيق الشرع يعني إطلاق الحريات.». وفي دفاعه عن اتهام بعض الجماعات للإخوان أنهم يهادنون الحكومة ويتجنبون الصدام معها، قال: «نحن لا نسعى إلى الصدام ولا نشعل فتيلاً لحروب. ولكن نحن دعاة إلى الله، ندعو للحب والأخوة، وما فيه الصالح العام وخير الأمة»، وعن موقفهم من أقباط مصر أكد «أن الإخوان مع حق كل إنسان في الحرية والأمن وحقه في تشكيل حزبه وإصدار صحفه.» .

 

إسرائيل وحرب البلقان

                لم تتخذ إسرائيل موقفاً واضحاً عن عمليات حلف الأطلسي ضد يوغوسلافيا، فرئيس وزراء العدو اليهودي قال على مضض إنه يتفهم قصف ناتو الجوي ضد صربيا، بينما قال وزير خارجيته شارون إن «إسرائيل تنظر بخطورة إلى أي عمل قتل أو ذبح للأبرياء» وهو يقصد طبعاً قصف الصرب؛ وقد نقل عن شارون قوله في جلسات مغلقة أنه «لا يوجد صالحون أو أشرار في المأساة الجارية في يوغوسلافيا، فصالحو الأمس هم أشرار اليوم والعكس صحيح» وأعرب عن اعتقاده بأن ما يجري في يوغوسلافيا «يلزم إسرائيل باستخلاص العبر وعليها أن تنظر إلى أمام … في اللحظة التي تعرب فيها عن تأييدها لنمط العمل الذي يشهده في كوسوفا، فإنها (إسرائيل) قد تصبح الضحية التالية» وأضاف: «تصوروا أن يقرر العرب في الجليل يوماً ما المطالبة بحكم ذاتي على صلة بالسلطة الفلسطينية». ويبدو أن شارون يحاول تمويه موقفه. إذ إن ما يجري في الصرب كان ظاهره وقف المجازر والتهجير ضد مسلمي كوسوفا. فهل يفكر شارون في مجازر وتهجير بحق الفلسطينيين ؟ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *