العدد 145 -

السنة الثالثة عشرة – صفر 1420 هـ – حزيران 1999م

وَدِّعْ … ولا توَادِعْ !!

          اعتقلت السلطات الغاشمة في أوزبيكستان مجموعة من حملة الدعوة الإسلامية، الذين يعملون مع حزب التحرير بالطريق الفكري والسياسي لاستئناف الحياة الإسلامية بإيجاد دولة الخلافة الراشدة، وقد قتلت أحد هؤلاء الشباب عمر علييف تحت التعذيب الشديد تنفيذاً لتهديد رئيس أوزبيكستان اليهودي الكافر إسلام كريموف، بقتل المئات من هؤلاء الشباب من أجل استئصال هذه الدعوة المباركة، وأنى له ذلك ، ومسلمو أوزبيكستان، كغيرهم من مسلمي العالم، يتشوقون للعيش في ظلال راية القرآن، ويعمل الكثيرون منهم من أجل تحقيق هذه الغاية العظمى، التي أصبحت قريبة بمشيئة الله وفضله. وهذه قصيدة في رثاء الشهيد عمر علييف.

وَدِّعْ … ولا توَادِعْ !!

وَدِّعْ مَهَابَةَ طَاغُوتٍ وأوثانِ
حطِّمْ بيُمْنَاكَ سُورَ المستحيلِ، أَبِدْ
وَلْتَحْقِرِ النارَ، فالأُخْدُودُ تَرْدُمُهُ
حَرِّرْ ولاءَكَ وابْرَأْ مِنْ ضَلاَلَتِهِمْ
ضَعْ تحتَ رِجْلِكَ مَا للكفرِ مِنْ مَدَدٍ
إِنْ أَوْقَفُوكَ فقدْ أَطْلَقْتَ زوبعةً
إِنْ عذّبوكَ فقدْ عذَّبْتَ أعينَهُمْ
إنْ
أعدَموكَ فقدْ أعدَمْـتَ هَيبَـتهُـمْ

 

أنتَ الشهيدُ، بإذنِ اللهِ، يا «عمرٌ»
خَليفَتانِ شهيدانِ احْتَوَيْتَهُما
شِئْتَ الخلافةَ أَنْ تُعْلَى بيارِقُهَا
عاهَدْتَ ربَّكَ أنْ تَفْنَى دويلَتُهمْ
عاهَدْتَ ربَّكَ أنْ تَجْتَثَّ شوكَتَهُمْ
مَنْ يعشقِ النّورَ لا يَرضَ البديلَ لهُ
شَقَقْتَ
ثَوْبَ الدُجَى بالفِكْـرِ تَحمِلُـهُ

 

وسلعةُ اللهِ ـ يا بُشْرَاكَ ـ غاليةٌ
يا
صِـنْوَ «حمـزَةَ» حُبُّ اللهِ أوجبَهَـا

 

عَهداً، على الدربِ نبقَى، لا موادَعَةٌ
عَهداً، على الدربِ نبقَى، أو سنَمْلَؤُهَا
لا سجنَ، لا ضربَ، لا تشريدَ يَمنعُنَا
سَنعبُر البَحْرَ مهمَا أُغْرِقَتْ سُفنٌ
حَتى يُتمّمَ هذا النورَ خالقُهُ
ويومَـذاكَ
أنوفُ البَغْـيِ صَـاغِـرَةٌ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

|||

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

|||

 

لتَبْعَثَ الفجرَ منْ أشلاءِ أكفانِ
وَهْمَ السُجونِ، وأرْبِكْ كلَّ سَجَّانِ
أجسادُ مَنْ صَدقوا المولَى بإيمانِ
إرفعْ نداءَكَ، أسْمِعْ صُمَّ آذانِ
وَارْكُلْ ظلاماتِ حُكَّامٍ وتيجانِ
منْ قُمْقُمِ القَهْرِ، لنْ تُمْنَى بخذْلانِ
فلا قرارٌ ولا نومٌ لأجفانِ
وقُلْتَ
للكفرِ: مُتْ أَحْكُـمْ بقُرآنِـي

 

فارْقَ الجِنانَ «عَلِيّاً» غَيْرَ ظَمْآنِ
في الاسمِ، أَبْشِرْ بفَأْلٍ منْ دَمٍ قَانِ
ويزهَقَ الشركُ في دستورِ شَيطانِ
ليَنْهضَ الحقُّ منْ أنقاضِ بُنْيَانِ
لِتُنْبِتَ الأرضُ عُـبّـاداً لدَيّانِ
أيُغْمِضُ الجَفْنَ عن زورٍ وبُهْتانِ؟
لا
بالسـيوفِ ـ وكانتْ قيدَ إمكـانِ

 

وهلْ يُوازِي جنانَ الخُلْدِ مِنْ ثانِ؟
نصيحـةً
قدْ تلاهَـا سيفُ سلطـانِ

 

للظالمينَ، ولا نَقْضٌ لأَيْمَانِ
جثمانَ ذِي جُرْأَةٍ
في إثرِ جثمانِ
سنَخْرقُ الموجَ ممزوجَاً بنِيرانِ
وأُطلِقَتْ حممٌ منْ كلِّ بُرْكانِ
ويظهرَ الحقُّ، يعلو كلَّ أديَانِ
ومِلَّةُ
الكفـرِ تَبكِي مجـدَهـا الفَانِـي

                 أيمن القادري

 

«الانتخابات الإسرائيلية»

            منذ إخفاقه في الالتزام بتنفيذ اتفاقية ‹‹واي ريفر›› كان على نتنياهو أن يتنحى عن الحكم، وكان على حزب الليكود أن يعيد النظر في فكرة ‹‹أرض إسرائيل الكبرى››. وبالفعل فقد اضطر نتنياهو إلى تبكير موعد الانتخابات، فخسرها هو وحزبه وكسب حزب العمل بقيادة باراك معركة الانتخابات لأنه انحنى أمام العاصفة، وخضع للضغط الأميركي، وقبل باستئناف المسار السوري وما يترتب عليه من انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ومن هضبة الجولان؛ وما وعْد باراك بالانسحاب من لبنان خلال عام سوى وعد لأميركا بالعمل على انسحاب إسرائيل من الجولان، وقد بدأت تباشير الانسحاب بانكفاء الميليشيات العميلة من جزين خلال أسبوع أو أسبوعين.

            لكن مجال المناورة أمام باراك وحزبه ضيق جداً، فهو لا يستطيع القيام بمغامرات جديدة مع الأردن والفلسطينيين على غرار اتفاقات أوسلو ووادي عربة بعيداً عن أعين الأميركيين، لأن الظروف قد تغيرت عما كان عليه الحال إبان حكم رابين/بيريس، فهذه الاتفاقات قد تم وضع اليد عليها أميركياً، ولم يعد هناك فراغ ممكن النفاذ من خلاله. ووضع الملك عبد الله من الضعف بمكان بحيث لا يملك الحنكة في حبك المؤامرات كأبيه، فهو مضطر لمراضاة الكل؛ ولأن وضع الأردن الاقتصادي من حيث الحاجة للدعم الأميركي يحول دون ارتمائه في أحضان إسرائيل وحدها خاصة وأن نفوذ كل من سوريا ومصر والسعودية على الأردن عاد لينافس النفوذ الإسرائيلي فيه.

            إن هذا كله يعني أن هامش التحرك بعيداً عن النفوذ الأميركي ومجال المناورة لليهود قد ضاقا إلى أبعد الحدود. ويبدو أن باراك قد اختار جانب التنازل لأميركا على المسارين السوري واللبناني مقابل الحفاظ على تجميد المسار الفلسطيني أو جعله يراوح مكانه أو يسير بسرعة السلحفاة فلا يتقدم في شيء سوى في تكملة تطبيق بنود اتفاق ‹‹واي ريفر›› فقط، وقد أرسل رابينوفتش، رئيس الجانب المفاوض مع سوريا إلى واشنطن من أجل استئناف المفاوضات على المسار السوري، وتعالت أصوات بالتحذير من فخ التسابق بين المسارات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *