العدد 270-271 -

السنة الثالثة والعشرون ـ العددان 270 – 271

الخلافة في عيون الغرب

الخلافة في عيون الغرب

 

إذا أردتَ الحديثَ عن الخـلافة من وجهةِ نظرِ الدولِ الغربيةِ فأنتَ تتحدثُ عن انتهاءِ سيطرةِ هذه الدولِ على العالمِ وانتهاءِ استعماره لها، وأنتَ تتحدثُ كذلكَ عن مشروعٍ حضاريٍ قويِ الأوتادِ صلبِ الشكيمةِ يمثلُ تحدياً عالمياً للحضارةِ الغربيةِ بل بديلاً لها أي أنكَ تتحدثُ عن نظامٍ عالميٍ جديد “نموذجٍ أيديولوجيٍ بديلٍ لليبراليةِ العلمانيةِ الغربية”، وإذا تحدثت عن الخـلافة فأنتَ تتحدثُ عن كابوسٍ يقضُ مضاجعَ الغرب وباتَ يؤرقُهم في نومِهم ويقظتِهم، وأنتَ تتحدثُ عن “إمبراطوريةٍ إسلاميةٍ شموليّةٍ (كما يصرح زعماء الغرب) تغطّي أراضيَ الإسلامِ الراهنةِ والماضيةِ، لتمتدَ من أوروبا إلى شمال أفريقيا إلى الشرقِ الأوسطِ وإلى جنوبِ شرقِ آسيا” ما يجعلُها أهلاً لتولي قيادةِ العالمِ من جديد، وإذا تحدثتَ عن الخـلافة فأنت تتحدثُ عن تطبيقِ الشريعةِ وتوحيدِ بلادِ المسلمين وقلعِ النفوذِ الاستعماري منها وهو أمرٌ لا يُحتملُ لدى الدولِ الغربيةِ “إن تحكيمَ الشريعةِ في العالمِ العربي، وإقامةَ خلافة واحدةٍ في بلاد المسلمين.. وإزالةَ نفوذِ الغربِ منها أمرٌ غيرُ مسموحٍ به ولا يمكن احتمالُه البتة”.

القضاء على الخـلافة كان هماً يسعى الغرب دائماً لتحقيقه، وقد حققه بعد الحرب العالمية الأولى. يقول كرزون وزير خارجية بريطانيا الذي هدمت الخـلافة في عهده: «لقدْ قضينا على تركيا، التي لنْ تقومَ لها قائمةٌ بعدَ اليومِ .. لأننا قضينا على قوتِهَا المتمثلةِ في أمرينِ: الإسلامِ والخـلافة» وها هو ذا الهم نفسه بدأ يؤرق الغرب من جديد، بعد أن جمع المسلمون عزمهم من جديد لإعادة الخـلافة إلى المسرح الدولي،

وهذه بعض التقارير والمقالات والتحليلات المتعلقة بتوقع الغرب لعودة الخـلافة وقلقه حيال ذلك:

– أعلن بوتين رئيس روسيا السابق في كانون أول سنة 2002م: «إن الإرهاب الدولي أعلن حرباً على روسيا بهدف اقتطاع أجزاء منها وتأسيس خلافة إسلامية» وكان بوتين يتحدث في حوار تلفزيوني مباشر أجاب خلاله عن 50 سؤالاً اختيرت من بين مليوني اتصال هاتفي من سكان روسيا.

– نشر موقع مفكرة الإسلام www.islammemo.com في أواخر سنة 2002م الخبر التالي تحت عنوان “جهاز الاستخبارات الألماني يحذر من قيام الخـلافة “: «يقوم رئيس جهاز الاستخبارات الألماني أوغست هانينغ بجولة في عدد من الدول العربية بدأها بمنطقة الخليج التقى خلالها بقادة عدد من أجهزة الاستخبارات العربية. وكان ملف العراق والأصولية الإسلامية هما أبرز الموضوعات بالنسبة للرجل الذي يرأس واحداً من أنشط أجهزة الاستخبارات الدولية. وفي شأن الأصولية الإسلامية فإن محللي الاستخبارات الألمانية يتوقعون أن يشن الألوف من أنصار الحركات الإسلامية في أوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزيا هجوماً واسعاً هدفه إقامة دولة الخـلافة في المنطقة. والمسؤولون الألمان يولون توقعات جهاز الاستخبارات قدراً كبيراً من الثقة والمصداقية».

– قال هنري كيسينجر في خطابٍ لهُ ألقاهُ في الهندِ بتاريخِ السادسِ مِنْ تشرينَ الثاني 2004م في مؤتمرِ هندوستان تايمز الثاني للقادةِ ما يلي: «إنَّ التهديداتِ ليستِ آتيةً مِنَ الإرهابِ، كذلِكَ الذي شهدناهُ 11 أيلولْ/ سبتمبر، ولكنَّ التهديدَ آتٍ منَ الإسلام الأصولِيِّ المتطرفِ الذي عملَ على تقويضِ الإسلامِ المعتدلِ المناقضِ لما يراهُ الأصوليونَ في مسألةِ الخـلافة الإسلامية».

– وقالَ كيسينجر أيضاً: «إنَّ العدوَّ الرئيسيَّ هو الشريحةُ الأصوليةُ الناشطةُ في الإسلامِ التي تريدُ في آنٍ واحدٍ قلْبَ المجتمعاتِ الإسلاميةِ المعتدلةِ وكلِّ المجتمعاتِ الأخرى التي تَعتبرُهَا عائقاًً أمامَ إقامةِ الخـلافة ». [مجلةُ النيوزويك في عددِهَا الثامنِ من نوفمبر 2004م].

– نشرت صحيفة الحياة في 15/1/2005م تقريراً نشرته رويترز في واشنطن، ويحتوي هذا التقرير على تنبؤات تستند إلى تشاور تم مع ألف خبير من قارات العالم الخمس، حول توقعاتهم المستقبلية حتى عام 2020م، ويهدف ذلك التقرير إلى مساعدة رجال الاستخبارات، ورجال السياسة؛ لمواجهة تحديات السنوات المقبلة. وتوقع التقرير «استمرار الهجمات الإرهابية». وتحدث التقرير عن أربعة سيناريوهات محتملة لتطور الأوضاع في العالم، وكان السيناريو الثالث الذي حذَر منه التقرير هو « الخـلافة الجديدة» كما أسماها التقرير.

– وتحدثَ رئيسُ وزراءِ بريطانيا السابقُ توني بلير أمامَ المؤتمرِ العامِ لحزبِ العمالِ في 16/7/2005م، فقالَ: «إننا نُجابِهُ حركةً تسعى إلى إزالةِ دولةِ إسرائيلَ، وإلى إخراجِ الغربِ منَ العالمِ الإسلاميِّ، وإلى إقامةِ دولةٍِ إسلاميةٍ واحدةٍ تُحَكّمُ الشريعةَ في العالمِ الإسلاميِّ عن طريقِ إقامةِ الخـلافة لكلِّ الأمةِ الإسلاميةِ».

– وصرّحَ كذلكَ في سبتمبر/ أيلول 2005م قائلاًً: «خروجُنَا منَ العراقِ الآنَ سيؤدي إلى ظهورِ الخـلافة في الشرقِ الأوسط».

– صرّحَ بوش في6 /10/2005م، مشيراًً إلى وجودِ استراتيجيةٍ لدى مسلمينَ تهدفُ إلى إنهاءِ النفوذِ الأميركيِّ والغربيِّ في الشرقِِ الأوسطِ، فقالَ: «إنَّه عندَ سيطرتِهِم على دولةٍ واحدةٍ سيستقطبُ هذا جموعَ المسلمينَ، ما يُمكنُهُم منَ الإطاحةِ بجميعِ الأنظمةِ في المنطقةِ، وإقامةِ إمبراطوريةٍ أصوليةٍ إسلاميةٍ منْ إسبانيا وحتى إندونيسيا».

– ويقولُ وزيرُ الداخليةِ البريطانيِّ تشارلز كلارك في كلمةٍ له في معهدِ هيرتيج في 6/10/2005م: «لا يُمكنُ أنْ تكونَ هناكَ مفاوضاتٌ حولَ إعادةِ دولةِ الخـلافة ولا مجالَ للنقاشِ حولَ تطبيقِ الشريعةِ الإسلامية».

– وصرحَ جورج بوش في  خطابٍ له للأمةِ الأميركيةِ في 8/10/2005م قائلاًً: «يَعتقدُ المقاومونَ المسلحونَ أنَّهم باستيلائِهِم على بلدٍ واحدٍ سيقودونَ الشعوبَ الإسلامية ويمكنونَهُم منَ الإطاحة بكافةِ الحكوماتِ المعتدلةِ في المنطقةِ، ومنْ ثَمَّ إقامةَ امبراطوريةٍ إسلامية ٍمتطرفةٍ تمتدُّ منْ إسبانيا إلى إندونيسيا».

–  وفي 5/12/2005 قالَ وزيرُ الدفاعِ الأميركيِّ دونالد رامسفيلد في تعليقٍ له حولَ مستقبلِ العراقِ وكانَ ذلكَ في جامعةِ جون هوبكنز: «ستكونُ العراقُ بمثابةِ القاعدةِ للـخلافة ِ الإسلاميةِ الجديدةِ التي ستمتدُّ لتشملَ الشرقَ الأوسطَ وتهددُ الحكوماتِ الشرعيةَ في أوروبا وأفريقيا وآسيا وهذا هوَ مخططُهُم، لقدْ صرَّحُوا بذلكَ وسنقترِفُ خطأً مروِّعًاً إذا فشلنا في أنْ نستمعَ ونتعلم».

– ذكرت جريدة “مليات” التركية في 13/12/2005م نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز أن «أصحاب الصلاحية في إدارة بوش باتوا يتداولون كلمة « الخـلافة » في الآونة الأخيرة كالعلكة. لقد باتت إدارة بوش تستخدم وصف الخـلافة قاصدةً به الإمبراطورية الإسلامية، التي كانت في القرن السابع تمتد من الشرق الأوسط وحتى آسيا الجنوبية، ومن شمال أفريقيا إلى إسبانيا…».

– وكتب المعلق الأميركي “كارل فيك” في صحيفة الواشنطن بوست، في 14/1/2006م، تقريراً مطولاً ذكر فيه أن «إعادة إحياء الخـلافة الإسلامية، الذي يهاجمه الرئيس الأميركي جورج بوش، يتردد في أوساط السواد الأعظم من المسلمين»، وذكر أن «المسلمين يعتبرون أنفسهم جزءاً من «الأمة» التي تشكل قلب الإسلام، كما ينظرون إلى الخليفة كشخص جدير بالاحترام». وأشار هذا المعلق إلى أن «حـزب التحـرير، الذي ينشط في عدد من البلدان عبر العالم، يصرح بأن هدفه هو إعادة الخـلافة لسابق عهدها».

– يقول الـ”د. أحمد القديدي” وهو تونسي مقيم في الخارج في مقال نشر له في صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 17/5/2006م تحت عنوان “العلماء الأميركيون يتوقعون عودة الخـلافة عام 2020م يقول «في الصفحة 83 من التقرير الخطير الصادر هذه الأيام عن مؤسسة “روبير لافون” للنشر الباريسية بعنوان: «كيف ترى المخابرات الأميركية العالم عام 2020م؟» نقرأ الفقرة التالية: سوف يتمتع الإسلام السياسي من هنا إلى عام 2020م بانتشار واسع على الصعيد العالمي، ونتوقع أن ترتبط الحركات الإسلامية العرقية والوطنية ببعضها البعض، و تسعى ربما إلى تأسيس سلطة تتجاوز الحدود القومية». ويتابع فيقول: «هذا بالضبط ما يتوقعه علماء أميركيون وأشهرهم على الإطلاق عالم الاجتماع وأكبر خبراء استشراف المستقبل “ألفين توفلر” صاحب كتاب -صدمة المستقبل- و العالم “تيد غوردن” أكبر خبراء المشروع: ميلينيوم بروجكت الذي أنجزته منظمة الأمم المتحدة، و العالم “جيم ديوار” من مؤسسة راند كوربوريشن، والعالم “جاد ديفيس” المخطط لكل برامج شركة شل البترولية و غير هؤلاء من الأعلام الذين لا يشق لهم غبار في علوم استشراف المصير». ويضيف: «وبالطبع فان هذه الكوكبة من الأساتذة الجهابذة عملوا لمدة عامين لفائدة الوكالة المركزية للمخابرات بواشنطن، وخرجوا بتقرير خطير وأمين يرسم ملامح العالم بعد 15 سنة من اليوم، كما يرونه و من خلال المؤشرات التي بين أيديهم».

– يقول قائدُ قواتِ التحالفِ الصليبيةِ المشتركةِ في العراقِ المحتلِ ريتشارد مايرز: «إنَّ الخطرَ الحقيقيَّ والأعظمَ على أمنِ الولاياتِ المتحدةِ هو التطرفُ الذي يسعى لإقامةِ دولةِ الخـلافة كما كانت في القرنِ السابعِِ الميلاديِّ، وإنَّ هذا التطرفَ ينتشرُ بأماكنَ أكثرَ منَ العراقِ بكثيرٍ، ولكنه أيضاً يعملُ في العراقِ وينتشرُ فيهِ ويُحرضُ المقاومينَ على الأعمالِ الماديةِ ضدَّ أميركا في العراقِ».

– نشرموقع الشاشة الإعلامية العالمية (Media monitors) في 31/1/2006م مقالاً لمؤلفه نعمان حنيف، وفيه قراءة متأنية ونظرة ثابتة، ورؤية مستقبلية لما سيؤول إليه الصراع بين الغرب والإسلام. والذي سيصل بنظره إلى نتيجة واحدة وهي أنه «ليس لدى الغرب أي خيار سوى قبول حتمية الخـلافة ». وجاء المقال تحت عنوان: « الخـلافة: تحدي الإسلام للنظام العالمي». وجاء فيه: «يسود اعتقاد ديني لدى الحركة الإسلامية المتطرفة بمشروعية دولة الخـلافة على أنها قلعة لاستعادة القوة الإسلامية ووسيلة تتحدى بها تفرد الحضارة الغربية… وقد تختلف الحركة الإسلامية بناء على مصادرها من القرآن الكريم والتاريخ الإسلامي حول منهجيتها لإحياء الخـلافة بالعمل الجهادي أو الإصلاحي أو السياسي؛ إلا أنها تجمع بكل أطيافها على هدف إعادة الخـلافة». ويقول: «إن الخـلافة حسب تعريف الحركة السنية الإسلامية هي رئاسة عامة لكل المسلمين تهدف إلى تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وحمل الرسالة الإسلامية إلى كل العالم…». ويقول: «لقد نجحت الحركة الإسلامية بتقديم نموذج أيديولوجي بديل لليبرالية العلمانية الغربية للجماهير المسلمة حيث يتفق هذا النموذج مع القرآن. ويشكل إحياء الخـلافة ذروة هذا النموذج ووسيلة لتحدي البناء العالمي المسيطر عليه من قبل الغرب…». ويقول: «وفي الواقع، إن القول بأن الإسلام السياسي قد فشل لأنه لم يتمكن من التأقلم مع الحداثة الغربية ومع البنية السياسية الغربية لا يعتبر محاكمة لفشل الإسلام السياسي، بل إنه برهان آخر على أن الإسلام وهندسة السياسة الغربية لا يتلاءمان من الأصل. ومن ناحية أخرى فإن قيام الحركات الإسلامية بتقديم بنية الخـلافة كبديل سياسي ونظامي للأنموذج الغربي العلماني الحالي، يمثل نجاحاً للإسلام السياسي»، ويقول: «إن السياسة التي تقوم على مهاجمة فكرة الخـلافة بربطها بالعنف السياسي لحركة الجهاد لن يزيل مشروعيتها المستمدة من القرآن. وقد لا يتفق العالم الإسلامي تماماً مع الطرق المسلحة لحركة الجهاد إلا أنه لا نقاش حول مشروعية الخـلافة في القرآن. ولدى الحركة الإسلامية التي تحمل المنطق السياسي وعدم اللجوء للعنف نداء أعمق وأوسع، حيث تعتبر الراعية لفكرة إحياء الخـلافة ، ويعتبر أي هجوم على الخـلافة هجوماً على الإسلام».

– وفي 5/9/2006م عاد جورج بوش لِيَتحدث عنِ الخـلافة فقال: «إنَّهم يسعَوْنَ إلى إقامة دولتِهِمُ الفاضلةِ الخـلافة الإسلامية، حيثُ يُحكَمُ الجميعُ من خلال هذه الأيديولوجية البغيضةِ ويشتملُ نظامُ الخـلافة على جميعِ الأراضي الإسلاميةِ الحالية».

– في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض عقد في 11/10/2006م تكلم فيه بوش الابن عن «عالم يحاول فيه المتطرفون إضافة الناس العقلانيين من أجل قلب الحكومات المعتدلة وإقامة الخـلافة » وأضاف: «يريدوننا أن نغادر، ويريدون أن يقلبوا الحكومات، ويريدون أن يبسطوا خلافة أيديولوجية ليس لديها مبدأ الحرية الطبيعي في معتقداتها».

– وقدْ نشرَ موقعُ أخبارِ البيتِ الأبيضِ بتاريخِ 20/10/2006م عن جورج بوش قولَهُ: «هؤلاءِ الأصوليون يريدونَ إقامة دولةِ الخـلافة كدولةِ حكمٍ، ويريدونَ نشرَ عقيدتِهِم من إندونيسيا إلى إسبانيا».

– قالَ وزيرُ الدفاعِ الأميركيِّ دونالد رامسفيلد في حفلِ توديعهِ: «إنهم يريدونَ الإطاحة وزعزعةَ أنظمة الحكمِ الإسلامية المعتدلةِ وإقامة دولةِ الخـلافة ».

– وفي كتابٍ صدرَ عام 2007م بعنوان “سقوطُ وصعودُ الدولةِ الإسلاميةِ” لأستاذِ القانونِ بجامعةِ هارفارد المشهورة البروفيسور نوح فيلدمان «يؤكدُ أنَ الصعودَ الشعبيَ للشريعةِ الإسلاميةِ مرةً أخرى في العصرِ الحالي، رغمَ سقوطِها سابقاً، يمكنُ أن يؤديَ إلى خلافة إسلاميةٍ ناجحةٍ… فيلدمان يقولُ في كتابِه إن الإمبراطورياتِ وأساليبَ الحكم حينما تسقطُ فإنها تسقطُ بلا رجعةٍ مثلما حدثَ مع الشيوعيةِ والملكيةِ الحاكمةِ إلا في حالتين فقط حالياً: الأولى هي الديمقراطيةُ والتي كانت سائدةً في الإمبراطورياتِ الرومانيةِ، وفي “حالةِ الدولة الإسلاميةِ“…» ويرصد المؤلفُ ظاهرةً قويةً ومتناميةً من المغربِ إلى إندونيسيا وهي أن الشعوبَ الإسلاميةَ تطالبُ بعودةِ الشريعةِ وخصوصاً في دولٍ ذاتِ تعدادٍ سكانيٍ كبيرٍ مثلَ مصرَ وباكستان؛ متسائلاً: «لماذا يطالب الناسُ الآن بعودةِ الشريعةِ وينجذبون إليها رغم أن أجدادَهم في العصرِ الحديثِ نبذوها ووصفوها بأنها أثرٌ من الماضي السحيق؟».

ويقول إن «من ضمنِ الأسبابِ أن الحكامَ الحاليين فشلوا أمامَ الشعوبِ بما فيهم الغرب، وأن الشعوبَ الإسلاميةَ تفتقرُ إلى العدالةِ اليوم»؛ مضيفًا أنه لا توجد طبقةُ علماءٍ حقيقية أو طبقة قضاةٍ حقيقيين كما كان في السابق في الدولِ الإسلاميةِ حتى الآن.

– قام مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية باستطلاع للرأي تم نشره في نيسان/ إبريل 2007م في أربع دول كبرى في العالم الإسلامي (المغرب ومصر وإندونيسيا والباكستان) حول:

1- تأييد تطبيق الشريعة الإسلامية في العالم الإسلامي.

2- الوحدة مع البلدان الأخرى تحت راية خليفة واحد أو خلافة.

3- رفض الاحتلال الأجنبي وسياسات الدول الغربية بشكل عام.

4- رفض إدخال القيم الغربية إلى دول العالم الإسلامي.

5- رفض استخدام العنف ضد المدنيين.

وكانت نسبة الإجماع على هذه الأفكار قد تجاوزت 75% في بعض القضايا. ففي المغرب كانت نسبة المؤيدين لتطبيق الإسلام والشريعة و الخـلافة 76%، وفي مصر 74%، وفي باكستان 79%، وفي إندونيسيا 53%.        http://www.hizb.org.uk/hizb/resources/issu…slim-world.html

– ذكرت الحياة في 28/7/2007م في 28/7 أن زلماي خليل زاد مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة حذر في حديث إلى صحيفة «دي بريسه» النمساوية من أن الاضطرابات في الشرق الأوسط والحضارة الإسلامية قد تتسببان في حرب عالمية أخرى» وأضاف أن «الشرق الأوسط يمر بمرحلة انتقالية صعبة للغاية أبرزت قوى التطرف ووفرت أرضاً خصبة للإرهاب» وقال: «إن العالم الإسلامي سينضم في نهاية المطاف إلى التيار الدولي السائد لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت»، وأضاف: «لقد بدؤوا متأخرين، ليس لديهم توافق في الآراء بشأن مواقفهم، البعض يريد العودة إلى القرنين السادس والسابع الميلاديين إلى وقت النبي محمد» وتابع أن «الأمر قد يتطلب عقوداً حتى يفهم البعض أن بإمكانهم البقاء مسلمين، والانضمام إلى العالم الحديث في الوقت ذاته».

– قالَ الرئيسُ الفرنسيُّ ساركوزي 24/8/2007م: «لا داعي لاستعمالِِ لغةِ الخشبِ لأنَّ هذهِ المواجهَةِ يرغبُ فيها “المتطرفون” الذينَ يحلُمُونَ بإقامةِ الخـلافة من إندونيسيا إلى نيجيريا، رافضينَ أيَّ شكلٍ مِنْ أشكالِ الانفتاحِ وأيَّّ شكلٍ مِنْ أشكالِ الحداثةِ والتنوعِ” بحسبِ زعمِهِ. وقالَ حينَهَا: إنَّهُ لا يستهينُ بإمكانيةِ المواجهةِ بينَ الإسلامِ والغرب.

– أكد نائب رئيس مجلس الدوما (البرلمان الروسي) ميخائيل بورييف أن العالم في سبيله لأن يتألف من خمس دول كبرى هي «روسيا والصين و الخـلافة الإسلامية وكونفيدرالية تضم الأميركيتين» وأضاف «والهند إذا نجحت في التخلص من النفوذ الإسلامي القوي الذي يحاصرها» على حد وصفه. وحمل غلاف كتاب: «روسيا… إمبراطورية ثالثة» لمؤلفه بورييف خارطة للعالم يظهر فيها عدد محدود من الدول، وتقع أوروبا ضمن حدود روسيا الذي توقع المؤلف أن تعود إمبراطورية ثالثة (بعد القيصيرية والشيوعية). وتوقع بورييف حسبما أوردت صحيفة الخليج الإماراتية في أن تعود بلاده إمبراطورية، وأن تفرض هيمنتها على القارة الأوروبية، التي توقع تفسخ دولها واندثار حضارتها. وأشار إلى أنه لا يستطيع الجزم بالذات أن روسيا ستحتل القارة الأوروبية، لكنه يعتقد أن الحضارة الأوروبية نحو الزوال، ولابد أن يحتلها أو يغزوها هذا أو ذاك. وتوقع نائب رئيس الدوما أن يخرج معظم دول العالم من حيز الوجود بحلول عام 2020م. وأشار إلى أنه ستكون هناك فقط خمس دول كبرى أو إمبراطوريات هي: روسيا التي ستضم أوروبا إليها، والصين التي ستهيمن بقوتها الاقتصادية والعسكرية على دول الشرق الأقصى، ودولة الخـلافة الإسلامية الممتدة من جاكرتا إلى طنجة وغالبية أقاليم أفريقيا جنوب الصحراء، والكونفيدرالية التي تضم القارتين الأميركيتين الشمالية والجنوبية. ورأى بورييف أن الهند يمكن أن تكون دولة كبرى إذا استطاعت مواجهة محيطها الإسلامي القوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *