العدد 280 -

العدد 280 – السنة الرابعة والعشرون، جمادى الأولى 1431هـ، الموافق أيار 2010 م

حزب التحرير – إندونيسيا: مؤتمر حاملات الدعوة: «معاً لاستئناف الحياة الإسلامية في دولة الخلافة»

حزب التحرير – إندونيسيا: مؤتمر حاملات الدعوة:

«معاً لاستئناف الحياة الإسلامية في دولة الخلافة»

 

انعقد يوم الأربعاء في السابع من جمادى الأولى 1431 هـ الموافق 21/4/2010م من الساعة الخامسة حتى الحادية عشرة صباحاً بتوقيت المدينة المنورة مؤتمر أقامته حاملات الدعوة في إندونيسيا بعنوان: «معاً لاستئناف الحياة الإسلامية في دولة الخلافة» حضره نحواً من 6000 حاملة دعوة ومبلغة لدين الله تعالى، انعقد هذا المؤتمر من أجل الدعوة للعمل صفاً واحداً لإقامة هذا الفرض العظيم.

أن تدخل المرأة في هذا الفرض، يدلل على الدور الخطير الذي يطلبه الإسلام منها أن تتلبس به كالرجل في العمل الفكري، وفي العمل السياسي، ويدحض الفكرة التي يعمل الغرب على إشاعتها بوسائل إعلامه التي تلبس الحق بالباطق من أن المرأة في الإسلام تعامل معاملة دونية… إن المرأة في الإسلام تتمثل قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «النساء شقائق الرجال». فالمرأة المسلمة هي سند قوي في الدعوة، هكذا كانت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهكذا كانت على مر التاريخ الإسلامي، وهذا ما يشهد له هذا المؤتمر الذي يشكل امتداداً لهذا الدور الشريف. إن دور المرأة المسلمة في حمل الدعوة وإقامة دولة الخلافة يترجمه حزب التحرير من خلال أعمال هذا المؤتمر الذي ترفع فيه المرأة في حزب التحرير صوتها لتعبر عن المسلمات جميعهن أن همّها وهمّ الرجال هو همّ واحد، همّ إظهار الإسلام على الدين كله، والحمد لله رب العالمين.

هذا وكعادة أمير الحزب في توجيه أي من أعماله فقد شارك في هذا المؤتمر عبر كلمة تشجيعية لتكون فاتحة الخير لمؤتمر الخير هذا. هذا عدا عن نصائحه وتوجيهاته وإرشاداته لكي يسجل المؤتمر فتحاً جديداً لهذا الحزب العظيم الذي يعمل لهذا الفرض العظيم. وهذا نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة الافتتاح

أيتها الأخواتُ الداعياتُ المبلِّغات،

المجتمعاتُ في مؤتمر حزب التحرير – إندونيسيا

أيتها الكريمات

السلام عليكُنَّ ورحمة الله وبركاته

الحمد لله حمداً كثيراً، والصلاة والسلام على من بعثه الله بشيراً ونذيراً، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأبرار، ومن تبعه (صلى الله عليه وآله وسلم) ووالاه على الحق المبين إلى يوم الدين، وبعد.

يقول الله سبحانه وتعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت 33].

ويقول صلوات اللهِ وسلامه عليه: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» متفق عليه.

أيتها الأخوات الكريمات:

لقد سرّني مؤتمرُ الخير هذا، مؤتمرُ الدعوة إلى الله، مؤتمرُ التفقُّه في الدِّين، المنعقدُ في البلد الطيِّبِ اندونيسيا، فبهذا تحيا النفوس، وتطمئن القلوب، وتُنار البصائر، وبخاصةٍ وهو مؤتمرٌ تقوده شقائقُ الرجال، وأمهاتُ الأبطال، ومربِّياتُ الأجيال، (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين 26].

الحمد لله أنْ جعلكُنَّ هادياتٍ مهديات، تسلُكْن السبيلَ المستقيم الذي رسمهُ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للصحابةِ والصحابيات، فكانوا جميعاً، رجالاً ونساءً، يسارعون في الخيرات، يقولون (رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) [آل عمران 194-195].

أيتها الأخوات الكريمات:

إني لن أُطيلَ عليكُنّ، ولكنني أدعوكُنّ، أن تتذكرْنَ أموراً أربعة، تضعْنها نَصب أعيُنِكُنَّ، والله معكُنَّ ولن يَتِرَكُنَّ أعمالَكُنَّ:

الأمرَ الأول: وجوبَ الدعوة إلى الإسلام كاملاً؛ في عقيدته وعباداته وإقامة دولته وجميع أحكامه الشرعية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً) [البقرة 208]، والسِّلمُ هنا هو الإسلام، أي ادخلوا في الإسلام كلِّه، فادعوا إليه واعملوا به، ولا يصح أن يؤخذ جزءٌ ويُترَكَ جزء ٌ آخر، فالذي فرض الصلاةَ والزكاة والحجَّ والصيام، هو سبحانه الذي فرض بيعةَ الخليفة وإقامةَ الحدود وأداءَ سائرِ الأحكام.

الثاني: وجوبَ العملِ لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافةِ الراشدة، فإنه فرضٌ على الرجالِ والنساء، بما وسِعَهُم من عمل، والنصوص الشرعية مستفيضةٌ في ذلك، حتى إن النساءَ قد شاركن الرجالَ في فاتحة إقامة الدولة، بيعةِ العقبة الثانية، حيث بايع رسولَ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثةٌ وسبعون رجلاً وامرأتان: أمُّ عمارة، وأمُّ منيع رضوان الله عليهما.

الثالث:نشرَ ثقافةِ العزَّة: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [المنافقون 8]، وثقافةِ الاعتزاز بالانتماء إلى الأمةِ الإسلامية الكريمة؛ ذاتِ الباع الطويل في الحضارة، وتحريرِ الشعوب المستضعفة، وذاتِ التاريخ المجيد في الانتصارات التي أضاءت جَنباتِ الدنيا: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج 40]، وبذلك نحرصُ على هويتنا الإسلاميةِ المتميزة، ودورِنا الرائدِ في الشَّهادة على الناس: (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ) [الحج 78].

الرابع: إن المرأة َالمسلمة والأسرةَ المسلمة تستهدفُهما حملاتُ الكفارِ وعملائهم، فضلاً عن استهدافِ عقيدة الإسلامِ ومقدساتِه ورموزِه وأحكامِه، ولهذا فلترتفع أصواتُ الداعياتِ في استنكار تدخُّلِ الكفار في شؤون المسلماتِ بما يرفعونه من شعاراتٍ خادعة، ظاهرُها الرحمةُ وباطِنُها من قِبَله العذاب، كشعارِ حقوق المرأة، وتحرير المرأة، ومؤتمرات السكان، و”الجندر” وتنظيم الأسرة؛ فإن ذلك كلَّه يستهدف المسلماتِ والتزامَهُن بأحكام الشرع الحنيف، فأحبطن أعمالهم، وليَرَوْا منكُنَّ صلابةً في الموقف، وثباتاً على الحق؛ دينِ الإسلام العظيم الذي كرَّم اللهُ به المرأةَ وأعلى شأنها، طاهرةً عفيفةً، ولبنةً قويةً صالحةً في صرح ِالإسلامِ العظيم. هكذا هُنَّ النساءُ المسلمات، ونِعِمّا هُنّ.

أيتها الأخوات الكريمات:

أتمنى لمؤتمرِكُنَّ النجاحَ والتوفيق، وأن يجعلَ اللهُ سبحانه أعماله الطيبة في ميزان حسناتِكُنَّ يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون إلا من أتى اللهَ بقلبٍ سليم. وإني باسمِ الله أفتتحُ مؤتمَرَكُنَّ، فعلى بركةِ الله.

والسلام عليكُنّ ورحمة الله وبركاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *