العدد 282 - 283 -

العدد 282 – 283 ، السنة الرابعة والعشرون، رجب وشعبان 1431هـ، الموافق تموز وآب 2010م

قم، كن كسعدِ نبينا، يا سعدنا

قم، كن كسعدِ نبينا، يا سعدنا

 

بقلم: أبو نشأت – الخليل

مَالِيْ وَعَيْنِيْ لا تَرَى بِجُمُوعِنَا
يَكْفِيْكَ بُعْدًا وَامْتَثِلْ عَمَلَ الأُلَىْ
فَالْحَقُّ لا يَحْتَاجُ مِنْكَ تَثَاقُلاً
يَا سَعْدُ, قُمْ, مَا صَحَّ مِنْكَ تَلَكُّؤٌ
تَأْبَى الرِّجَالُ مَذَلَّةً بِجِوَارِهَا
لَيْسَ الْذِيْ يَشْكُو الْفَوَاجِعَ مِثْلَنَا
يَا سَعْدُ, سَعْدٌ مَا رَأَى قَلَمًا بُرِيْ
وَجُلُوْدُنَا أَوْرَاقُ ذُلٍّ خَطَّهَا
لا مَا رَأَى فِيْ غَزَّةَ الْثَّكْلَى شِوًى
مَا شَاهَدَ (الْفُسْفُوْرَ) تَحْرِقُ نَارُهُ
لا مَا رَأَى أُمًّا تَفَطَّرَ قَلْبُهَا
غَيْرُ الْصَّدَى لَمْ يَأْتِهَا مِنْ صَوْتِهَا
لا مَا رَأَى جُثَثًا تَنَاثَرَ لَحْمُهَا
فَجَعَ الْعِدَى قَوْمَ الْفَتَى فِيْ عُرْسِهِ
لا مَا رَأَى غَصْبَ الْفَتَاةِ وَأُمِّهَا
قَتَلُوا أَبَاهَا دُونَمَا سَيْفٍ عَلا
يَا سَعْدُ, سَعْدٌ مَا رَأَى رَجُلاُ بَكَى
لا مَا بَكَتْ زَوْجًا وَلا وَلَدًا قَضَى
تَبْكِ الْرِّجَالُ كَرَامَةً هُدِرَتْ سُدًى
لا مَا رَأَى شَيْخًا بِمَسْجِدِهِ عُدِمْ
لا مَا رَأَى هَوْلَ الْمَصَائِبِ شَيَّبَتْ
يَا سَعْدُ, قُمْ, باللهِ قُمْ, مَاذا جَرَى؟
لَوْ لِلْحِجَارَةِ أَرْجُلٌ لَتَحَرَّكَتْ
لا ميِّتٌ نَنْسَاكَ فِيْ كُرَبِ الْمِحَنْ
عَجَبٌ عُجَابٌ أَنْتَ تَأْتِيْهِ, لِمَنْ
دَعْ عَنْكَ عَوْرَاءَ الْدَّنِيَّةِ وَارْتَفِع
وَانْسِفْ بِبَطْشٍ حُكْمَ عَبْدٍ لِلْعِدَى
جَعَلَ الْبَلايَا فِيْ الْبَرَايَا شُغْلَهُ
أَتُرِيْدُ عِزًّا عِنْدَهُ مِنْ ذِلَّةٍ
يَكْفِيْكَ مِمَّا لا تَرَى مَا قَدْ تَرَى
فَارْأَفْ بِنَفْسِكَ, وَاغْتِنِمْ نَفَسًا بَقَى
وَاسْلُكْ لِفَوْزٍ عَاجِلٍ سُبُلَ الْعُلا
وَلِبَيْعَةٍ لِلْحَرْبِ بَايِعْ ثُلَّةً
للهِ بَاعَتْ أَنْفُسًا لَمْ يَثْنِهَا
وَعَطَاءُ لَمْ يَقْبِضْ  يَدًا مَمْدُودَةً
حَتَّى مَتَى يَا ابْنَ الْكِرَامِ وكلُّنَا
وَعْدُ الْخِلافَةِ مُنْجَزٌ فَاسْبِقْ لَهُ
وَاسْأَلْ إِلَهَكَ هَزَّةً لِلْعَرْشِ, قُمْ!

سَعْدًا بِرَأْسِ الْقَوْمِ يُعْلِنُ نَصْرَنَا؟!
يَا سَعْدُ, سَعْدٌ لِلْعُلا عَجِلاً دَنَا
غُذَّ الْخُطَا لِلْحَقِّ مُرْتَحِلاً بِنَا
عَيْشُ الْمَذَلَّةِ لَمْ يُطِلْ عُمُرًا فَنَى!
أَوَلا تَرَى مَا حَلَّ فَوْقَ رُؤُوسِنَا؟!
نُغْنِي عَنِ الْقَوْلِ الْبَلِيْغِ بِحَالِنَا
مِنْ عَظْمِنَا وَالْحِبْرُ كَانَ دِمَاءَنَا
مَنْ لا يُبَاعُ بِدِرْهَمٍ فِيْ سُوْقِنَا
مِنْ لَحْمِ طِفْلٍ مَا أَسَاءَ وَمَا جَنَى
حُلْمَ الْبَرَاءَةِ فَانْمَحَى مِنْ حَوْلِنَا
صَاحَتْ بِأَعْلَى الْصَوْتِ: أَيْنَ حُمَاتُنَا؟!
صَمْتُ الْقُبُورِ بِسَاحِنَا سَحَقَ الْمُنَى
بِثِيَابِ عُرْسٍ حَالُهُ فَجَعَ الْدُنَى
حَلَّ الْعَزَاءُ بِعُرْسِهِمْ قَبْلَ الْهَنَا
فِيْ بَيْتِ طُهْرٍ عَفَّ مَا عَرَفَ الْخَنَى
فَالْقَهْرُ حَدُّ سِنَانِهِ حَدُّ الْقنَا
آهٍ, وَهَلْ تَبْكِ الرِّجَالُ بِعُرْفِنَا؟!
أَوْ هَمَّهَا عَوَزٌ أَتَى بَعَدَ الْغِنَى
وَمَهَانَةً فِيْ خَذْلِهَا زَمَنَ الْخَنَى
أَوْ شَيْبَةً هَانَتْ بِعَيْنِ عَدُوِّنَا
رَأْسَ الرَّضِيْعِ, وظَهْرُهُ مِنْهَا انْحَنى
يَا صَاحِبَ الْجُنْدِ الْغَفِيْرِ, لِمَ الْوَنَى؟
وَلَرُبَّمَا سَالَتْ دُمُوعُ صُخُورِنَا
أَوْ أَنْتَ حَيٌّ فِيْ الْغَدَاةِ رَجَاؤُنَا
حَقٌّ عَلَيْكَ نَصْرُهُ فِيْ شَرْعِنَا
لا تَقْتَعِدْ بِمَكَانَةٍ دُونَ السَّنَا
حُكْمَ الْسَّفِيْهِ الْمُسْتَبِدِّ بِأَرْضِنَا
لِلْكَافِرِيْنَ وَلاؤُهُ مِنْ دُونِنَا
فَالْعِزُّ عِزُّ إِلَهِنَا, يَا سَعْدَنَا
يَوْمَ اللِّقَا فِيْ الْحَشْرِ يَخْسَأُ مَنْ رَنَا
فَلَعَلَّ فِيْ الأَجْدَاثِ بَابَكَ قَدْ سَنَى
وَاظْفَرْ بِإِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ لَكَ الْهَنَا
نَهْجَ الْرَّسُولِ تَمَثَّلَتْ فِيْمَا بَنَى
عَنْ دَرْبِهَا كُلُّ الْطُّغَاةِ وَمَنْ جَنَى
لِلْعَهْدِ مُنْتَظِرٌ, فَلا تَخْفِرْ بِنَا
شَوْقٌ لِحُكْمِ اللهِ رَحْمَةِ رَبِّنَا؟
وَاقْلِبْ عُرُوشَ حُكْمِ كُفْرٍ ذَلَّنَا
قُمْ, كُنْ كَسَعْدِ نَبِيِّنَا, يَا سَعْدَنَا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *