العدد 282 - 283 -

العدد 282 – 283 ، السنة الرابعة والعشرون، رجب وشعبان 1431هـ، الموافق تموز وآب 2010م

صرخة استنصار للأنصار

صرخة استنصار للأنصار

 

يا أهل القوة والمنعة من أهل الحق:

هذا يوم استنهاض همتكم، هذا يوم اكتتاب عزتكم، هذا يوم بذل مهجتكم في سبيل تقديم نصرتكم لهذا الدين… هذا يومكم.

فالله يأمركم بنصرة هذا الدين فقولو «لبيك اللهم لبيك». والأمة الإسلامية تستصرخكم فقولوا: «حنانيك أمتي حنانيك». وحزب التحرير يمد إليكم يده لتعقدوا الصفقة معه، فأجيبوا داعي الله وقولوا: «سعديك حزب التحرير سعديك، ونحن وقوتنا ونصرتنا بين يديك». أما تريدون أن تكونوا صنو السعدين (سعد بن معاذ وسعد بن عبادة) وأسعد وأسيد؟! أما تريدون أن تكون لكم مقاماتهم، أن ترتقوا إلى مثل عزماتهم، أن يختم لكم على رضوانهم؟! أما تريدون أن تكونوا وكأنه الآن نازل فيكم قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة 100] فطوبى للمسارعين إلى نصرة دين الله فيكم، وبشرى للسابقين.

يا أهل القوة والنصرة من أهل الحق:

لقد ملأت مواقف سيد الأنصار سعد بن معاذ قلوب المسلمين، فلا يذكر اسمه إلا وتلهج الألسنة بالدعاء له، ولا يسمع بأن عرش الرحمن اهتز لموته إلا فاضت عيونهم غبطة له، فهل إلى مرد من سبيل؟! إن عظمة الرجال في صدق مواقفهم وسمو غاياتهم والصبر عليها مهما كانت الأحوال، والإصرار على تحقيقها مهما واجهتهم الأهوال… إنكم تعيشون في زمان تكرر دعوة المهاجرين والأنصار نفسها فكونوا لنا نعم الإخوان، فتلك نفحات الله تتعرض لكم ألا فتعرضوا لها، يا أنصار الله قوموا إلى عز دينكم، قوموا إلى عز أمتكم، قوموا إلى عزكم، … هيا إلى نصرة هذا الدين، حي على خير العمل.

يا أهل القوة  من أهل الحق كونوا من أهل النصرة

إننا نعلم، وأنتم كذلك، أن مكانكم الميدان، فأين ميادين العزة التي فتحها لكم هؤلاء الحكام؟! أين معارك الشرف التي خاضها بكم؟! أين حروب الأبطال التي سجلت أسماءكم؟! أين المعارك التي تعرفون بها وتعرف بكم؟!… إننا نعلم، وأنتم كذلك، أنكم لستم موظفين همكم أن تستقر حياتكم وتتأمن معيشتكم بل أنتم مفتاح باب الاستخلاف والتمكين، أنتم مشروع جهاد الأمة مع أعداء الدين… إن الأمة تريد أن ترى فيكم أمثال موسى بن نصير وعقبة بن نافع، وطارق بن زياد.

يا أحباب الله من أهل القوة

إن هؤلاء الحكام يريدون أن يسودوا بباطلهم، ويستمروا بالحكم بالطاغوت، ويريدون أن تلحقوا بركبهم وتحموا باطلهم… والله سبحانه يريدكم أن تقبضوا على زمام الحكم من هؤلاء وتسلموه لأهل الدعوة لإقامة الخلافة الراشدة ليقيموا الحكم بما أنزل الله تعالى… ولا توسط بينهما.

إن هؤلاء الحكام يعلمون أن من بينكم المخلصين الذين يعتزون بدينهم، وأن بينكم من يتألم لآلام المسلمين، وأن بينكم من تهتز مشاعره لما تذوقه الأمة من أعدائها، وأن من بينكم من يسخط على هؤلاء الحكام من موافقهم المخزية… لذلك يَحذَرونكم، ويبعدونكم، ويراقبونكم، ويسرحونكم، وينقلونكم، ويستجوبونكم… ويقدمون الضابط المجرم الخسيس ويبعدون المستقيم النظيف؛ ليشل يدكم عن التغيير… والله سبحانه يريد أن تأخذوا على أيدي هؤلاء، أن تقطعوا دابرهم، أن تستأصلوا شأفتهم، أن تريحوا الأمة من شرورهم، أن تكونوا أعزة على هؤلاء الحكام رحماء على المسلمين، حماةً لهذا الدين، فلات ساعة اختيار، ولات ساعة انتظار، بل ساعة انتصاف للأمة وانتصار للدين، فإن لم تقدموا أمر الله ورسوله على أمر أنفسكم فستستمر الأوضاع الصعبة على دينكم وأمتكم وستنقلب الأمور عليكم في الآخرة بتقصيركم.

أيرضى أهل النصرة من أهل الحق أن يلحقوا بهم عند الله ويصدق عليهم قوله تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) [القصص 8]، أيرضى هؤلاء أن يكونوا كالشياطين الخرس، ويصدق عليهم قول رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم): «مَنْ أُذِلَّ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَلَمْ يَنْصُرْهُ، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَنْصُرَهُ، أَذَلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواه أحمد).

أيرضى أهل النصرة ما تفعله (إسرائيل) بالمسلمين في فلسطين؟ أيرضون ما تفعله أميركا في العراق وأفغانستان، وكيف تعادي المسلمين في كل مكان؟ أترضون ما فعله الروس في الشيشان، والهند في كشمير، والصين في تركستان…؟

أترضون أن يقرر أعدى أعداء الله من أمثال بوش وساركوزي وبلير وبوتين… مصير المسلمين ويحددوا طريقة عيشهم ويعلنوا جهاراً نهاراً عدم السماح لهم بإقامة خلافتهم…

إن الله سبحانه يريد لدينكم أن تكون كلمته هي العليا، وكلمة الذين كفروا أن نجعلها السفلى.

لقد تكالبت علينا الدول والأمم الكافرة، وخذلنا الحكام وأصبحنا كالأيتام على مآدب اللئام، وإن الأمة تستصرخكم بشيبها وشبانها بنسائها وأطفالها، لتخلصوها من هؤلاء الحكام ورؤوسهم من دول الكفر وأذنابهم من أهل القوة الأشرار.

يا أهل النصرة، إنه لا خيار لكم إلا بإعزاز أنفسكم بنصرة دينكم، بنصرة الفئة العاملة للتغيير.

يا أهل القوة من أهل الحق، كونوا أنصار الله ورسوله ودينه والمؤمنين

نحن لا نتوجه إلى المجرمين من أهل القوة فيكم ممن هم أمثال الحكام وعلى شاكلتهم، إننا نتوجه إلى المخلصين منكم، ولا نريد النصرة إلا من أمثالكم؛ لذلك لا عذر لكم بعدم الاستجابة، ولا عذر بالسكوت، ولا عذر بالقعود، فإن لم تبادروا إلى نصرة دينكم فمن ذا الذي سيبادر؟… إن تغيير حكام اليوم من أجل إقامة الحكم بما أنزل الله هو من أوجب واجبات الدين، وإن تغييرهم المادي يقع على عاتق أهل القوة قبل غيرهم… ولقد توطأت السبل لكم حتى بات مطلب الأمة تغيير الحكام، وتوطأت السبل لكم حتى بات أخشى ما يخشاه الحكام نقمة الناس عليهم. وتوطأت السبل حتى كسرت شوكة المحتلين الأميركيين والأوروبيين وحتى (إسرائيل) على صخرة المجاهدين… وصار قادة (إسرائيل) يصرحون بالخشية من ظهور صلاح الدين… لقد توطأت السبل وتنتظر سالكها بحق… فتقدموا نصركم الله فإن وعد رسول الله بإقامة الخلافة الراشدة ينتظركم فكونوا أنصارها كونوا سعد الأمة… إنه موجود بينكم فليتقدم… فالأمة متشوقة لتراه فيكم… لتراه يأخذ الحكم بالحق ليسلمه بأمانة للمخلصين من أهل الدعوة لإقامة الخلافة الراشدة الثانية ليحكموا بالحق… قال جل من قائل: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ) [الحج 15].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *