العدد 284-285 -

العدد 284-285، السنة الخامسة والعشرون، رمضان وشوال 1431هـ، الموافق أيلول وتشرين الأول 2010 م

الصحوة الإسلامية حقيقة لا خيال

الصحوة الإسلامية حقيقة لا خيال

 

أبو لقمان الشامي

لقدْ مضى على غيابِ الحكمِ بالإسلامِ تسعةٌ وثمانونَ سنة هجرية، منذُ سقوطِ الخلافةِ الإسلاميةِ في إسطنبول, في 28 رجب 1342هـ, فأينَ أصبحتْ هذهِ القضيّة اليومَ؟ وما هو حالُ الأمةِ الإسلاميةِ منها؟ وأينَ قضيّةُ الإسلامِ والخلافةِ من الأمةِ, هل هيَ وراءها أم أنها أمامها؟

إنّ المراقبَ المنصفَ يرى أنّ حالَ الأمةِ الإسلاميةِ قد تغيّر كثيراً, وذلكَ بظهورِ علاماتٍ بارزةٍ على عودةِ الروحِ والحيويةِ للأمةِ أو ما يُعَبّرُ عنهُ بالصّحوةِ الإسلامية, بلْ أكثرَ منْ ذلكَ عندما صارتْ القضيّةُ الإسلاميةُ, بكلِّ تَشعّباتِها, قضيةً سياسيةً دوليةً من الطرازِ الأول, ولا نبالغُ إن قُلنا إنها صارتْ القضيةَ الدوليةَ الأولى, سواء عندَ دولِ الاستعمارِ أميركا وأوروبا وتلحقُ بهم روسيا, أو عندَ باقي الدول التابعةِ في العالم.

فكيفَ وصلتْ الأمةُ اليومَ إلى هذا الحالِ منَ النهوضِ والتطلعِ نحو استئنافِ حملِ رسالتها؟ وما هيَ المراحلُ التي مرتْ بها؟

عندما هُدمت الخلافةُ، كانت الأمةُ في حالةٍ من التمزّقِ والتفرّقِ بسببِ دعواتِ القوميّةِ  التي كان يغذّيها الاستعمار، والذي تحول إلى حقيقة، سواء في العربِ أم الترك، الأمر الذي مكّن للاستعمارِ الغربيِّ في بلادِ المسلمينَ، بواسطةِ تلكَ الحركاتِ التي أصبحَ رموزها قادةَ وحكّاماً, بل ورموزاً للمسلمينَ، أمثالِ الحسين بن علي شريف مكّة، ومصطفى كمال الذي لُقّب بـ(أتاتورك) أي أبو التّرك، ومحمد علي جناح الذي لُقّبَ بالقائد الأعظم.

أما عن الحالةِ الفكريةِ، فقد وصلت الأمةُ في تلكَ الفترةِ إلى أدنى درجاتِ الثقةِ بالإسلامِ وأفكارهِ وأحكامهِ، الأمر الذي أفقدها الثقةَ بنفسها، كأمةٍ عريقةٍ صاحبةِ رسالةٍ ربانيّةٍ ساميةٍ، وهذا كلّه ساهمَ في انتشار دعواتِ الكفرِ وأفكارها في أوساطِ الأمة مثل الاشتراكيةِ والديمقراطيةِ والشيوعيةِ والبعثيةِ والعلمانيةِ وتحرير المرأةِ، حتى لم يعد يظهرُ أيُّ أثرٍ للإسلامِ وأفكاره في الحياةِ العامةِ فضلاً عن الحياةِ السياسيةِ وشؤونِ الحكم. فقد تراجعَ الإسلامُ إلى داخلِ أسوارِ المساجد، وصارَ من شأنِ المشايخِ وحدهم، وَتمّ الترويجُ لمفهومِ رجالِ الدين، كما هوَ عندَ اليهودِ والنصارى، وصارَ الفصلُ بينَ الدينِ والسياسةِ وبينَ الدينِ والحياةِ هوَ لسان حالِ المسلمين، حتى أصبحت الديمقراطيةُ والرأسماليةُ هي المطبقةُ على المسلمين، وهي المهيمنةُ على مجتمعاتهم. وصارت العلمانيةُ، وهيَ فصلُ الدينِ عن الحياةِ والحكم، هيَ التي تُسَيّر حياتَهم، سواءٌ أكانوا من عامةِ المسلمين، أم كانوا من المشايخِ وممن يتفقّهونَ في الدين، فقد رضِيَ الجميعُ بذلكَ واطمأنوا إليه. وقد ساهمت هذه الأحوال أيضاً في تفاقم الأوضاع سوءاً، فصار يُنْتَقَصُ تارةً من الإسلامِ وتارةً من المسلمين.

فجرى التشكيك بقدرةِ الإسلامِ على الحكم, وبصلاحيتهِ للحياةِ الجديدة، وادُّعي أنّهُ لم يُطبّق إلا في بضع سنواتٍ، في عهدِ النبوّةِ وشيءٍ منً الخلافةِ الراشدة، وهوجمت أحكامُ الخلافةِ والجهادِ والمرأةِ والحدود، وسَرَتْ بينَ الناسِ دَعَاوى تقليدُ الغربِ الكافرِ، بأنّهُ القدوةُ والمثلُ الذي يحتذى في كل شيء، حتى وصلت الثقةُ بالإسلامِ إلى أدنى مستوياتها، فانحسرَ أثرُ الإسلامِ في حياةِ الناسِ، بَل وقَلّ الملتزمونَ بأحكامهِ وحتى بأركانه، وخلَت المساجدُ من عُمّارها، بل لم يعُد هناكَ إقبالٌ على تشييدها، وصار الدينُ شأنَ بعضِ كبارِ السنّ, وزَهِدَ الشبابُ في الدينِ، ولم يُقبلوا على دراسته وتعلّمه، بل كانوا يُقبلون على علوم الدنيا كالطب والهندسةِ، وعلومِ الحضارةِ الغربية كالتربيةِ والقانون، حتى صارَ الدينُ في الغالبِ هُو شأنَ المساكينِ والعجزةِ، أو هكذا كانَ يُنْظَرُ إليهم.

وأما عن نتائجِ تلكَ الأوضاعِ على الأمةِ الإسلاميةِ في تلكَ الفترةِ، فبغيابِ مفهومِ الأمةِ الواحدةِ جرى التنكيلُ بشعوبِ المسلمينَ الواحدة تلوَ الأخرى، دونَ أَنْ يحسَّ أحدهم بالآخر، ففي الوقتِ الذي كان يُنَكّلُ فيه القبارصةُ اليونانُ بالمسلمينَ الأتراك في قبرص، كانَ عبد الناصر والعربُ يقفونَ في صفِّ اليونانِ ضدّ إخوانهم المسلمينَ. ومثلها عندما كانَ الاتحاد السوفياتي البائدُ، ينكّلُ بالمسلمين في القوقازِ وآسيا الوسطى، لم يكن أحدٌ من المسلمين يلتفتُ لإخوانهِ ومعاناتهم، بل ينظرُ للشيوعيين على أنّهم أنصارُ الشعوبِ المضطهدة. ومثلها ما كان يحصلُ من مذابحَ للمسلمين في الهند وفي كشمير، ولم يكن باقي إخوانهم من المسلمين يحسونَ بمصابهم، بل ينظرون إلى نهرو على أنه قائدٌ وزعيمٌ ضدَّ الاستعمارِ والإمبريالية الغربية.

هكذا كان حالُ الأمةِ في هبوطٍ على كل صعيد، فمتى توقّفَ هذا الهبوط وبدأ الصعود؟

لقد استمرّت تلكَ الأوضاعُ في التدهورِ والتفاقمِ بعدَ هدمِ الخلافةِ ثلاثةَ عقود، حتى برزت في الأمة قيادةٌ أبصرت طريقَها، وحددت غايتها, وفهمت فكرتها ورسالتها، عند ذلكَ بدأت تعودُ للأمةِ ثقتها بنفسها وبرسالتِها، وتخلعُ من عنقها دعاوى الجاهلية من قوميةٍ ووطنيةٍ، وصارت تلقي أرضاً دعاوى الكفر من اشتراكيةٍ وشيوعيةٍ وديمقراطية.

لقد كان ظهور حزب التحرير هو من أبرز معالم هذه المرحلة، وكان من أبرز صفات هذه المرحلة هو ذلك الصراع الفكري الجبار، والكفاحِ السياسيّ المرير، الذي خاضهُ منذ بداية طريقه عام 1953م ضدّ كلِّ تلكَ الأفكارِ الدّخيلةِ والقوى السياسيّةِ العميلةِ والأجنبيةِ على السواء، ما يجعلنا نُؤكّدُ بكلِّ يقين أنَّ نقطةَ هبوط الأمة وصعودها قد بدأت منذُ ذلكَ التاريخ، وكانَ من نتائجها المباشرة، صرعُ كلِّ تلكَ القوى وتمزيقها, بل وجعلها عاراً وشناراً على أصحابها، وصفحةً سوداءَ في عمرِ الأمةِ، وقد كانَ الرائدُ في كلّ هذا الإنجاز هو هذا الحزبُ المخلصُ الواعي.

لكن ما هيَ العلامات الظاهرةُ الدالةُ على هذا الصعود؟ وإلى أينَ وصلت الأمةُ في طريقها؟ هل هي في بدايتِه أم نهايتِه أم ماذا؟

لقد كانت عودة ثقةِ الأمةِ بالإسلام علامة ظاهرة مع هذا الحزب، وقد تمثل هذا منذ بداية إعلان دعوته، وفي التفافِ الناسِ حولها وتقبلهم لأفكارها، بل وسيرهم معها في طريقها، وفي المقابل بدءُ تراجعِ كلِّ تلكَ القوى الظلامية في الأمةِ من العملاء والمضبوعين، واهتزازِ موقعهم وبدء سقوطهم بتخلي الناس عنهم، ولم يكد يمضي عقدٌ من الزمانِ على بدءِ دعوةِ الخلافةِ حتى بدأت تلكَ الأفكارُ والقوى السياسيةُ تَحتضر، فغيرت جلدها وشعارها, حتى تضللَ الناسَ عن حقيقتها، لكن كلّ ذلكَ لم يفدها ولم يُؤخر في زَوَالها إلى غير رجعة، كل ذلك حدث لأن كوامن الخير في الأمة موجودة والحزب استطاع أن يبرزها. لذلك كان تجاوب الأمة مع الحزب إيجابياً.

أمّا العلاماتُ الماديةُ الظاهرةُ على بدْءِ نهضة الأمة، فمنها محاولاتُ دعوةِ الخلافةِ الوصولُ للحكمِ، وطرقِ أبوابهِ بقوّة، في مصرَ والشامَ والعراقَ، ومنها تراجعُ شعاراتِ القوميةِ ورفعُ شعاراتِ الإسلام، حتى خاضت مصرَ معركةَ عامِ 1973م في رمضانَ، وباسمِ الله، وبالتكبير، ثمَّ تتابعت العلاماتُ الدالةُ على النهضةِ الإسلاميةِ الجديدةِ، فصارت القيادةُ التي تحملُ شعارَ الإسلامِ في كلّ بلدٍ هي التي تمثلُ مشاعرَ الغالبيةِ العظمى منَ الناسِ، كما ظهرَ في إيرانَ وأفغانستانَ والجزائرَ وفلسطين والأردن ولبنان وتركيا. حتى عادَ مفهومُ الأمةِ الإسلاميةِ الواحدةِ حيّاً ماثلاً لكلّ ذي عينين, في كلِّ قضايا الإسلام والمسلمينَ على السواء. فمنذُ ثلاثةِ عقود، صارت القضايا الأفغانيةُ والجزائريةُ والشيشانيةُ، قضايا إسلامية, تتجاوبُ معها الأمةُ الإسلامية. وكانَ هذا التجاوبُ بارزاً ليسَ بالمشاعرِ فقط، بل بأعمالَ ظاهرةٍ ملموسةٍ تدلُّ على تبني المسلمينَ لهذهِ القضايا، باعتبارها قضاياهم, كما ظهرَ ذلكَ في الجهادِ الأفغاني ضدّ الروس، وفي الشيشانَ والبوسنة والهرسك، ثمّ الجهادُ الأفغاني أيضاً ضدَّ قوى الاستعمار الغربي الكافر الماكر المتمثل بدول أميركا وأوروبا المتمثل بدول حلف شمال الأطلسي.

وأما قضيةُ بيتِ المقدس قضية فلسطين، فلم يعد يمكنُ للغربِ والحكامِ على السواءِ السيرُ بها وتصفيتها باعتبارها قضيةً فلسطينية، وصارت في كلّ يوم, تفرضُ إسلاميّتها، على جميعِ المخادعينَ والخائنين، وذلكَ بتجاوبِ المسلمينَ الكبير معها واحتضانها وجعلها مركزَ تنبّهٍ لهم، الأمرُ الذي صارَ كابوساً مرعباً، لأميركا والكفارِ والمنافقين، يهددُ مصالحهم ووجودهم، في بلادِ المسلمين بأسرها، وأصبحَ هذا الخطر يحذرُ منه الجميعُ بشكلٍ علنيّ وواضح، سواء الأميركيون أم الأوروبيون أم حكام المسلمين.

ولم تكن قضايا الإسلامِ أقلَّ شأناً في حياةِ الأمةِ، فصارَ الشعارُ الإسلاميُّ للحل هوَ الذي يستهوي الملايين منَ الناس بل والشعوبَ الإسلاميةِ عامةً حتى امتلأَ الجوّ بهذهِ الشعارات، وصارت هيَ أملُ الأمة، وصارَ الدفاعُ عن رموزِ الإسلامِ قضيةً للمسلمينَ عامة، كما كانَ في قضيةِ الحجابِ ومحاربة فرنسا ودولِ أوروبا لها، وكما كان في قضية الرسومِ البغيضة المسيئة للرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ومثلها ما كان من ردّةِ المسلمينَ القويّة على بابا روما وعدوانه على الإسلام ورسوله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكلّ هذهِ الأحداثِ وأمثالها كانت تؤكدُ حقيقةَ عودةِ ثقةِ المسلمينَ بإسلامهم وبرسالتهم وبأمتهم الكريمة كأمة إسلامية.

وأما عن مظاهرِ الصحوةِ الإسلاميةِ وعلاماتِ النهضةِ الإسلاميةِ في أوساطِ جماهيرِ المسلمينَ، فهي ظاهرةٌ وكثيرةٌ، منها زيادةُ روّادِ المساجدِ بشكلٍ واسعٍ، سواءٌ من الشبابِ والأطفالِ فضلاً عن الشيوخ, وانتشارِ الثقافةِ الإسلاميةِ والإقبالِ الواسعِ عليها، حتى صارت هي الأكثرُ رواجاً من بينِ سائرِ العناوين خاصةً في أوساطِ الشباب. وهذا الإقبال على الإسلامِ وثقافتِه والالتزامِ بأحكامه شمل الجميع، الرجالُ والنساء، الشباب والشابات، فانتشرَ وشاعَ اللباسُ الشرعيّ للمرأةِ، الخمارُ والجلباب، في المدنِ والأرياف والعواصم، في المدارسِ والجامعات، حتى صارت السمةُ الغالبةُ لطلبةِ الجامعات في كثير من بلاد المسلمين هيَ الشارةُ الإسلامية، سواءٌ في كليّات الطبِّ والهندسة والصيدلة والعلوم… فضلاً عن كلياتِ الشريعة.

ثمّ زيادة بناء المساجد، بشكلٍ كبيرٍ وواسع، حتى تضاعفَ عددها عدةَ مرات، حتى صارت الحكوماتُ الظالمةُ في بلادِ المسلمين، تضعُ القيودَ والعراقيلَ أمامَ بناء الناس المساجدِ، فضلاً عن محاربةِ المساجد القائمة، والتضييق عليها، وعدم الإنفاقِ عليها.

وأما شعيرةُ الحجّ والعمرة، فقد أصبحت موسماً عظيماً للمسلمين، للشبابِ قبلَ الكبار، بعد أن كانت مقتصرةً على بعضِ الشيوخ، حتى بدأَ الكفارُ والحكامُ على السواء، يكيدون للحج, ويضعونَ العراقيلَ أمامَ إقبالِ الشبابِ عليه, بدعاوى كاذبة، وصارت شعيرةُ العمرةِ، طيلةِ الأشهرِ التي يسمحُ بها آل سعود، تضيفُ كل عامٍ ملايينَ المسلمين، الذينَ يتشرفون بزيارة البيت الحرام ومسجد رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

ومنَ المظاهرِ الكبيرةِ على الصحوةِ الإسلاميةِ المباركة، المسلمونَ الذينَ يعيشونَ في بلادِ الغرب, حتى أصبحَ التزامهم بالإسلامِ وانتماؤهم للأمةِ الإسلامية يقضُّ مضاجعَ الكفار، فأخذ الغرب يمنع الحجاب بل الجلباب والخمار، ويفرض قيمه الفاجرة على أبنائنا, ويضيق على المساجد، ويسخر من الإسلام والمسلمين.

فبعدَ أن كان المسلمونَ في الغربِ يحملونَ حضارته إلى بلاد المسلمين, صاروا حملة دعوةٍ للإسلامِ في قلبِ الغرب.

وأما عن الصحوة الإسلامية السياسية، في مجالِ الحكم والدولة، فقد أصبحَ الإسلامُ السياسيُّ هو القضيةَ الدوليةَ الأولى للغرب، وصارَ التحذيرُ من خطرهِ على الأوضاعِ الاستعمارية في بلاد المسلمين، هو الشغلَ الشاغلَ للكفارِ ودولهم، وساستهم ومفكريهم ومراكز الأبحاث والدراسات عندهم.

فدعوةُ الخلافة التي يتصدرها حزب التحرير صارت أَمَلَ الأمةِ بأسرها، واستطلاعات الرأي ومراكزُ الأبحاثِ تؤكدُ هذا، حتى تجاوبت معها الملايينُ من كلِّ شعوب المسلمين، وأصبح أنصارها في كلّ العالم، من الصين والهند وإندونيسيا حتى المغرب، وفي دول الغرب أوروبا وأميركا، وحتى في روسيا وأستراليا، واستطاعت هذه الدعوة بفضلِ اللهِ، حشدَ أتباعها وأنصارها في مناسباتٍ متكررة، وفي بلادٍ مختلفة، كلها تهتفُ بنداءٍ، الخلافةُ والنصرةُ وظهورُ الدين.

إن من يريد استقصاء مظاهر الصحوة الإسلامية، وإحصاءها والوقوف عليها، لن تكفيه مقالةٌ في بضعِ صفحات، ولا حتى مجلة أو كتاب، لكننا أشرنا إلى بعض مظاهرها وعناوينها البارزة، حتى يكون هذا بشرى بينَ يديّ النصرِ والخلافة للعاملينَ لها، ثمّ هيَ من بَعدُ دعوةٌ للمسلمين عامة، للانضمامِ لركبِ الخلافةِ المبارك، حتى يكونَ لهم سهمٌ في بناءِ صرحِ الإسلامِ العظيم، ويفوزوا بأجرِ العاملين الأولين من المهاجرينَ والأنصار، وفي ذلك فليتنافسِ المتنافسون.

قال الله تعالى (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [الحديد 10].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *