العدد الأول -

السنة الأولى – العدد الأول- شوال 1407هـ الموافق أيلول 1987

أحداث جامعية

لبنان:

تحت عنوان “خمسة أساتذة في كلية الحقوق والعلوم السياسية يناقشون مشروع الديمقراطية العددية” نشرت الصحف بتاريخ 16/05/1987 المناقشة في ندوة حضرها كل من الأساتذة الخمسة والشيخ محمد مهدي شمس الدين، وكانت الخطوط العريضة لهذا المشروع للنظام السياسي المقترح على النحو الآتي:

1- انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب.

2- انتخاب رئيس الحكومة من البرلمان.

3- جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة.

4- إنشاء مجلس للشيوخ.

وكان تعليق الدكتور محمد المجذوب: أن القيادات السياسية الراهنة التي ترعرعت في أحضان الطائفية وشربت من حليبها غير مؤهلة لإنجاز هذه المهمة التاريخية، وإذا كان الغرض من محاولات الإصلاح التي تجري اليوم هي لتلميع النظام الطائفي أو تحديثه فإننا نفضل الإبقاء على النظام الطائفي الحالي.

وعرّف الدكتور حسن الجلبي مبدأ الشورى في الإسلام بأنه إعطاء الحق لكل قادر على إدارة الحكم. وقال إنها مظاهر رحبة للديمقراطية وأنا لا أشارك الذين يتكلمون عن الخوف على الديمقراطية من قاعدة الشورى فهي من أصولها وهي تغنيها والمؤسسات الجديدة كالانتخابية والبرلمانية يمكن أن تأخذ من مبدأ الشورى.

ورأى الدكتور ملحم قربان أن هنالك تقارباً بين ما جاء في المشروع وما ينص عليه الدستور اللبناني.

وتكلم الدكتور جورج ديب عن السياسة الخارجية للبنان من خلال مشروع الشيخ شمس الدين فقال أن المبادئ الموجودة في الدراسة هي انعكاس إلى حد كبير للسياسة الخارجية التي اختطتها حكومة الوحدة الوطنية وتحديداً رئيس الحكومة رشيد كرامي.

ثم ردّ الشيخ شمس الدين على بعض النقاط التي أثيرت من خلال مناقشة مشروعه وأكّد في مستهل كلامه أن المشروع هو للبنان والشعب اللبناني. وهو موضوع بين أيدي الناس للتأمل والنقد والتأييد.

انتهت المناقشة عند هذا الحد. أما رد المجلة فهو يتلخص في أن المشروع المطروح للمناقشة هو في جملته وتفصيله مشروع لحل علماني يستعير الديمقراطية والنظام الديمقراطي من الرأسمالية وهذا الحل مخالف تماماً للحكم الشرعي الذي يفرضه الإسلام.

فالنظام الديمقراطي هو نظام الرأسمالية الكافرة، وهو يعني حكم الشعب نفسه بنفسه عن طريق انتخاب ممثليه في البرلمان والذين يتولون سنّ القوانين الوضعية التي تطبق على الشعب. فهل هذه القوانين التي يسنها مجلس النواب مستنبطة من الكتاب والسنة؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!

أما فيما يتعلق بالشورى فإن الشورى في حقيقتها ليست ديمقراطية، كما أن الديمقراطية ليس شورى. والشورى ليست صيغة حكم الديمقراطية، بل هي مهمة يتولاها جهاز من أجهزة الدولة هو مجلس الشورى، ووظيفة هذا المجلس ليست

 سن القوانين وإنما إبداء الرأي المطلق في بعض المسائل وإعطاء الرأي الملزم في بعضها الآخر. وبناء على هذا فإن النظام الديمقراطي إذا طعمناه بشيء اسمه (الشورى) يبقى نظاماً ديمقراطياً ولا يتحول إلى نظام إسلامي، أما نظام الشورى فإننا إذا أدخلنا عليه الديمقراطية فإنها تفسده وتخرجه عن واقعه وشرعيته لأن الديمقراطية في حقيقتها نظام كفر ولا علاقة للإسلام بها لا من قريب ولا من بعيد.

ـ ضمن سلسلة النشاطات الجامعية، قام “نادي الحوار” في الجامعة الأميركية في بيروت بعرض فيلم: كات ستيفن (يوسف إسلام) ـ طريقي إلى الإسلام. وذلك يوم الخميس الواقع في 11 رمضان 1407 في قاعة “الوست هول”، وقد شاهد الفيلم حشدٌ كبير من الطلاب.

وفي كلية بيروت الجامعية قامت “رابطة الطلاب المسلمين” بعرض الفيلم، وذلك يوم الأربعاء الواقع في 23 رمضان 1407 في قاعة المحاضرات في حَرَمِ الكلية.

ـ أوردت جريدة “السفير” في عددها الصادر يوم الأحد الواقع في 10 أيار 1987 الخبر التالي “لوحظ في الفترة الأخيرة اختفاء كل الكتب والموسوعات المتعلقة بهندسة الطيران في مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت”.

ـ بمناسبة يوم القدس العالمي والذكرى السنوية لاغتصاب فلسطين “15 أيار” أقامت التعبئة الطلابية في حزب الله محاضرة تحت عنوان “المسألة الفلسطينية من منظور إسلامي” ألقاها سماحة السيد إبراهيم الأمين، وذلك يوم الأربعاء 22 رمضان في قاعة المحاضرات في كلية بيروت الجامعية.

 

تركيا:

‍‍‍ـ ذكرت الأنباء الواردة من أنقرة أن جامعات تركية اضطرت للعدول عن قرارها القاضي بمنع الطالبات المسلمات من ارتداء اللباس الشرعي داخل الحرم الجامعي.

وكانت الدولة التركية العلمانية قد أصدرت في شهر كانون الأول من العام الماضي قراراً يقضي بمنع ارتداء اللباس الشرعي داخل حرم الجامعات، على أساس أن “الدستور” يقضي بـ “الفصل بين الدين والدولة”، وأن الجامعات مؤسسات رسمية تابعة للدولة.

وقد قامت المظاهرات في الجامعات للاحتجاج على المرسوم، وكانت حملة واسعة النطاق لإلغاء هذا القرار. ووجهت مذكرة إلى رؤساء الجامعات وقعتها 18 ألف طالبة تطالب بالعودة عن هذا القرار السافر الذي يمنع المسلمات من تحصيل العلوم في الجامعات. كما نظم ستون ألفاً من الطلاب حملة إضراب عن الطعام حتى العودة عن القرار. وقد قامت القلاقل منذ صدور القرار ولم تهدأ، حيث أبت الطالبات المسلمات نزع اللباس الشرعي والرضوخ لما يريده النظام العلماني. ونتيجة ذلك اجتمع رؤساء الجامعات في تركيا يوم السبت 26 أيار 1987 الموافق في 26 رمضان عام 1407هـ وقرروا العدول عن أقوال الحظر السابق.

وواضح أن الدولة العلمانية كانت تهدف إلى وضع الطالبات الملتزمات أمام خيارين: إما منعهن من تلقي علومهن، وإما حملهن على التخلي عن اللباس الشرعي سعياً منها لحمل الملتزمين من المسلمين، رجالاً ونساء، على التخلي عن دينهم. لكن الدولة كما يبدو لم تكن تتوقع أن تلاقي مثل هذا التمسك بالإسلام، والمحاربة من أجله، فأجبرت على الرضوخ والتخلي عن قرار الحظر.

الضفة الغربية:

ـ في الضفة الغربية المحتلة وخلال تجمهر الطلبة المسلمين في جامعة بير زيت، قام 400 طالب جامعي بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت واحد وهم في موقف سيارات الجامعة، ثم أنهوا الاجتماع بصرخة واحدة “أنا مسلم”.

إن الوعي تحيي هؤلاء الشباب وتقول للعالم إن موقف التحدي الذي وقفوه، ليدل دلالة لا يرقى إليها شك، أن الأمة الإسلامية العزيزة التي ينتمون إليها، لا تلد إلاّ أبطالاً أعزاء، يأبون إلا أن يصرخوا في وجه الكفر والكافرين أيّاً كانوا، ومهما كانت قوتهم، وإن أمة تلد الأبطال الأعزاء عزيزة كريمة، وستبقى شامخة الرأس، مرهوفة الكفر والظلم، وينعم أبناؤها بالكرامة والسؤدد “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين“.

 

تونس:

ـ طالعتنا الأخبار الواردة من تونس بالأمس القريب بقيام السلطات هناك، باعتقال مجموعة من طلاب الجامعة، متذرعة بقيام بتظاهرة طالبت بالإفراج عن قيادات حركات أصولية دينية كانت أودعت السجن ومجموعة من الطلاب، إثر كشف السلطات ما أسمته “مؤامرة تستهدف تغيير النظام القائم تغييراً جذرياً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *