العدد 170 -

السنة الخامسة عشرة ربيع الأول 1422هـ – حزيران 2001م

تضـليل سـياسـي وإعـلامي بلا حـدود

لجنة ميتشيل، لجنة المتابعة العربية، مؤتمر وزراء خارجية الأقطار الإسلامية، هذه أدوات التضليل وعدة الشغل للتنفيس والتخدير والتضليل.

شارون وطائرات «اف 16» الإسرائيلية عولجت إعلامياً بطريقة شديدة الغباء. أما شارون فالإعلام المزيف الناطق بالعربية يصور لأهل فلسطين أن المشكلة تكمن في شخص شارون وحكومته، فإذا سقط وأُسقطت حكومته ارتاح الفلسطينيون والعرب والعالم من شروره وتنتهي الانتفاضة وسفك الدماء وما يسمونه «العنف المفرط». ويأتي يهودي آخر من الحمائم يجيد التفاوض والمناورة والخداع كالحية الرقطاء.

    أما طائرات «اف 16» فقد استنكر الحكام العرب وبعض حكام العالم استعمال هذا النوع من الطائرات ولم ينطقوا بكلمة واحدة حينما استعمل اليهود الهيلوكبتر من طراز أباتشي وغيره في قصف الناس، ولا حينما استعملت إسرائيل الدبابات والبوارج في قصف الناس ولا حينما استعملت الجرافات لإزالة البيوت والمزارع. وكأن لسان حالهم يقول: اقصفونا بالأسلحة الأخرى نتحمل ذلك لكن ألـ (اف 16) لا نقبل «تخنتوها». منذ متى يختار الضحية نوع العصا التي يجلد بها ؟ وهل نيران الطائرات المروحية مسموح بها ؟

    أما عن لجنة المتابعة العربية فقد تمخضت فولدت فأراً ميتاً، وذلك حينما صدر عنها بيان يقول بوقف جميع الاتصالات السياسية مع اليهود، ثم بعد ساعات جاءتهم التعليمات وكأنها تقول لهم: ماذا فعلتم ؟ كيف تجرأتم على مجرد كتابة هذا الحبر على ورقكم ؟ تراجعوا، وحصل لهم ما أرادوه فتغيرت القرارات فقالوا: لا نقاطع كل أنواع الاتصالات.

    أما عن مؤتمر قمة وزراء خارجية بلدان العالم الإسلامي فهو أيضاً من ضمن عدّة الشغل للتنفيس، فكلما حمي وطيس الانتفاضة تداعى القوم للائتمار في مؤتمر أو مؤامرة لا فرق. وحتى في كتابة الحبر على الورق أخطأوا في كتابتهم حتى لا يغضبوا اليهود ويغضبوا شرطي العالم، فقالوا عن شهداء الانتفاضة «عشرات القتلى ومئات الجرحى» فقام من يصحح لهم بل قولوا: مئات الشهداء وآلاف الجرحى». هؤلاء هم أولياء الأمور في أيامنا لا يخيبون ظناً لمسلم كما عهدناهم دوماً.

    أما عن لجنة ميتشيل فهي الداء كل الداء، وهي ليست أفضل من سابقاتها منذ لجنة «بل» التي قال عنها الفلسطينيون حينها بسخرية: «دبرها يا مستر بل، بلكي على يدّك بتحلّ» وغيرها من المبعوثين مثل الكونت برنادوت الذي اغتاله اليهود، وهذه مجرد أمثلة عن كثرة اللجان والمبعوثين الذين تعاقبوا على هذه البلاد حاملين معهم التضليل والإفساد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *