العدد 359 -

السنة الواحدة والثلاثين – ذو الحجة 1437هــ – أيلول 2016م

إيكونيميست: خراب مصر على يد السيسي

إيكونيميست: خراب مصر على يد السيسي

نصحت مجلة إيكونيميست البريطانية المرموقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعدم الترشح في انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها عام 2018م بعد إخفاقه في إدارة شؤون البلاد لا سيما في الجانب الاقتصادي. ففي مقال بعنوان «خراب مصر»، قالت إيكونيميست إن السيسي «أثبت أنه أشد قمعًا من حسني مبارك الذي أُطيح به في الربيع العربي، ويفتقر لكفاءة محمد مرسي». ووصفت المجلة نظام السيسي بالمفلس، وبأنه «يعيش على المنح النقدية السخية من دول الخليج، وبدرجة أقل على المعونات العسكرية من أميركا».

وذكرت المجلة أنه على الرغم من تدفق مليارات الدولارات من الدول النفطية، فإن عجز الميزانية والحساب الجاري للدولة المصرية في اتساع، إذ بلغ قرابة 12% من إجمالي الناتج المحلي. وتجاوز معدل البطالة وسط الشباب الآن 40%، كما أن القطاع الخاص في ظل اقتصاد «متصلب وبيد الدولة» يظل عاجزًا عن امتصاص ما تسميه إيكونيميست «جحافل العمال الجدد الذين يلتحقون بسوق العمل كل عام». ومن المفارقات فإن حظوظ خريجي الجامعات في العثور على وظائف أقل من غيرهم من أبناء وطنهم شبه الأميين.

ومع أن المجلة تعزو بعض متاعب الاقتصاد المصري إلى عوامل خارج سيطرة الحكومة كتدني أسعار النفط والحروب وظاهرة الإرهاب… فإنها ترى أن السيسي يجعل الأمور أكثر سوءًا. فهو -أي السيسي- يصر على الدفاع عن الجنيه (العملة المحلية) لئلا يفاقم معدلات التضخم ويثير مظاهرات انتفاضة الخبز. فالرئيس يعتقد أن بمقدوره السيطرة على أسعار المواد الغذائية -التي تستورد بلاده معظمها- وذلك عبر دعم الجنيه. وبدلًا من كبح جماح الروتين الحكومي (البيروقراطية) ليطلق العنان لمواهب شعبه، فإن السيسي يغدق أموال دافعي الضرائب على مشاريع «فخمة» مثل توسعة قناة السويس التي تدنت إيراداتها.

وأضافت: وحتى أن ممولي السيسي العرب يبدو أن صبرهم قد نفد، فالمستشارون القادمون من الإمارات عادوا أدراجهم بعد أن ضاقوا ذرعًا من بيروقراطية متحجرة وقيادة غبية تظن أن مصر ليس بحاجة إلى نصائح من دول خليجية مستجدة النعمة تملك أموالًا مثل الرز، على حد تعبير المجلة التي استعانت بوصف أطلقه السيسي في تسجيل مسرَّب من قبل.

وتؤكد المجلة أنه ينبغي على الغرب أن يتوقف عن بيع نظام السيسي «أسلحة باهظة التكاليف ليس بحاجة لها ولا يقوى على احتمال نفقاتها..». كما أن أي مساعدة اقتصادية له يجب أن تقدم بشروط صارمة، إذ يتحتم عليه نهاية المطاف أن يسمح بـتعويم العملة (الجنيه) وتقليص أعداد العاملين بالخدمة المدنية والتخلص تدريجيًا من المشاريع المدعومة الباهظة التكلفة والتي ينخر فيها الفساد.

وتتوالى نصائح إيكونيميست للدول الغربية، إذ ترى أنه لابد لها أن تمضي في تلك الإجراءات شيئًا فشيئًا، ذلك أن «مصر دولة هشة للغاية، والشرق الأوسط منطقة متفجرة» لا تقوى على العلاج بالصدمة. وبرأي المجلة، فإن الضغوط السكانية والاقتصادية والاجتماعية التي ترزح مصر تحت وطأتها تتفاقم بلا هوادة حتى أن السيسي لن يستطيع إرساء استقرار دائم لها. وختمت بالقول إن نظام السيسي بحاجة لإعادة انفتاح، والفرصة المناسبة لذلك تكمن في أن يعلن السيسي عن نيته عدم الترشح للرئاسة مرة أخرى بانتخابات عام 2018م.

الوعي: خراب مصر واقع لا محالة طالما بقي نظام الحكم الإسلامي غائبًا عنها، وطالما أن الظلم والقهر والفساد المبرمج منهج حكامها، وطالما بقيت دولة تابعة ذليلة للغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *