العدد 84 -

السنة السابعة ذو القعدة 1414هـ, نيسان 1994م

التجاذب الأميركي ـ الفرنسي

تحت عنوان: متفجرة الذوق وتأثيراتها على الطائفة المارونية: (تجاذب أميركي فرنسي على النفوذ السياسي في لبنان عبر المسيحيين) نشرت جريدة اللواء البيروتية في أوائل نيسان 1994 مقالاً جاء فيه ما يلي: «إن الخلافات والانقسامات المسيحية ـ المسيحية التي انعكست سلباً على القرار الماروني بعد سقوط العماد ميشال عون ولجوئه إلى السفارة الفرنسية وترحيله إلى فرنسا نتيجة صفقة لبنانية ـ فرنسية، هذه الخلافات أدت إلى إنهاء النفوذ الفرنسي على الساحة اللبنانية من خلال انهزام مشروع العماد عون، الأمر الذي منح الولايات المتحدة فرصة لأمركة المسيحيين، ولبسط النفوذ الأميركي السياسي على الساحة اللبنانية بعد انهيار النفوذ الفرنسي. ذلك لأن الولايات المتحدة التي فشلت منذ ما قبل الاستقلال في الإمساك بالورقة المسيحية وتحديداً المارونية بفعل الارتباطات التقليدية لهذه الطائفة مع فرنسا، استغلت انهزام العماد عون الذي يعتبر الحليف الأول لفرنسا لاحتضان الموارنة وتحويل اتجاهاتهم نحو واشنطن، لكن فرنسا التي خسرت معركة عون وتراجعت على الساحة اللبنانية أمام الهجمة الأميركية لم تقطع خيوط ما خسرته من نفوذ سياسي المارونية، بل راحت تعمل بصمت ودبلوماسية لاسترداد ما خسرته من نفوذ سياسي في لبنان فاعتمدت أسلوب النفس الطويل للعودة إلى لبنان من خلال الطائفة المارونية.

ومن هنا كان التركيز الفرنسي على تقريب وجهات النظر بين البطريك صفير والعماد عون كخطوة أولى على طريق تحقيق المصالحة المارونية ـ المارونية، فنجحت السفارة الفرنسية عبر أصدقاء مشتركين في وصل بكركي بالعماد عون من خلال اتصالات هاتفية في الدرجة الأولى، ومن ثم تبادل رسائل في الدرجة الثانية، وبعد ذلك انتقلت السفارة ومعها بعض المسؤولين الفرنسيين وفي مقدمتهم الوزير فرانسوا ليوتار إلى الخطوة الثانية وهي مشروع مصالحة بين جعجع وعون… تمهيداً لإعادة توحيد الصف المسيحي وإنهاء حال الإحباط التي تعيشها الطائفة المارونية، وتم على يد ليوتار تحقيق لقاء بينهما في ضواحي باريس في العشرين من شهر أيلول الماضي 1993 واعتمد الدكتور جعجع التمويه على الناس بادعائه أنه ينوي زيارة اليونان ولندن والبرازيل ودولة أميركا اللاتينية وذلك لأسباب شخصية، وتم اللقاء وتمت المصالحة، وتم التفاهم على أن هناك استحالة للسيطرة السياسية على كل لبنان، لذلك فإن الطرح الفيدرالي في الوقت الحاضر هو الصيغة والطريقة الفضلى للسيطرة على المناطق المسيحية، وبذلك يكون الموارنة قد استعادوا دورهم وساهموا في تأمين موطئ قدم للنفوذ الفرنسي في لبنان…».

عن جريدة اللواء 02/04/1994.   

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *