العدد 84 -

السنة السابعة ذو القعدة 1414هـ, نيسان 1994م

تغيير المناهج في مصر (1)

أصابع أميركية وصهيونية

صدرت سلسلة من الكتب في تحت عنوان (الغزو الفكري في المناهج الدراسية). هذا عنوان السلسلة أما عناوين الكتب فقد جاء عنوان الكتاب رقم 8: (تطوير أم تضليل في التاريخ الإسلام في عهد الدكتور فتحي سرور)ن أما الكتاب رقم 9 فكان تحت عنوان (تطوير أم تضليل في التاريخ الإسلامي في عهد الدكتور حسين كامل9، وجاء الكتاب رقم 11 تحت عنوان: (تطوير أم تضليل في مناهج التربية الإسلامية).

الكتاب رقم 8 والكتاب رقم 9 من إعداد مجموعة من الخبراء في مصر وهم: الدكتور جمال عبد الهادي والدكتورة وفاء محمد رفعت، والأستاذ محمد عبد المنعم، والأستاذ لطفي حسن عوض. أما ما ورد في هذه السلسلة من معلومات فهو يدعو إلى القلق الشديد، ويدل على الاستفزاز لكل مسلم من قبل السلطة الحاكمة، فما ورد فيها من معلومات مدعمة بالأدلة والأرقام مع ذكر كل آية وكل حديث حذف أو استبدل وكل صفحة حصل فيها العبث والتخريب، وقد رأت «والوعي» أن تطلع قراءها على بعض النُّتف من التخريب الكبير الذي طال مناهج التربية في مصر الكنانة.

تبقى الإشارة أن الكتاب رقم 11 هو من إعداد: الدكتور جمال عبد الهادي (أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة أم القرى سابقاً) والأستاذ محمد عبد الرحمن طبل (مدير مدرسة وعضو نقابة المعلمين بالقاهرة) والأستاذ محمد بدوي (خبير المناهج بوزارة التربية) والأستاذ كامل حمدي عبد الكريم (موجّه التربية الإسلامية واللغة العربية) والأستاذ أحمد محفوظ (موجّه التربية الإسلامية واللغة العربية).

في الكتاب رقم 9 من السلسلة المذكورة والذي يستعرض التخريب الذي طال المناهج في عهد الدكتور حسين كامل:

في الصفحة الثالثة ورد ما يلي: «أُلغي تدريس كتاب (صور من تاريخ مصر الإسلامية) للصف الخامس الابتدائي وكان يشتمل على موضوعات تاريخ الدولة الإسلامية من العصر النبوي حتى نهاية عصر المماليك وصار يدرّس بدلاً منه تاريخ الفراعنة».

«كان التاريخ الفرعوني يُدرّس في 75 صفحة وذلك قبل التطوير فصار الآن يدرّس في 317 صفحة وكان يُدرّس في المرحلة الإعدادية وحدها فصار يدرّس في المراحل الثلاث، أما تاريخ الدولة الإسلامية منذ عصر سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وحتى نهاية الخلافة العثمانية فكان يُدرّس في 207 صفحات قبل التطوير فصار يُدرّس الآن في 32 صفحة فقط وكان يُدرّس في المراحل الثلاثة فصار يُدرّس الآن في المرحلة الإعدادية وحدها، وبذلك انخفض تدريس العصر النبوي لسيدنا محمد إلى عشر صفحات، في حين يُدرّس الملك (مينا) الفرعوني في تسع صفحات».

أما في صفحة 5 فقد جاء ما يلي: «أُلغي تدريس كتاب (معالم التاريخ الإسلامي) للصف الثاني وتقرر بدلاً منه كتاب (الحضارة الإسلامية) ومن أهم سلبيات هذا الكتاب ما يلي:

1- حذف تاريخ الدولة الإسلامية من العصر النبوي حتى نهاية الخلافة العثمانية.

2- حذف أهم موضوعات الحكم في الإسلام مثل:

– النظام السياسي (نظام الخلافة ـ الوزارة ـ الحجابة ـ الكتابة).

– النظام الإداري (تولية الولاة ـ الدواوين ـ الجيش ـ الأسطول).

– النظام المالي (بيت المال ـ موارد بيت المال ـ السكة ـ دار الضرب).

– النظام القضائي (تطور النظام القضائي ـ الحسبة).

3- تشويه معالم الإسلام في عصر الخلافة العباسية والادّعاء بأن العصر العباسي كان عصر جوار وغناء (في حين أنه كان عصر جهاد وعلم)، والادّعاء بأن حياة الخلفاء العباسيين كانت حياة لهو ومجون.

في الصفحة رقم 10 ورد ما نصّه: «أدخل الكتاب الجديد طبعة (1993 ـ 1994) تعديلات توحي للطلاّب بأن التضامن الإسلامي والوحدة الإسلامية تيار قد انتهى عصره وأصبح في خبر كان، وأن العصر الحالي هو عصر القوميات، وأن العرب والمسلمين رفضوا فكرة الخلافة، والوحدة الإسلامية، وحاربوها وفضلوا عليها فكرة القومية العربية… وذكر الكتاب طبعة (93/94) أن المثقفين العرب في بلاد الشام انقسموا إزاء قضية القومية العربية إلى فريقين: فريق تمسك بالدولة العثمانية باعتبارها جامعة للمسلمين وحامية للخلافة، وهذا الفريق مع العرب المسلمين، وفريق آخر مثّله العرب المسيحيون، وقد أثنى الكتاب المقرر على هذا التفريق الثاني وقال عنه: (أنهم قرأوا التاريخ العربي قراءة غير ذاتية. ورأوا الاندماج بين المسلمين ضد الوجود العثماني وتحت لواء العروبة… لقد تبلور الفريق الثاني ـ المسيحي ـ حول كتاب نجيب عازوري (يقظة العرب9 الذي دعا فيه إلى انفصال الولايات العربية عن الدولة العثمانية على أن تكون الحجاز فقط مقراً لخلافة عربية إسلامية أشبه بدولة الفاتيكان للمسيحيين».

ويضيف الكتاب المقرر على طلاب مصر لعام 93/94: «أن الحركة العربية ـ التي مثّلها العرب المسيحيون ـ دخلت بعد ذلك مرحلة العمل السياسي وكانت ممثلة أول الأمر في (جمعية بيروت السرية) التي تألفت عام 1875م على يد خمسة شبان من خريجي الكلية البروتستانية (الجامعة الأميركية في بيروت) وهي التي قامت بأول عمل ثورية عربي في هذه الفترة عن طريق توزيع المنشورات السرية التي تضمنت مساوئ الحكم التركي».

وفي صفحة 12 إشارة إلى حذف هذه العبارة من الكتاب المدرسي الجديد: «ظلت مصر متعلقة بأهداب الدولة العثمانية على اعتبار أنها دولة الخلافة وأنها تسعى إلى تحرير العالم الإسلامي من الاستعمار ولذلك قاطع المصريون البضائع النمساوية عندما أعلنت إمبراطورية النمسا اقتطاع إقليمي البوسنة والهرسك من جسد الدولة العثمانية، وكان للشعب المصري مواقف غاية في السمو من العدوان الإيطالي على طرابلس الغرب في 19922م ومن عدوان بعض الدول البلقانية على الدولة العثمانية، وأن الشعب المصري أعلن مقاطعته للبضائع النمساوية من أجلهما؟

صفحة 19 جاء ما يلي: حذف الفصل الخامس من كتاب الجغرافيا للصف الثاني الإعدادي وذلك لورود العبارات الهامة التالية فيه:

* «إن الأمة العربية حالياً لا تضمها دولة واحدة، فهي مقسمة إلى 22 دولة برغم أن لها تاريخاً طويلاً يبلغ آلاف السنين،وأن تقسيم الشعب العربي وتجزئته يرجع إلى الاستعمار الأوروبي الذي عمل على تفتيته إلى دول صغيرة بفصل بعضها عن بعض حدود سياسية مصطنعة من رسمه لإضعاف قوة العرب وإشاعة روح التفرقة بينهم».

* «سيطر الاستعمار على إنتاج الوطن العربي الزراعي والمعدني وأخضعه لمصالحه الشخصية لكي يضمن تبعية الدول العربية له سياسياً واقتصادياً».

* «وفي عام 1948 قام الاستعمار بتمزيق وحدة أراضي الوطن العربي بإقامة دولة إسرائيل على ارض فلسطين».

* ومن المشكلات التي خلفها الاستعمار: مشكلة جنوب السودان، وذلك بهدف التحكم في منابع النيل، ووقف الزحف العربي الإسلامي إلى قلب القارة الأفريقية وبالمثل مشكلة كردستان، ومشكلة عربستان، ومشكلة الاسكندر ونه، ومشكلة أوجادين ومشكلة جزر الخليج العربي، والمشكلة الفلسطينية».

وفي صفحة 20، 21 ورد ما يلي: «حذف الفصل الخامس عشر وهو بعنوان: (التكامل بين أقطار الوطن العربي وإمكاناته الطبيعية والبشرية) وحذفت أيضاً العوامل المساعدة على التكامل الاقتصادي في الوطن العربي».

وفي صفحة 23 جاء هذا العنوان: (اختزال وتشويه تاريخ الدولة الإسلامية بالصف الثاني الإعدادي) (عام وأزهر). وورد تحت هذا العنوان: حذفت أهم وقائع السيرة النبوية حتى بدت وكأنها سيرة شخص عادي لا سيرة أعظم الأنبياء، حيث حذفت منها مواطن العظة ونماذج القدوة ومما حذف من السيرة ما يلي:

1- إغفال أمر الله سبحانه وتعالى إلى نبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- بأن يجهر بدعوته.

2- إغفال وقائع تعذيب آل ياسر وسمية وتثبيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لهم وقوله «صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة»، كما أُغفل وصف سُميّة بأنها أول شهيدة في الإسلام.

3- إغفال موضوع غدر اليهود ونقضهم للمعاهدات التي عقدت مع سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

4- حُذف من معركة بدر، تاريخ المعركة الهجري، وعدد جيش المسلمين، وعُدّة المسلمين وحُذف عدد شهداء المسلمين، وحُذف وصف سير المعركة، وحُذفت الدروس المستفادة من المعركة.

5- أُغفل من عزوة الخندق سبب الغزوة وهو نفراً من اليهود حزّبوا الأحزاب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث ذهبوا إلى قريش ودعوهم إلى حرب رسول الله. وكل الإشارات التي تشير إلى غدر يهود بني قريظة بالعهد الموقع مع المسلمين.

6- حذف أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بإجلاء بني قريظة عن المدينة جزاء غدرهم وخيانتهم.

7- حذف من فتح مكة قوله -صلى الله عليه وسلم-: «من دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن» وحذفت العبارة التالية أيضاً ودخل الرسول المسجد الحرام وطاف بالكعبة والمسلمون معه يرددون «لا إله إلا الله وحده صد ق وعده ونصر عبده وأعزّ جنده وهزم الأحزاب وحده»، وكان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً، وكلما مر بصنم أشار إليه وقال: «جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً».

وفي صفحة 28 ورد ما يلي: «التنكّر لتاريخ مصر الإسلامية بحذف الفصل الثاني الخاص بمصر كولاية إسلامية والذي حذف هو عبارة: أن مصر ظلت ولاية تابعة للخلافة الإسلامية منذ الفتح الإسلامي وحتى قيام الدولة الطولونية المستقلة الخارجة على الخلافة وقد تولى الحكم خلال هذه الفترة 99 والياً بعد عمرو بن العاص».

ويتابع الكتاب وقد تم حذف الفصل الخامس وكان بعنوان (الفتح العثماني لمصر) وجاء فيه: «إن العثمانيين مسلمون على المذهب السني استقروا في آسيا الصغرى وظلت قوتهم تتزايد حتى أصبحت دولتهم أكبر قوة عسكرية».

هذه مقتطفات قليلة مما ورد في تخريب المناهج في مصر وحسب ما ورد في الفصل الأول من الباب الثالث من الكتاب رقم 11 فإن مجموعة المؤلفين لهذه السلسلة يجزمون بوجود أوامر أميركية ويهودية وراء ما جرى من تخريب حيث جاء الفصل المشار إليه بعنوان: «الأدلة على وجود أصابع أميركية وصهيونية وراء تخريب مناهج التربية الإسلامية». وفي الأعداد القادمة سوف نستعرض بعض ما ورد في الكتب الأخرى من تحريف بإذن الله.

(يتبع)

مجلة «الوعي» في سبعة مجلدات

مع صدور هذا العدد (84) من مجلة «الوعي» تكون المجلة قد أكملت سبع سنوات من عمرها. وقد رأت إدارتها أن تجمع الأعداد الصادرة في مجلدات، كل سنة في مجلد. وقد تم وضع فهرس للموضوعات في كل مجلد. وهذه المجلدات متوفرة الآن في عدد محدود. ثمن المجلد الواحد (15000) ل.ل في لبنان و9 دولارات أميركية خارج لبنان يضاف إليها أجرة البريد. [المجلدات السبعة بـ 135000 ل.ل. أو 63 $].

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *