العدد 154 -

السنة الرابعة عشرة _ ذو القعدة 1420هـــ _شباط 2000م

مجزرة الطنطورة عام 1948م وابتزاز اليهود للنمسا عام 2000م

    إكتشف الباحث اليهودي (تيدي كاتشي) مجزرة حصلت في قرية الطنطورة التي تبعد 28 كيلومتراً جنوب حيفا، وبعد تدمير القرية وجرف منازلها أقام اليهود مكانها منتجعاً سياحياً أطلقوا عليه اسم «دور». قام الباحث اليهودي بجمع اعترافات من مقاتلي لواء «الكسندروني» اليهودي الذي احتل القرية وارتكب المجزرة وقتل 200 مسلم في تلك القرية. قامت بعض وسائل الإعلام مؤخراً بمقابلة بعض الناجين من المجزرة والذين لجأوا إلى قرية الفريديس المجاورة فقال أحدهم: «هنا كان المسجد، وهناك كانت تسكن عائلات اليحيى وعمر وطه وزراع، وهناك مدرسة البنين وتلك كانت مدرسة البنات… هنا يرقد عشرات آخرون في ثلاثة قبور جماعية أُجبر القتلى على حفرها قبل أن يجندلهم الرماة اليهود».

    إنه لمن المؤلم أن يكشف يهودي عن مجزرة ارتكبت في حق المسلمين ولم يذكرها الإعلام التابع للأنظمة، ولا اكتشفتها التنظيمات الثورية التي تجاوزت العشرة ونصبت نفسها ناطقة باسم الأحياء والأموات من أهل فلسطين، ولم يسألوا أو يطالبوا بمحاكمة المجرمين الذين ارتكبوا 30 مجزرة في فلسطين، وأخرى في مصر ولبنان، ولو من باب رفع العتب، أو رد الاعتبار، أو لتوجيه رسالة إلى الأعداء بأن شهداءنا لا ننساهم حتى بعد نصف قرن. فإذا لم تحركهم نخوتهم المفقودة فعلى الأقل فليقلدوا عدوهم كما قلدوه في أكثر من مناسبة، فقد كان أول مطلب لباراك حين ذهب للتفاوض في أميركا أن يسترجع عظام الجاسوس اليهودي كوهين الذي أُعدم في دمشق عام 1965م !!

    إن اليهود مرتكبي المجازر لا يزالون يبتزون ألمانيا وأوروبا تحت ذريعة «المحرقة» و«النازية» وتطارد كل من تشك في مساهمته في قتل اليهود أيام هتلر ـ حسب زعمهم ـ ويبتزون كورت فالدهايم تحت ذريعة مشاركته في جهود هتلر ضد اليهود، وآخر ابتزاز لهم حصل ضد حزب الحرية النمساوي الذي يتزعمه (يورغ هايدر) الذي ولد من أبوين نازيين حسب زعمهم، هذا الحزب دخل في حكومة ائتلافية وتولى بعض أفراده بضعة مناصب وزارية، فقام اليهود بحملة ضد هذا الحزب وحركوا عدة دول أوروبية فتجاوبت معهم (ولا يزال البعض يشككون في قدرة اليهود على الضغط على أصحاب القرار في أوروبا وأميركا ـ أي اللوبي وجماعات الضغط) وكان من نتائج الضغط اليهودي: استدعاء إسرائيل لسفيرها في النمسا، وهددت بقطع علاقاتها معها، وهددت دول الاتحاد الأوروبي بعزل النمسا سياسياً، وخفض التمثيل الديبلوماسي معها وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، وأكثرهم حماساً كانت فرنسا، ولم يستنكر أحد التدخل في شؤون النمسا الداخلية. وقال وزير خارجية اليهود: «إن جوهر دولة إسرائيل هو ألا ننسى وألا نسمح لغيرنا بالنسيان». أما المسلمون فعليهم أن ينسوا ما ارتكبه اليهود من مجازر في حقهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *