العدد 229 -

السنة العشرون صفر 1427هـ – آذار 2006م

كلمة الوعي: كونوا معنا، واعملوا معنا… لإقامة الخلافة

كلمة الوعي:

كونوا معنا، واعملوا معنا… لإقامة الخلافة

سنة تذهب على هدم الخلافة بعد سنة، والنفس تزداد شوقاً، والعزم توكلاً على الله؛ لإعادتها خلافة راشدة على منهاج النبوة، إحقاقاً لحق الله تعالى وحده في التشريع والحكم والعبادة… ونحن إذا كنا نعتبر أن تاريخ هدمها كان في 28 رجب 1342هـ، فإن لها تاريخاً آخر موافقاً هو 3/3 1924م. ولا يسعنا عند مرور هذه الذكرى في التاريخ الميلادي إلا أن نذكرها، فإنها في قلوبنا، وتشغل عقولنا، وتستغرق اهتمامنا في كل لحظة، كيف لا، وعبادة الله الحق لا تتحقق إلا بواسطتها. وهذه صرخة من الأعماق للأمة لتكون معنا في همنا واهتمامنا.

يا أيها الذين آمنوا كونوا معنا لنحكّم الإسلام في حياتنا كلها… كونوا معنا لنتعاون على القيام بهذا الواجب الذي فرضه الله علينا… كونوا معنا لإقامة الخلافة طاعة لأمر نبينا الحبيب (صلى الله عليه وآله وسلم).

الخلافة هي تاج الفروض، وهي جامع الأحكام، وبها يقوم الدين ويظهر على الدين كله, وبها نملك الدنيا وتأتينا صاغرة, وبها نتوسط الأمم كما تتوسط الجوهرة العقد، وكما يتوسط العمود الخيمة.

فبالخلافة، نحيا في ظل النظام الأهدى والأقوم؛ فتحفظ حقوق الرعية رجالا ونساء, مسلمين وأهل ذمة, بل وحقوق الحيوان وحق البيئة.

وبالخلافة يرفع عن كواهلنا ما أثقلها من ضرائب ومكوس.

وبالخلافة تلغى دوائر المباحث والمخابرات والأمن السياسي وجهاز أمن الدولة الجاثمة على صدورنا، قال تعالى: ( وَلَا تَجَسَّسُوا ) [الحجرات 12].

وبالخلافة نقضي على منكرات الحكم، ومنكرات السوق، ومنكرات الشوارع، ومنكرات الأفراد…

وبالخلافة نضمن مناهج تعليم إسلامية حقة، وبها نضمن اللحاق بركب التكنولوجيا، وبها نلغي البيروقراطية والرشوة والفساد الإداري.

وبالخلافة نحفظ الأمة من فساد الفضائيات التي ترعاها حكومات الرويبضات  اليوم.

وبالخلافة تعود المرأة المسلمة إنسانة لا سلعة.

وبالخلافة تحفظ الأمة من نهب البنوك الربوية وتطفأ حربها مع الله.

وبالخلافة نعود أمة واحدة فتلغى الحدود. قال تعالى: ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ) [الأنبياء 92].

وبالخلافة لا يبقى للدولار تحكم باقتصادنا, ولن يكون لمجلس الأمن الدولي دور في مصيرنا, ولن يتدخل في شؤوننا البنك الدولي.

بالخلافة ستسهل طريق التصنيع ثقيلة ومتوسطة وخفيفة.

وبالخلافة سيقف المسلمون في وجه الاستكبار العالمي المتمثل بدول الغرب الرأسمالية الكافرة، نصرةً للشعوب المستضعفة.

وبالخلافة سنتمكن من امتلاك قرارنا السياسي وإرادتنا الحرة, فدولتنا يقطنها مليار ونصف من الناس أو يزيد، ولها موقع استراتيجي، وتملك مقدرات هائلة وطاقات فذة، ولها تاريخ واحد، ودين واحد، وقرآن واحد، ورسول واحد.

 وبالخلافة ستجذب الأموال التي هاجرت، وستشجع عودة الأدمغة التي هجّرت، وإليها ستعود القوة العاملة التي اضطرت للسفر غرباً.

وبالخلافة ستنمى بذرة الصناعة والزراعة، وسيجتمع المال مع الخبرة، وسيقضى على الحواجز الجمركية، وتفتح أبواب الأسواق الإسلامية على بعضها…

وبالخلافة تنتهي مشكلة البطالة ومشكلة الحاجة إلى استيراد العمال.

وبالخلافة يعود النفط نعمةً للمسلمين جميعاً، ولن يكون المال دولة بين الأغنياء فقط.

وبالخلافة يضمن كل مسلم حاجاته الضرورية، ويتوفر للمسلمين حاجاتهم الأساسية.

وبالخلافة لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً.

وبالخلافة يزول التشرذم والفرقة وحكم الرويبضات، ويرفع عنا الهوان.

وبالخلافة يتوقف الاعتداء على المسجد الأقصى وما حوله وتعود إليهما البركة، ويتوقف يهود وأميركا عن استباحة أرض أحفاد صلاح الدين -كردستان-.

وبالخلافة يخرج الكفر من فلسطين -أرض الرباط- ومن كابول، وعاصمة الرشيد، وجروزني،  ومن سيناء، ودارفور…

وفي ظل الخلافة ستقوم أحزاب وجماعات وجمعيات بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحثنا على تنفيذ أوامر الله. وهذا سيفتح المجال واسعاً لمحاسبة من يريد ظلماً، أو فسقاً، أو فجوراً، للمسلمين. فلن تكون هناك ديموقراطية، ولا علمانية، ولا ليبرالية، ولا اشتراكية، ولا قوميات، ولا عصبيات، أو من يبغي إشاعة المنكرات، أو نشر الرذيلة.

وبالخلافة يتمكن طالبو الشهادة في سبيل الله من القيام بالجهاد.

بالخلافة سيتمكن طالبو الحج من تأدية هذا الركن دون ضريبة ولا رسوم، وسيتمكن المسلمون من الصوم دون شك ولا تشكيك بين الحكومات من رؤية الهلال أو عدمه.

وبالخلافة تقام الحدود.

يا أيها الذين آمنوا كونوا معنا، واعملوا معنا لإقامة الخلافة كما كانت زمن الخلفاء الراشدين المهديين. فلنعمل معاً اعتصاماً بحبل الله، قال تعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) [آل عمران 103]، فالاعتصام بحبل الله فرض علينا جميعاً، أي فرض على كل واحد منا، وهو نعمة تبعدنا عن شفا حفرة النار، وعن الفرقة والتشرذم والعداوة، ولا يضمن ذلك إلا الخلافة.

إلى العمل معنا لإقامة الخلافة -تاج الفروض وجامع الأحكام- ندعوكم، ففيه عز الدنيا وكرامة الآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *