العدد 356 - 357 -

السنة الواحدة والثلاثين رمضان وشوال 1437هـ – حزيران و تموز 2016م

صَفَحَاتٌ مُضِيْئَةٌ قَبْلَ سُقُوْطِ الخِلَافَةِ.

    بسم الله الرحمن الرحيم

صَفَحَاتٌ مُضِيْئَةٌ قَبْلَ سُقُوْطِ الخِلَافَةِ.

 

 من الصفحات المضيئة في تاريخ المسلمين في شمال أفريقيا، وفي الجزائر تحديدًا، أنه في عام 1541م وصلت الحملةُ الصليبية بقيادة كارلوس الخامس ملك إسبانيا إلى سواحل الجزائر وذلك بغيةَ الانتقامِ من المسلمين بعد النصرِ الذي حققه خليفةُ المسلمين السلطـان سليمـان القانونـي بعد فتحِه المؤزَّر لمدينـة بودابست (عاصمة المجر) في قلـب أوروبا عام 1541م، ودخولِه شخصيًا على رأس الجيشِ العثماني إلى المدينة. فاستغل كارلوس الخامس غيابَ القائد خير الدين بربروس (الغني عن التعريف) عن مدينة الجزائر؛ حيث كان وقتها في زيارة لعاصمةِ الخلافة (الآستانة)، وكان كارلوس الخامس وجيشُه على ثقة بنصر مؤزر لاعتقادهم أن رحيلَ بربروس سوف يخلِّف فراغًا كبيرًا في الجزائر، لكنه غفل عن وجود رجالٍ عظام وأسودِ جهادٍ في البر والبحر تركهم بربروس خلفه. وعندما نزل الجيشُ الصليبي برًّا خاض مناوشاتٍ بدائية مع كتائب المجاهدين تمكن بعدها من احتلال بقعة من الأرض أقام عليها معسكرَه.. ثم أرسل كارلوس الخامس إلى حسن آغا يطلب منه الاستسلامَ وتسليم المدينة، وقد قام حسن آغا بعرضِ الأمر على أهل الجزائر وطلبِ رأيهم، فما كان منهم إلا أن رفضوا العرضَ وأصروا على القتال في سبيل الله والدفاع عن مدينتهم. فأيدهم الله سبحانه وتعالى بجند من عنده كما في موقعة الأحزابِ، وسلط على كارلوس وجنودِه مطرًا وعواصفَ أفسدت البارودَ وبلت الأقدامَ وحطمت السفن، وكتب الله سبحانه وتعالى النصرَ المبينَ لأهل الإسلام من المجاهدين في تلك المعركة، واستطاع المسلمون تحريرَ أكثر من 1400 أسيرٍ من أسرى المسلمين ممن كان كارلوس قد استخدمهم في التجديف في سفنه. فتحقق بذلك نصرُ الله عز وجل للمؤمنين والخزيُ والخذلانُ لكارلوس وجنوده. قال تعالى: ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين)

وجدير بالذكر أنَّ خير الدين بربروس وبعد انتصاره على ثورة ابن القاضي (الذي كان متحصنًا في شبه إمارة مناوئةٍ للعثمانيين في بعض الجبال شرق مدينة الجزائر) عام 1521م، ونظرًا لما كان رآه  من حال بعضِ أهل الجزائر في ذلك الوقت من تأييد لابن القاضي، ما كان منه إلا أن غادر الجزائرَ طواعيةً، وحمل أهلَه وجنودَه على المراكب وغادر إلى مدينة جيجل الساحلية شرق البلاد، فما كان من  المخلصين من أهل البلادِ (ولاءً منهم للدولة الإسلامية) إلا أن أرسلوا له الوفودَ إلى جيجل ليس من أجل طلبِ العودةِ فحسب بل واستلامِ الحكم أيضًا. وبالفعل استجاب لهم خير الدين ونزل عند طلبهم وذلك عام 1527م. وقد كان لموقف أهلِ الجزائر هذا عظيم الأثر في تغيير مجرى التاريخ وإنقاذِ هذا الجزء من البلاد الإسلاميةِ من ويلات المستعمر الأوروبي على الأقل لمدة 300 عام!!

 ويروي التاريخ أن كارلوس هذا اضطر لأن يلملم أشلاءَ جيشه وحملتِه الفاشلة ويُبحر على مَا بقي من أسطوله المحطم من عارِ وخزيِ الهزيمة، حيث توجه إلى إيطاليا ولم يتوجه إلى إسبانيا. وكان لفشله في حملته الصليبية على الجزائر أثر عميق على الصعيد العالمي بأسره، فلقد نزلت أخبارُ الهزيمة كالصاعقة على أوروبا وانفرط عقدُ التحالف الأوروبي الصليبي، وانفض الجميعُ من حول كارلوس الذي لم تقم له بعدها قائمةٌ، وظل يلعق جراحَ هزيمته بالجزائر حتى هلك بعدها بقليل (منـزويًا في دير من الأديرة).

ولقد امتد سلطانُ المسلمين أيام الدولة العثمانيةِ حتى شمال البحر الأبيض المتوسط بأكمله، ولم تكن لتجرؤ أي سفينةٍ على العبور فيه إلا بعد أن تدفع رسمًا للدولة العثمانية. ففي سنة 1795م وقَّعت الولايات المتحدة الأميركية على معاهدة مع الدولة العثمانية (مُـمثَّلةً بوالي الجزائر) وكانت المعاهدة باللغة التركية ولم تكن باللغة الإنكليزية، حيث وقعت أميركا على ما يلي: «تدفع الولايات الأميركية إلى ولاية الجزائر التابعةِ لدولة الخلافةِ العثمانية فورًا مبلغَ 642 ألف دولارٍ ذهبيٍ، وتدفع لها سنويًا مبلغ 12 ألف ليرة عثمانيةٍ ذهبيةٍ، وفي مقابل ذلك يُطلق سراحُ الأسرى الأميركيين الموجودين في الجزائر، ولا تتعرض ولايةُ الجزائر لأية سفينة أميركية، لا في الأطلسي، ولا في البحر الأبيض». وكان قد وقَّع وصدَّق على المعاهدة جورج واشنطن نفسُه، ووقع عليها بكلر بك حسن باشا من جانب الدولة العثمانية، علمًا أن هذه المعاهدة هي المعاهدة الوحيدة في التاريخ التي وقَّعت عليها أميركا بغير لغتها. كان ذلك أيام العز والقوةِ والمنعة أيامَ الخلافة.

صَفَحَاتٌ مُعَتَّمَةٌ بعد سُقُوطِ الخِلَافَةِ.

فمن الصفحات المظلِمة والمحطات المعتمة حقًا في تاريخ المسلمين التي تدلل على مدى هبوط المسلمين فكريًا وسياسيًا، ومدى الكيد الاستعماري والتآمر الأجنبي الذي رافق عمليةَ القضاء على دولة المسلمين مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، أنه عندما توفي العلماني اليهودي مصطفى كمال (أتاتورك) عميل الإنجليز وهادمُ الخلافة، وتقلد عصمت إينونو مقاليدَ الحكم في الجمهورية التركية الحديثة التي تأسست على أنقاض الخلافة – أي بعد عقدين كاملين من إلغاء الخلافة العثمانية (!!)  نشر الشيخ عبد الحميد بن باديس (يوصف زورًا وبهتانًا بأنه رائد الإصلاح في الجزائر) في جريدة الشهاب (عدد نوفمبر/تشرين الثاني 1938م – رمضان 1357هـ) هذه الوثيقة التي يتكتم عليها الكثيرون بل ويخفونها لأنها تكشف سوء قائلها وتبعيته الفكرية؛ فاقرؤوا ما قاله:

[في السّابع عشر من رمضان المعظّم ختمت أنفاسُ أعظم رجلٍ عرفته البشريّة في التّاريخ الحديث، وعبقريّ من أعظم عباقرةِ الشّرق، الّذين يطلُعون على العالم في مختلف الأحقاب، فيحوّلون مجرى التّاريخ ويخلقونه خلقًا جديدًا … ذلك هو «مصطفى كمال» بطل غاليبولي في الدّردنيل، وبطل سقاريا في الأناضول، وباعث تركيا من شبه الموتِ إلى حيث هي اليوم من الغنى والعزّ والسّمو.

 وإذا قُـلنا بطل غاليبولي، فقد قلنا قاهر الإنكليز أعظم دولة بحرية، الذي هزمها في الحرب الكبرى شرَّ هزيمة لم تعرفها في تاريخها الطويل.. وإذا قلنا بطل سقاريا فقد قلنا قاهر الإنكليز، وحلفائهم من يونان وطليان وفرنسيين بعد الحرب الكبرى، ومُـجليهم عن أرض تركيا بعد احتلال عاصمتها والتهام أطرافِها وشواطئها.. وإذا قلنا باعث تركيا فقد قلنا باعث الشّرق الإسلامي كلّه، فمنزلة تركيا التي تبوأتها من قلب العالم الإسلامي في قرون عديدةٍ هي منزلتها، فلا عجب أن يكون بعثُه مرتبطاً ببعثها…

لقد كانت تركيا قبل الحرب الكبرى هي جبهة صراعِ الشّرق إزاء هجمات الغرب، ومرمى قذائفِ الشَّرَهِ الاستعماري والتّعصب النّصراني من دول الغرب، فلمّا انتهت الحربُ وخرجت تركيا منها مهشّمةً مفكّكةً، تناولت الدّولُ الغربيّة أممَ الشّرق الإسلامي تمتلكها تحت أسماء استعماريّةٍ ملطّفة، واحتلّت تركيا نفسَها واحتلّت عاصمةَ الخلافة وأصبح الخليفةُ طوع يدها وتحت تصرّفها، وقال الماريشال اللّنبي – وقد دخل القدس – «اليوم انتهت الحروب الصّليبيّة».

فلو لم يخلق اللّه المعجزةَ على يد «كمال» لذهبت تركيا وذهب الشّرقُ الإسلامي معها، ولكنّ «كمالًا» الّذي جمع تلك الفلول المبعثرة فالتفّ به إخوانـُه من أبناء تركيا البررة، ونفخ من روحه في أرض الأناضول حيث الأرومة التّركية الكريمة، وغيَّر ذلك الشّعب النّبيل، وقاوَم ذلك الخليفةَ الأسير وحكومتَه المتداعيّة، وشيوخَه الدّجالين من الدّاخل، وقهر دولَ الغرب وفي مقدّمتها إنكلترا من الخارج.. لكنّ «كمالًا» هذا أوقف الغرب المغير عند حدّه وكبح من جماحه وكسر من غلوائه، وبعث في الشّرق الإسلامي أملَه وضرب له المثل العالي في المقاومة والتّضحية فنهض يكافح ويُجاهد، فلم يكن «مصطفى» محيي تركيا وحدها، بل محيي الشّرق الإسلامي كلّه. وبهذا غيَّر مجرى التّاريخ ووضع للشّرق الإسلامي أساس تكوين جديد، فكان بحقّ – كما قلنا – من أعظم عباقرة الشّرق العظام الّذين أثروا في دين البشرية ودنياها من أقدم عصور التّاريخ.

إنّ الإحاطة بنواحي البحث في شخصيّة (أتاتورك) (أبي التّرك) ممّا يقصر عنه الباع ويضيق عنه المجال، ولكنّني أرى من المناسب أو من الواجب أن أقول كلمةً في موقفه إزاء الإسلام، فهذه هي النّاحية الوحيدة من نواحي عظمة «مصطفى أتاتورك» التي ينقبض لها قلبُ المسلم ويقف متأسّفًا ويكاد يولّي «مصطفى» في موقفه هذا الملامة كلّها حتّى يعرف المسؤولين الحقيقيين الّذين أوقفوا «مصطفى» ذلك الموقف.. فمن هم هؤلاء المسؤولون؟.

المسؤولون هم الذين كانوا يمثّلون الإسلامَ وينطقون باسمه، ويتولّون أمرَ النّاس بنفوذه، ويعدّون أنفسهم أهله وأولى النّاس به، هؤلاء هم خليفة المسلمين، شيخ إسلام المسلمين ومن معه من علماء الدّين، شيوخ الطّرق المتصوّفون، الأمم الإسلامية الّتي كانت تعدّ السّلطان العثماني خليفةً لها، أمّا خليفة المسلمين فيجلس في قصره تحت سلطة الإنجليز المحتلّين لعاصمته ساكنًا ساكـتًا، أستغفر اللّه بل متحرّكًا في يدهم تحرّك الآلة لقتل حركة المجاهدين بالأناضول، ناطقًا بإعلان الجهاد ضدّ «مصطفى كمال» ومن معه، الخارجين عن طاعة أمير المؤمنين…

وأمّا شيخ الإسلام وعلماؤه فيكتبون للخليفة منشورًا يمضيه باسمه ويوزّع على النّاس بإذنه، وتلقيه الطّائراتُ اليونانيّةُ على القرى برضاه يبيح فيه دمَ «مصطفى كمال»، ويعلن خيانته ويضمن السّعادةَ لمن يقتله. وأمّا شيوخ الطّرق الضّالون وأتباعهم المنوَّمون فقد كانوا أعوانًا للإنجليز وللخليفة الواقع تحت قبضتهم يوزّعون ذلك المنشور ويثيرون النّاس ضدّ المجاهدين…

وأمّا الأممُ الإسلاميّة الّتي كانت تعدّ السّلطان العثماني خليفةً لها فمنها – إلاّ قليلًا – من كانوا في بيعته فانتفضوا عليه ثمّ كانوا في صفّ أعدائهم وأعدائه، ومنها من جاءت مع مستعبديها حاملةً السّلاح على المسلمين شاهرةً له في وجه خليفتهم، فأين هو الإسلام في هذه الكليشيهات (الصور والأشباح) كلّها؟ وأين يبصره «مصطفى» الثّائر المحروب، والمجاهد الموتور… منها؟

لقد ثار «مصطفى كمال» حقيقة ثورة جامحةً جارفةً ولكنّه لم يكن على الإسلام، وإنّما ثار لى هؤلاء الذين يُسمّون بالمسلمين، فألغى الخلافة الزّائفةَ، وقطع يد أولئك العلماء عن الحكم؛ فرفض مجلّة الأحكام، واقتلع شجرة زقّوم الطّرقية (الصوفية) من جذورها، وقال للأمم الإسلاميّة عليكم أنفسكم وعليّ نفسي، لا خير في الاتصال بكم ما دمتم على ما أنتم عليه، فكوّنوا أنفسكم ثمّ تعالوا نتعاهد ونتعاون كما تتعاهد وتتعاون الأممُ ذواتُ السّيادة والسّلطان.

أمّا الإسلام، فقد ترجم (مصطفى كمال) القرآنَ لأمتّه التّركية بلغتها لتأخذ الإسلامَ من معدنه، وتستقيه من نبعه، ومكّنها من إقامة شعائره، فكانت مظاهرُ الإسلام في مساجده ومَوَاسِمه تتزايد في الظّهور عامًا بعد عامٍ حتّى كان المظهر الإسلامي العظيم يوم دفنه والصّلاة عليه تغمّده اللّه برحمته…

لسنا نبرّر صنيعه في رفض مجلّة الأحكام، ولكنّنا نريد أن يذكر النّاس أنّ تلك المجلّة المبنيّة على مشهور وراجح مذهب الحنفيّة ما كانت تسع حاجةَ أمّةٍ من الأمم في كلّ عصر؛ لأنّ الذي يسع البشريّة كلَّها في جميع عصورها هو الإسلام بجميع مذاهبه لا مذهب واحد أو جملة مذاهب محصورة كائنًا ما كان، وكائنةً ما كانت. ونريد أن يذكر النّاسُ أيضًا، أنّ أولئك العلماء الجامدين ما كانوا يستطيعون أن يسمعوا غير ما عرفوه من صغرهم من مذهبهم، وما كانت حواصلهم الضّيقةُ لتتسّع لأكثر من ذلك، كما يجب أن يذكروا أنّ مصرَ بلد الأزهر الشّريف مازالت إلى اليوم الأحكامُ الشّرعية – غير الشّخصيّة – معطّلةً فيها، ومازال كود (قانون) نابليون مصدرَ أحكامها إلى اليوم، ومازال الانتفاع بالمذاهب الإسلاميّة في القضاء – غير المذهب الحنفي – مهجورًا كذلك إلاّ قليلًا جدًّا.

نعم إنّ مصطفى (أتاتورك) نزع عن الأتراك الأحكام الشّرعيةَ، وليس مسؤولاً في ذلك وحده، وفي إمكانهم أن يسترجعوها متى شاؤوا وكيفما شاؤوا، ولكنّه أرجع لهم حرّيتهم واستقلالهم وسيادتهم وعظمتهم بين أمم الأرض، وذلك ما لا يسهل استرجاعه لو ضاع، وهو وحده كان مبعثه ومصدره، ثمّ إخوانه المخلصون، فأمّا الّذين رفضوا الأحكام الشّرعيةَ إلى (كود) نابليون فماذا أعطوا أمّتهم؟ وماذا قال علماؤهم؟ فرحم اللّه «مصطفى» ورجح ميزانَ حسناتِه في الموازين، وتقبّل إحسانه في المحسنين إلى الأمّة التّركية الشّقيقة الكريمة الماجدة، الّتي لنا فيها حفدة وأخوال، والّتي تربطنا بها أواصر الدّين والدّم والتّاريخ والجوار، والّتي تذكر الجزائرُ أيّامَها بالجميل، وترى شخصَها دائمًا ماثلًا فيما تركتْ لها من مساجد، ومعاهد للدّين الشّريف والشّرع الجليل.. إلى تركيا العزيزة نرفع تعازي الجزائر كلّها، مشاركين لها في مصابها، راجين لها الخلف الصّالح من أبنائها، ومزيد التّقدم في حاضرها ومستقبلها، وإلى هذا فنحن نهنّئها برئيس جمهوريتها الجديد (عصمت إينونو)، بطل مؤتمر لوزان وثنيّ «مصطفى كمال»، وإنّ في إجماعها على انتخابه لدليلًا على ما بلغته تركيا الكريمةُ من الرّشد في الحياة الذي تبلغ به – إن شاء اللّه – من السّعادة والكمال، ما يناسب مجدَها القدوس، وتاريخَها الحافل بأعظم الرّجال وجلائل الأعمال] انتهى ما ورد على لسان عبد الحميد بن باديس قائد ورمز «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين» في رثاء بل إطراء وتقديس قرن الشيطان (أتاتورك)!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *