العدد 426-427-428 -

السنة السادسة والثلاثون، رجب-شعبان-رمضان 1443هـ ، الموافق شباط-آذار-نيسان 2022م

عقيدة بوتين هي خليط من التدين الأرثوذوكسي والفاشية الروسية، وهوس بتدمير استقلال أوكرانيا

في 23/03/2-2022م، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مقالًا للمعلق ديفيد إغناطيوس تناول فيه شخصية بوتين، قال فيه: إن الحرب التي مضى عليها شهر تقريبًا في أوكرانيا تؤشر إلى حالة عقلية معقدة وخطيرة للرئيس الروسي… واعتبر الكاتب أن حرب الأسابيع الماضية كشفت عن رجل مهووس بأوكرانيا، ويشعر بالرُّهاب من أعدائه في الداخل والخارج، ويغلف أفعاله بلغة روحية، بل وصوفية في رؤيتها لماضي ومستقبل روسيا. وعن شخصيته المشبعة بشعوره بالعظمة، استعرض الكاتب بعضًا من ملامحها من تصرفاته في الأسبوع الماضي خلال حفلة موسيقية؛ حيث استحضر قديسًا من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الذي تحدث عن معاركه بأنها «عواصف رعدية» ستعيد «مجد روسيا». وقال بوتين عن فيدور أوشاكوف، أمير البحر في القرن 18 الذي عرف عنه أنه لم يخسر معركة أبدًا وطُوِّب بعد فترة قصيرة من تولي بوتين السلطة كقديس في عام 2001م: «هكذا كان الأمر في زمنه وهذا هو الحال اليوم وسيظل دائمًا»، وبدا عليه أنه يريد إعادة مجد الاتحاد السوفياتي السابق، وقراراته باتت مدفوعة بحس مكانته العظيمة في التاريخ الروسي… وعن تدينه، ذكر الكاتب أن بوتين يؤمن بالكنيسة الأرثوذكسية وفي ذهنه أن مهمته سماوية، وهو يؤمن بعمق بالكنيسة الأرثوذكسية و»الوحدة» بين روسيا وأوكرانيا؛ حيث أعلن: «نحن شعب واحد» واتهم السوفيات بالتفريط بانفصالها عن روسيا الأم، وقال: «حقيقة واحدة واضحة وضوح الشمس: لقد سرقت روسيا». ووصف هجومه على أوكرانيا بأنه محاولة لإنقاذها وأنه واجب ديني، واستشهد بطريقة مدهشة بالإنجيل لكي يبرر حربه فقال: «أستعيد كلام الكتاب المقدس: ليس لأحد حب أعظم من هذا، أن يضحي إنسان بحياته من أجل أصدقائه»… وعن فاشيته، تكلم الكاتب أن بوتين اختار بدلًا من الشيوعية «الفاشية الروسية». وكان معلمها الأساسي إيفان إيليان الذي فر من روسيا عام 1922م بعد الثورة البلشفية وأعجب بموسوليني ومدح الفاشية. ونظر إيليان لروسيا كضحية أبدية للغرب وقال إنها بحاجة إلى «رجل» سيتحول إلى «عضو حي في روسيا». وبدءًا من 2005م، قام بوتين بإعادة اعتبار إيليان كفيلسوف البلاط في الكرملين، وأعاد بقاياه إلى روسيا ووضع الزهور على قبره واستشهد بأفكاره في مقالاته، مثل مقال نشره عام 2012م ووضح فيه رؤية إيليان لروسيا: «روسيا هي عضو روحي واحد وليس لكل الشعوب الأرثوذكسية فقط، ولكن لشعوب العالم». وعن نظرته للغرب، ذكر الكاتب أنه في مركز عالم بوتين، فكرة إهانة روسيا عبر التآمر الغربي. وأظهر غضبه  على النخبة الغربية وأصدقائها في روسيا، ووصمهم بـ «الحثالة والخونة»… ويرى بوتين أن أعداء روسيا هم أبديون «ويعتقدون أن كل شيء هو للبيع، وكل شيء يمكن شراؤه، ويعتقدون والحالة هذه أننا سننهار ونتراجع. ولكنهم لا يعرفون بشكل كاف تاريخنا وشعبنا»… ويختم إغناطيوس مقالته بالقول إن على الغرب عدم السماح لبوتين بالنجاح.

الوعي: تأخذ دراسة شخصيات رؤساء الدول أهمية بالغة في تقييم سياسة هذه الدول أو تصرفاتهم، في الداخل أو الخارج، في زمن السلم أو الحرب، ومعرفة كيف يمكن مواجهتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *