العدد 425 -

السنة السادسة والثلاثون، جمادى الثاني 1443هـ الموافق كانون الثاني 2022م

لكن الربيع العربي لم ينتهِ بعد

تحت عنوان «ربما انتصر الطغاة العرب في المعركة، لكن الصراع لم ينتهِ بعد» أكد الكاتب الصحافي البريطاني ديفيد هيرست في موقع «ميدل إيست آي» أن الموجة الأولى من احتجاجات (الربيع العربي) التي اندلعت في عام 2011م، قد تكون مرت، واعتبر أن هذا العام (2021م) كان بمثابة الجنازة الرسمية للربيع العربي؛ حيث شهدت تونس والمغرب الإطاحة بآخر الحكومات والبرلمانات التي إما هيمن عليها أو دعمها الإسلاميون الذين وصلوا إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع. وذكر أن الغرب تنفس الصعداء معتبرًا أن الربيع العربي تحول إلى شتاء إسلامي… وذكر أنه لم يبقَ سوى نموذج واحد فقط للدولة العربية: حاكم مطلق، عسكري أو ملكي، على رأس كيان يتشكل من الشرطة السرية والقوات الخاصة والصحافيين المأجورين، يحكمون شعوبهم من خلال مزيج تام من السيطرة على العقول والقمع، فهم الذين أصبح الإنترنت في أيديهم أداة للرقابة الجماعية.

ويتساءل الكاتب: إذن، هل انتهت بالفعل لعبة الثورة التي اجتاحت العالم العربي عام 2011م؟ فيجيب أن الدولة العربية نفسها هي في حالة من التردي، بل وتتجه إلى حتفها، فعلى سبيل المثال، قفز الدين الخارجي في مصر من 33.7 مليار دولار في 2010م إلى 123.5 مليار دولار في 2020م. وكذلك ارتفع عدد المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر، إلى نسبة 30% وفقًا للبنك الدولي. وفي العراق، الذي يتمتع بالنفط والموارد الطبيعية، يعاني فيه 25% من السكان من الفقر، بينما تصل نسبة البطالة إلى 14%، وكان أكبر إنتاج للعراق هو 5 ملايين يتيم أي نحو 5% من الرقم العالمي. وأكد الكاتب أن المنطقة تعاني بأسرها من سوء الحكم. ففي 2020م، كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن 69 مليون شخص يعانون من الجوع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا… وفي مقابل ذلك ذكر أن أمراء الخليج يستمرون في العيش في رفاهية لا مثيل لها. وأعطى مثالًا لذلك ما تم من مداولات في المحكمة التي تنظر في قضية الطلاق بين حاكم دبي «محمد بن راشد آل مكتوم» وزوجته السابقة الأميرة «هيا» حيث استمعت المحكمة إلى أرقام صادمة من الرفاهية… ومن ثم خلص إلى أن هذه التفاوتات الفاحشة هي الأشياء التي تصنع منها الثورات، وإلى أن ما حدث قبل عشر سنوات ليس سوى الفصل الأول من صراع هائل وطويل. وأن هناك فصلًا آخر قادم بالتأكيد.

الوعي: نعم إن القادم خلافة راشدة على منهاج النبوة، إن شاء الله تعالى، ولن يبقي من النفوذ الغربي، ومن دساتيره الكافرة، ومن زبالاتهم من الحكام من أحد، ولن يكون إلا تغييرًا على أساس دين أهل المنطقة، ولن يكون ربيعًا ولا شتاء ولا خريفًا بل حياة كاملة، فيها إسعاد للبشرية جمعاء… وإن غدًا لناظره قريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *